زاد الاردن الاخباري -
نقلت وكالة الانباء الالمانية عن مقربين من الرئيس التونسي قيس سعيّد قولهم انه عرض الثلاثاء، رئاسة الحكومة على محافظ البنك المركزي مروان العباسي، فيما أعفى محافظ صفاقس وسفير البلاد لدى واشنطن من منصبيهما.
وقالت الوكالة ان مصدرا قريبا من الرئاسة اكد ان سعيّد "تحادث مع العباسي وعرض عليه المنصب ولكن لم يتسن الاطلاع على رده حتى اللحظة".
وكان متوقعا أن يعلن الرئيس التونسي اسم رئيس الوزراء الثلاثاء ليتولى مهامه خلفا لهشام المشيشي المقال منذ يوم 25 تموز/يوليو الماضي ضمن أخرى من التدابير الاستثنائية عقب احتجاجات شعبية في الشوارع.
وشملت التدابير كذلك تجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب، ما يعني تولي سعيّد مهمة التشريع عبر مراسيم رئاسية.
وأقال سعيّد من حينها وزراء ومستشارين وكتابا عامين في رئاسة الحكومة ورئيس التلفزيون الرسمي.
وينفي سعيد صحة اتهامات بتنفيذه انقلابا، ويقول إنه اتخذ هذه التدابير استنادا إلى الفصل 80 من الدستور، وبهدف "إنقاذ الدولة التونسية".
وفي استمرار لمسلسل الاقالات، فقد اعفى الرئيس التونسي الثلاثاء، سفير البلاد لدى واشنطن ووالي محافظة صفاقس (جنوب).
وقالت الرئاسة، في بيان، إن سعيد "أصدر أمرا رئاسيا يقضي بإنهاء تكليف نجم الدين الأكحل بمهام سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية بواشنطن".
كما أصدر سعيد "أمرا رئاسيا يقضي بإنهاء تكليف أنيس الوسلاتي بمهام وال (محافظة) بولاية صفاقس"، بحسب بيان ثانٍ للرئاسة. ولم يتطرق الأمران الرئاسيان إلى أسباب إقالتهما، وهو المعتاد منذ بدأت سلسلة الإقالات.
حكومة مصغرة
تضغط منظمات تونسية للتسريع بطرح خارطة طريق، تتضمن خططا واضحة للإنقاذ البلاد، مع ضمان احترام الدستور وحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، طالب الاتحاد العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد)، الثلاثاء، بتشكيل حكومة "مصغرة ذات مهام محددة في أسرع وقت".
جاء ذلك في تصريحات للأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي على هامش أعمال الهيئة الإدارية (اجتماع دوري) للاتحاد بثها الاتحاد على موقعه بفيسبوك.
وقال الطبوبي: "لابد أن تكون هناك حكومة ويكون المسؤول الأول عن الحكومة رجل له بعد اقتصادي وكفاءة ومشهود له في فهم الواقع الاقتصادي وواقع المجتمع التونسي واستحقاقاته".
وشدّد الطبوبي على أن تكون "الحكومة مصغرة وذات مهام محدودة في الفترة القادمة".
وأضاف الطبوبي أن الهئية الإدارية للاتخاد أكدت على أن يكون أمر تشكيل الحكومة "تشاركيا وطالبنا رئيس الجمهورية (قيس سعيد) أن يوضح لنا الرؤية المستقبلية وفي أي اتجاه تسير تونس حتى تكون لنا قراءة نقدية إيجابية أو نكون معه على نفس الخط".
وأوضح: "من حقنا أن نفهم وهناك تساؤلات عديدة في هذه اللحظة الصعبة جدا".
خارطة طريق
وقال الطبوبي: "يجب مزيد من التعمق والتفكير ويجب أن تتوضح لنا بعض المسائل من رئاسة الجمهورية حتى يمكن أن نبني موقفنا في خارطة الطريق التي نعدها".
وعاد الطبوبي ليؤكد رغبة الاتحاد في تشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن حتى يتم ملأ الفراغ في مؤسسات الدولة".
وتابع: "نريد توضيح الرؤية في الوضع الاستثنائي من رئاسة الجمهورية ونريد معرفة إلى أين سنذهب، وما هو أفق الوضع".
وقال: "أكدنا على الحريات العامة والفردية وعلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وديمومة المؤسسات العمومية ونجاعتها".
ووفق الطبوبي: "الجميع في حاجة إلى مراجعات وإصلاحات في العقلية ولابد من الاتعاظ بالتجارب السابقة وأن نتجه للمستقبل".
وتساءل: "هل سيتعامل الرئيس في إطار الدستور أم في إطار وضعية استثنائية أخرى".
وحول التدخلات الخارجية تجاه الأوضاع التونسية قال الطبوبي: "نحن لا نقبل التدخل الخارجي في وضعنا وعلينا تجنب سياسة المحاور".