قال تعالى(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) في هذه الاية المباركة دلالة ,على الكون (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )والتكوين في دلالة (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ )يخاطب بها الله تعالى العقل البشري ,الذي وهب من المعرفة والتحليل والادراك ,فطرة المعرفة ,ما تمكنه من الاستنتاج ,ويعي ما جاءت به الهداية وتطابقها مع ما في الكون وتكوينه قي تجانس ودقة مع حركة مكوناته , من شمس وارض وسماء وما فيهن لتكوين الحياة من خلال الحركة المنظمة والدقيقة لكل مسميات هذا الكون(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) ,حيث الليل والنهار وفصول السنة وفي ذلك دلالة على الحركة في ظل الزمن او الدهر الواحد ,في احداث نظام متكرر وبدقة على نمط واحد ,والدهر كما في الحديث القدسي هو الله ....................
.يخاطب الله تعالى في هذه الاية العقل البشري,بما مكنه من معرفة ,لتكون حجة على الانسان ,كون العقل يدرك ان لهذا الكون نظام حياة له مرجعية ومسبب واحد ,كما ادرك ان الاثر يدل على المسير ,والبعرة تدل على البعير,وفي ذلك تمكين العقل من ادراك ما تم تغيبه كما براهين الايمان في وجود الخالق ..........
ولقد منٌ الله تعالى على عقل الانسان ,بما جاءت به رسالات الهداية ,من معرفة ذات الانسان اي نفسه ,وأحوالها في تفاعلها مع زينة الحياة الدنيا ,وخطوات الشيطان عليها,فالعقل الذي يدرك الايمان بالغيب ,ويتزود بنور الهدى ,قادر على التغلب على هوى النفس بالنهي وانضباطها ,حتى ترجع لما فطرت عليه ,كفطرة كل مولود قبل بلوغ محفزات شهوات النفس ,والتفاعل معها ,فيما يخصها في الجسد..............
لقد جعل الله تعالى العقل, قادرعلى التطور في المعرفة وحبها ,مما يمكنه من اكتشاف معجزات الله تعالى ,الحاضرة الغائبة عن العقل , كونها مذكورة في كتاب الله تعالى ,يهتدي اليها الانسان,حيث يشاء الله تعالى ,لتزيد المؤمن ايمانا ,وتهدي من تواضع للحق ,فالعمل بهداية الله ورسوله ,من الايمان الغيبي ,يغني الانسان عن ألامية في المعرفة ,قبل علم التوصل اليها ,لقد جهل الانسان حقيقة ان الارض سبع طبقا ت,كون الانسان يتعامل مع المادة الملموسة ,رغم اشارات الله تعالى في كتابه ,لقوله تعالى(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ولم يقل عليها ,كون طبقات الارض فوق الملموس منها ,فطبقة الاوزون ,وطبقة فلترت الاشعة المضرة من الشمس ,وطبقة تكون الغيوم كلها من طبقات الارض ,تدور مع دورانها ,كانما كتلة واحدة رغم تفاوت كتلاتها ................
ولقد اقسم سبحانه وتعالى بمواقع النجوم ,(وانه لقسم عظيم ),التي تعد بالمليارات المليارات ,هذا في مجرة واحدة ,تراها كانما هي ساكنة ,لا تتصادم مع بعضها البعض على بعد واحد ومستقر ,وفي ذلك دلالةعلى دقة افلاكها التي تسبح بها , وتسبح في فضاء يتسع ,حيث اكتشف حديثا ,ما ذكر في كتاب الله تعالى(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)...........
لقد دل الله على ذاته ,من خلال خلقه للكون,ودل على ربوبيته من خلال إنشاء الحياة من ما خلق ,وقيامه عليها ,ولقد جعل الله تعالى, ميزان العدل يحكم استقرار حياة هذا الكون ,الذي لا يستقر إلا بإيمان الانسان و شكر النعم,وبين مردود كفر النعم في حياة الانسان ,فالكفر مدلوله فساد الانسان وطغيانه على الحق في مجمل حياته المادية والصراع عليها ,حيث ينعكس فساد الانسان ,على الارض التي يعيش فيها , مثال ذلك ثقب طبقة الاوزون ,وفساد الحياة في الارض ,كما في ثورة البحار في سوناميها واعاصيرها في غزوا اليابسة وارتفاع حرارة الارض, التي تتطور يوما بعد يوم ,وموجات متتالية من الامراض لم يسبق لها مثيل ,وكل ذلك مذكور في كتاب الله تعالى وسنن الحبيب الذي ارسل في الاميين رسولا ,ليعلموا سبل النجاة والخلاص من المعاناة ............
ظهور الفساد في البر والبحر,من معجزات ما ورد في كتاب الله تعالى قوله(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ,من معجزاتها ان الله تعالى ,يخاطب الناس ,دلالة على عالمية الرسالة ,حيث المشاهد ان العذاب يشمل جميع البشرية ,في حين ان العذاب قبل الرسالة الخاتمة ,كان يقع على ضمن تواجد قوم النبي والمرسل , ومن عجائبها انها وردت في سورة الروم الاية ,41منها ,ومعجزة تعسر الحياة فيها دلالات على حرب الله ورسوله على الربا والتعدي على مقاصد الدين ,في اقامة العدل ,العمل به يرفع الله الدولة وان كانت كافرة ,فالله تعالى هو من ييسر العسر,المشاهد على مستوى العالم ,عقابا وعذاب اصغر دون العذاب الاكبر, ,حيث الزلازل,والبراكين التي تحجب الحياة والخسف ,وطوفان البحار,في انتظار قرار الانسان ..............
اينما توجه الانسان فثمة وجه الله تعالى ,حقيقة يلمسها الانسان ,في الخلق ,وتكوين المخلوق ,لصالح الانسان ,في جزاء الصلاح وفي عقاب فساد الانسان ,في عيش اليسر والعسر,في دلالات الايمان والكفر والنفاق في حياة الانسان , ستجد هنالك دائما جواب من الله تعالى, في ظاهر معجزات اياته في الحياة من كتابه الحكيم ...............
د. زيد سعد ابو جسار