زاد الاردن الاخباري -
أزيح الستار في مدينة سنجار بمحافظة نينوى شمالي العراق الثلاثاء، عن تمثال لامرأة ايزيدية لقيت حتفها على يد تنظيم داعش بعد قتلها أميرا في تنظيم خلال تصديها لمحاولة سبيها مع نساء اخريات من بنات جلدتها.
وخلال سيطرته على المدينة، العام 2014، قتل تنظيم داعش، نحو 1200 أيزيدي، واختطف وسبى أكثر من 6 آلاف امرأة، فيما بقي نحو 2700 من الفتيات مجهولات المصير.
وهرب ما تبقى من الإيزيديين إلى إقليم كردستان، والمحافظات العراقية، الأخرى، أو الهجرة إلى دول أخرى، فيما زالت أوضاع مدينتهم لغاية الآن، تعاني الصراعات الداخلية، والتنافس الإقليمي، الذي جعلها ساحة لتصفية حساباتها، فضلًا عن تنوع القوى المسلحة التي تسيطر عليها.
وجرى نصب التمثال تكريما لذكرى الأم كولي التي قتلت خلال اجتياح تنظيم داعش لمدينة سنجار عام 2014.
وقالت ابنتها دليمان لوكالة انباء "سبوتنيك" ان والدتها "استشهدت في مثل هذا اليوم 3 أغسطس 2014 بعد أن اشتبكت مع قياديين وعناصر من تنظيم "داعش" وتمكنت من قتل قيادي أمير لأنها رفضت أن يختطفوا أختي".
وأضافت: "نحن عائلة كبيرة وأمي كان لديها سلاح مسدس أخذته معها عند نزوحنا من مدينتنا ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار هربا من الإبادة والاختطاف على يد عناصر "داعش" الإرهابي في الثالث من أغسطس 2014".
وتابعت "في ذلك اليوم انقسمنا إلى قسمين الأول اتجه إلى إقليم كردستان، وأنا وأبي وأختاي واثنتان من زوجات إخواني توجهنا إلى كردستان، أما أمي وأختي وأخي وعائلة جيراننا اتجهوا إلى جبل سنجار وعلى الطريق تعرض لهم عناصر وقياديون من داعش".
ومضت دليمان قائلة: "أمي رفضت أن يأخذوا أختي ويختطفوها مع نساء جيراننا وقالت لهم: نحن لدينا شرف وكرامة ولن نسمح لكم باختطافنا.. ليرد عليها عناصر التنظيم الإرهابي: سنأخذ النساء أيضا لدينا عمل معهن. فجددت أمي رفضها وقالت لهم ما هو العمل؟ أن تغتصبوا النساء والفتيات؟ لن أسمح لكم".
واضافت "أخرجت المسدس وأطلقت النار عليهم وتمكنت من قتل قيادي أمير منهم وأصابت آخر بجروح مات على إثرها في وقت لاحق حسبما علمنا".
وتابعت: "لكنهم قتلوا أمي وهي من مواليد 1961 واختطفوا أختي التي كانت تبلغ من العمر تقريبا 14 عاما وتعرضت للاغتصاب 21 مرة على يد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي وأول شخص قام باغتصابها سعودي الجنسية".
واستطاعت دليمان أن تحرر أختها قبل عامين من الحدود التركية مقابل 130 ورقة أي 13 ألف دولار أمريكي.
وذكرت في ختام حديثها، أن أختها فقدت السمع بأذنيها تماما إثر قصف نفذته إحدى الطائرات الحربية أثناء استهدافها منزلا للـ"دواعش" كانت فيه، وحاليا نحن نتواصل معها عبر الكتابة.
جريمة لا تُغتفر
وأحيا العراقيون الثلاثاء، الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية على يد تنظيم داعش في قضاء سنجار.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن ”الإبادة الجماعية للإيزيديين جرح كل الوطن، وجريمة نكراء لا تُغتفر، والاقتصاص من مرتكبيها حق لن يسقط“.
بدوره، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن ”ملف الأيزيديين يعدّ من أولويات اهتمامات الحكومة، التي لم ولن تدخر جهدًا في دعم الناجيات الأيزيديات وإنصافهن وإعداد برنامج حكومي لتأهيلهن، فضلًا عن الجهد الحكومي في إعادة النازحين إلى مناطقهم، وتقديم كلّ أشكال المساعدة من أجل استقرار وإعمار مناطقهم وفي مقدمتها سنجار“.
ودمر التنظيم غالبية معابد الإيزيديين في المناطق التي سيطر عليها والأبنية الدينية والتراثية، فيما نجا معبد ”لالش“ أهم المعابد وأقدمها لوقوعه آنذاك في منطقة كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة.
وكانت آخر إحصائية رسمية من حكومة إقليم كوردستان أفادت، بإنقاذ 3 آلاف و550 مختطفًا إيزيديًا من قبضة داعش.
وقالت حكومة الإقليم إن مجموع تعداد الكرد كان 550 ألف شخص، نزح 360 ألفًا منهم إثر اجتياح داعش لسهل نينوى ومنطقة شنگال، وعاد منهم 150 ألفًا فقط.
ولفتت إلى أن نحو 100 ألف إيزيدي لجأوا إلى خارج البلاد، معظمهم إلى بلدان أوروبية، وأن ألفًا و293 إيزيديًا فقدوا حياتهم خلال اليوم الأول من اجتياح داعش، وتيتم ألفان و745 طفلًا إيزديًا من ناحية الأب، فضلًا عن العثور على 82 مقبرة جماعية للضحايا الإيزيديين.