نحتفل باستقلال الوطن الغالي..رغم احزانه!!!
بقلم محمد سليمان الخوالده
يعتبرالخامس والعشرين من ايار من كل عام عيدا وطنيا لكل الاردنيين ، فهو بحق يوم تاريخي حين سجلّ في تاريخ الاردن يوم مجيد ،يوم استقلال المملكة الاردنية الهاشمية عام 1946،في هذا اليوم أرسى المغفور له باذن الله الملك المؤسس عبدالله بن الحسين قواعد إنشاء دولة المؤسسات القوية يدا بيد مع الاجداد والاباء لتواصل مسيرة العطاء والبناء والكفاح لتصنع الاردن النموذج ،للدولة الدستورية الحضارية التي استمدت قوتها من تمسك ابناء شعبها بالثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الاسلامية العربية .
هذه الدولة الحضارية كانت محط اعجاب الدول العربية الناشئة انذاك ، فتحققت مشروعات وطنية كبرى كمشروعات الفوسفات والبوتاس والطاقة وازدهرت في المملكة الاردنية الحركة العمرانية ، وتحققت نهضة صناعية وتعليمية كبيرة ،خصوصا على المستوى الجامعي ، ونمت الثروة الحيوانية فحقق الاباء والاجداد اكتفاءا ذاتيا لم يعرفوا فيه طعم اللحوم البلغارية او الرومانية ، وكانت سهول القمح تمتد في قرى الاردن من شماله الى وسطه الى جنوبه وفي موسم حصاده ودرسه يتغنى الاباء والاجداد بالاغاني والاهازيج الشعبية ليأكلوا خبزا من خير وطنهم ، فلم يعرفوا قمحا امريكيا ولا حليبا فرنسيا ، فحق لهم الاحتفال بيوم استقلال الاردن ، فكان انتمائهم لوطنهم بلا حدود وكيف لا وهم ياكلومن من خبزه ويصنعون مؤسساته بايدهم ويشربون اللبن من ضرعه ،، فهكذا يتولد الانتماء بالارتباط بمؤسسات الوطن وترابه وارضه ، فالوطن هو الروح والهواء والارض والشجر والحجر والبقرة الحلوب وتموّجات سنابل القمح في الحقول عند هبوب النسيم. ... ، ومنذ ذلك التاريخ تعاقبت حكومات اجتهدت فأخطأت احيانا واصابت احيانا ، حتى جاء عهد الحكومات التي تبنت نهجا ليبراليا فرفعت شعارات الاصلاح الاقتصادي ،فتبنت منهج الاستمثار والخصخصة ، وبدا رجال الاعمال الذين امتهنوا السياسة ليتقلدوا مناصب الوزارات ،ليتم بيع مؤسسات الوطن التي بنيت بعرق الاباء والاجداد بثمن بخس ، مؤسسات الوطن التي تغنى بها الاجداد في ذكرى الاستقلال ورفعوا عليها الاعلام ،، ٌنهبت وباعها التجار بابخس الاثمان ..بيع ونهب لم نشهد له مثيلا في الاوطان ، فاين مصانع الفوسفات والبوتاس ؟واين العقبة وميناؤها واين البحر الميت وشاطئه....واين..واين ..الخ؟؟!! ، ٌبيع وطن انتسب اليه الاباء والاجداد وانتسبت الحكومات لغيره ، وطن حافظ على هويته الاباء والاجداد ، فنزع التجار هويته وعنوانه ، وطن برّ به الاباء والاجداد فعقهٌ زمرة من الفاسدين ،ممن تحكموا بالقرار، وطن استبدلنا واقعه بحكايات واغاني واهازيج تحكي عن ماضيه البهي ،لاحاضره الذي ٌيحزن عشاقه.
آآه يا وطني ، تصرخ ..تتألم ، وتقول بصوت عالي ارجعوا اليّ مؤسساتي ومنشآتي وثروات باطن ارضي ومال شعبي ؛ ونسمع صوتهم يرتفع عاليا غاضبا يطالب بمحاكمة زمرة الفاسدين واعادة اموال الشعب ومؤسساته الى حضن الوطن الغالي ... ويعاود الوطن الصراخ من جديد وبصوت غاضب من نار وحديد ولكن هيهات هيهات من يسمع او من يجيب .. !!!
قسما يا وطني سنركع لك خاشعين ونلبي ندائك وسيدفع الثمن غاليا من قطّع اوصالك واستباح عرضك فسمح للتعري على شواطئك ، سنعيد لك مجدك ، سيولد وصفي التل الشهيد من جديد ليحرث ارضك ويراس حكوماتك ويصون مؤسساتك ويحمي اموالك ، ففي الاردن احرار من كافة المنابت والاصول يعلنون بصوت واحد سنعيد لك اولادك وأملاكك ،، سنرفع الاعلام فوق مؤسساتك بذكرى استقلالك،، ولن نتهاون في محاسبة الفاسدين ، وسنستمر نلاحق الذين هرّبوا الفاسدين ونكشف عملائك المنافقين ،، فالوطن غالي ونقدسه بعد الله سبحانه وتعالى ... حمى الله الوطن الغالي تحت راية سيد البلاد الملك عبد الله الثاني حفظه الله ، ونضرع إلى الله أن يعم الخير والامن والامان على وطننا الحبيب لنحتفل العام القادم وكل عام بذكرى استقلالك ، اللهم آمين.
Drkmal_38@yahoo.com