القديش
د نضال شاكر العزب
لابد من أن نزف البشرى الساره للشعب فلقد انهينا مرحله الاقتصاد الزراعي والصناعي والخدماتي بفشل
...ولم يبق لنا سوى - شراء - دكتوراه مجلدة جاهزه ...وانتظار هاتف يبشرنا بالمقعد الضخم المريح....
*****
أقول وأنا اتأمل الحصاد في قاع الوادي ....من حي كله اسمنت _ اصم أبكم _ لا نمط معماري له ولا حياه ولا هويه!!!! ...يخنق الجار جاره ويسور عليه ...ولم تعد نسمه حره ترتعش وتوقظ وتعلن الصباح تجدد الذكرى بالأمل ، لم يعد اولادنا يعرفون الصاع ، ولا يخيطون شوال ...ولا يفعلون اي شي منتج ....
******
لكن حصادا واحدا وحيدا شريفا .... يعمل في الوادي القريب - اشعل الذكرى _ والباقي كلهم كلهم ... نيام يتشاكون الازمات ...!!! " وحيد ” يعانق السنابل ويشم طيب الارض- عطرها _ ، الارض اشتقت اليها ولطبق القش ...ولابريق شاي عالحطب .......إنه الحصاد المبشر واليد العليا والرزق الحلال الطيب الذي لا يختلط بظلم واعتداء وتهريب اموال وتحرش بسكرتيره ....
*****
أيكون موسم الحصاد يمر علينا ولا يحيينا ...الحصاد أغنيه وبشاره ....والغمار لحن ولم السنابل ذهب الارض ...ورائحه التراب - التي اشتاقت واشتقنا اليها ...والعونه الشباب والشيوخ والنساء ....ولمه الاهل والعيون السود ...غادرتنا وغادرنا المشهد ولكن دون مشهد أخر لمصنع مثلا ....فلا نحن مع الجلد ولا مع اللحم ....
الى غير رجعه غادرنا الحصاد فمن يعرف - الحصيده -؟؟؟ اتعرفها الصبيه أم الشاب الذي يتحسس من الغبار ...بشعره القنفذي...؟؟؟؟
ايها الساده؟؟ ...إنه الحصاد ... هي نهايه الموسم وتسديد الديون وشراء مدرقه وثوب جديدين ....فرح و زفاف ولقاء الاحبه.... ورغيف خبز لم يعبر طحينه البحار ولا نعرف كم فأر عاش وعاث فيه .... رغيف من كرامه ...وزند اسمر لوحته الشمس لا يتمايل _ كالخنثى _
ولكن وقبل الحصاد لا بد من ذكر ذاك الحصان الاشقر المدلل الذي وبفعل الازمه الاقتصاديه لم يعد هنالك من يسوسه ويعتني به - اقصد خياله وفارسه فأهمله محولا اياه لرتبه القديش ومهددا اياه بالقتل ان فتح فمه محتجا ،فصمت الحصاد واعتقد الناس انه اصيب بالخرس ...لكنه مهان في زمن لا يعرف الخيل واخلاق الفرسان ووقفات العز ................
فتحول الفارس الى عاطل عن العمل ...يتحركش بما لايعنيه من شطف ومسح وتكنيس ونسي مفردات المروءه والايثار والوفاء وطلقته زوجه دون إعلان فانزوى يبعث في الفضاء شر سيجارته هو يعاتب القديش الحصان سابقا وهو يعاتبه ، طلق أخلاق الفرسان وتحول الحصان الى اعمال مهينه ...واصطلى جلده بعصاه لوز - مر - قاسيه ومع الاهانه وساعات الحراث المضنيه _ فقد اسمه _ وجرب جلده واستكثروا عليه مربطه ولجامه ؟؟؟ فاعتلاه الصغار ...وشاب –شيبه مهينه - اصبح مطيعا لا يحمحم يمشي لا يدري الى اين ؟؟؟ لأنه صار اكثر طاعه ....منكسا رأسه!
لا تحزن ايها الفارس ....لا أخلاق الفرسان تنفع ولا شجاعه الشجعان ولا إغاثه الملهوف .....
*********
عذرا ايها الساده _ أمه تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنه لا تستحق البقاء ...وهي زبد راب _بين الأمم _ لا يمكث _فقاعات _ لا تنفع الناس وظواهر صوتيه تطلب الاحسان وتستجدى وتفرك يديها تلك الامه التي لا تزرع -داليه ولا تينه !!!! لا حصاد لها ولا نسيج و...لبن في ثدي بقرتها....
Nedalazab.blogspot.com