لم يبخل ممثلوا الشعب الامريكي على نتنياهو بالتصفيق الحاد والوقوف المتواصل تعبيرا عن التأييد لكل عبارة نطق بها هذا المسخ وعباراته كانت واضحة لاتحتمل التأويل وهي التي حازت على هذا الكم الهائل من التصفيق . جدد نتنياهو لائاته المعروفة لا عودة لحدود 67 ولاتقسيم او تنازل عن شبر من مدينة القدس ولا عودة للاجئين.
اما بالنسبة للدويلة التي ربما يسمح بها فلا تعدو كونها كياناً ضعيفا منزوع السلاح مهمة سلطته جمع النفايات. بكل بلاهة وقف ممثلوا الشعب الامريكي تاييداً لهذا الكلام مؤكدين بذلك على الروابط والتشابه بين الشعبين والقيادتين الاسرائيلية والامريكية . فالامريكان الاوائل هم من قام بإبادة اصحاب الارض الاصليين واستملاك بلادهم بالقوة ونسبتها اليهم وهم اصلاً قدموا من مختلف بقاع الارض واستوطنوا هناك وكما هو معروف فقد كانت امريكا المكتشفة حديثاً منفى يلجأ اليه المجرمون والقتلة والفارين من وجه العدالة ،ليأتي من بعدهم اجيالاً ساروا على نهج اجدادهم فارتكبوا المجازر ضد البشرية وقتلوا وسلبوا ونهبوا وما هيروشيما وناجازاكي والعراق وافغانستان عنا ببعيد. واسسوا للظلم على وجه الارض ففرقوا الدول والشعوب والّبوا بعضهم على بعض كما فعلوا بكوريا والصين وغيرها .
ان مافعله ممثلوا الشعب الامريكي امام نتنياهو لايترك مجالاً للشك بأن الامريكان تتملكهم العنصرية البغيضة التي غذت صليبيتهم المتصهينة ليسطّروا عداوتهم لكل ماهو حق ،وعلى رأسهم العرب والمسلمين.
لقد تجاهل هؤلاء الممثلين جرائم نتنياهو ضد ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني وصفقوا لنتنياهو بكل غباء وبلاهة كانه قائدهم . ومسلسل تراجع القيادة الامريكية امام اصرار نتنياهو لم يتوقف فمن تراجع موقفها الداعي الى وقف الاستيطان الى تراجعها امام حدود الدولة الموعودة ، الى تراجعها غدا عن رفضها لفكرة الوطن البديل الذي ينادي به نتنياهو طبعاً بشرط ان لا يكون على ارض الضفة الشرقية التي يؤمن نتنياهو بأنها محتلة في مكانه تحت الشمس.
فساذج من يظن بعد ذلك ان هناك امل بوقوف الامريكان مع الحق اوعلى الحياد في الصراع العربي الاسرائيلي او ربما اقول انه ليس ساذج وانما عميل خائن مشارك في المؤامرات العلنية على القضية الفلسطينية وعلى الامة العربية ، ولايظن اولئك انهم بمنئى عن الكيد الامريكي الصهيوني فاول ضحية للامريكان هي عملاؤهم ورجالاتهم واصدقائهم وما مصر وتونس واليمن منا ببعيد.
سالم الخطيب