زاد الاردن الاخباري -
طالب مربو ماشية في محافظة الكرك، وزارتي الصناعة والتجارة والزراعة، النظر الى ظروفهم الصعبة خلال الموسم الحالي، جراء ضعف موسم الامطار الماضي، ما أدى لانخفاض كبير في انتاج الاعلاف الحقلية والمراعي.
وأكدوا ان هذا التردي لموسم الامطار، تسبب بارتفاع اسعار الأعلاف من الشعير والنخالة الى ثلاثة اضعافها عن الموسم الماضي، داعين إلى تخفيض أسعارها في مراكز الاعلاف الرسمية، التي باتت تشهد طلبا كبيرا على الاعلاف.
ومع تراجع الموسم المطري، تراجع انتاج الأعشاب الرعوية التي يعتمد عليها المربون في تغذية ماشيتهم بين شباط (فبراير) الى نهاية آب (اغسطس)، ما يوفر عليهم شراء الأعلاف التجارية بأسعار مرتفعة في هذه الفترة.
كما أنه أدى لتردي موسم الاعلاف الحقلية التي كانت توفر مادة علفية بعد انتهاء موسم الأعلاف الرعوية في الجبال والبراري.
وأشار رئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت، الى أن الجفاف الذي ضرب المحافظات الجنوبية، أدى لتضرر المربين وتعريضهم لخسائر كبيرة، لانعدام إنبات الأعلاف الرعوية الخضراء التي كانت تتوفر سنويا في موسم الربيع لفترات طويلة، وانخفاض كميات الأعلاف الحقلية التي كانت تتوافر سنويا بكميات كبيرة، وتغني المربين عن شرائها، ما اضطرهم للعودة الى شرائها.
وبين انه كان يتوافر لمواشيهم اعلاف خضراء في البراري طوال الأشهر الاولى من الموسم خلال فصل الربيع، بالإضافة لأعلاف الحصاد شبه المجانية او زهيدة الثمن، بعد شهر ايلول (سبتمبر)، لافتا الى ان كل ذلك لم يعد موجودا حاليا، وأصبح لازما توفير اعلاف طوال العام بأسعار مرتفعة، ليس بمقدور غالبيتهم توفيرها.
وأشار الى ان سعر “شوال التبن” وهو مادة علفية رئيسة للأغنام، كان يباع بدينارين في الموسم الماضي، وحاليا يباع بـ7 دنانير، كما ارتفع سعر الشعير، وهو يشكل مع التبن والنخالة مادة علفية اساسية للمواشي، آملا من الحكومة مراعاة ظروفهم بتخفيض اسعار الاعلاف التي تباع في المراكز.
واضاف الكواليت ان تراجع كميات الاعلاف، رفع كلفة انتاج وتربية المواشي، وزادت ايضا أكلاف العلاجات والمكملات الغذائية، لنقص الاعلاف الخضراء، مؤكدا ان اسعار ما يبيعه منها تضاعف ثلاث مرات.
وشهدت محافظة الكرك في مواسم الربيع الماضية، زيادة كبيرة في أعداد الأغنام والماعز والإبل، لتصل في بعض المواسم الى أكثر من 200 ألف رأس، قادمة من خارج المحافظة، لرعي الأعشاب وبقايا المحاصيل الحقلية، وخصوصا من البادية الجنوبية، لاسيما في منطقة المزار الجنوبي التي تتواجد فيها أكثر المساحات الزراعية للمحاصيل الحلقية.
وقال مربي الماشية حسن الضمور، ان الموسم الحالي سيتسبب بخسائر مالية كبيرة للمربين لانخفاض اعلاف البراري الخضراء منذ بداية الموسم، ولتراجع كميات الاعلاف الحقلية لتردي الموسم المطري، ما يضطرنا لتوفير الاعلاف لمواشينا عن طريق شرائها من المراكز أو من السوق المحلي بأسعار مضاعفة، بخاصة مادة التبن.
واشار الضمور الى أن أصحاب المواشي، يتعرضون لخسائر مالية كبيرة بسبب الجفاف الذي حل في المحافظة، ما اضطرهم لتقديم العليقة العلفية للمواشي منذ بداية الموسم، لعدم توافر أعشاب في المراعي، ولتراجع انتاج المحاصيل الحقلية، والتي كانت توفر بعد انتهاء الأعشاب وجفافها، مادة علفية.
وبين أن المربين كانوا يضطرون لشراء وتقديم الأعلاف للمواشي، خلال فترة تمتد لحوالي خمسة أشهر فقط، في حين أن الأشهر الباقية كانت توفرها الطبيعة فيها من الأعلاف العشبية، وما يترك من المحاصيل الحقلية من أعلاف، لا يمكن جمعها فيجري شراؤها بأسعار زهيدة غالبا.
ولفت الى أنه على المربين، شراء كميات إضافية من أعلاف المراكز، وهي في الأصل مرتفعة الثمن.
وطالب وزارة الصناعة، بتخفيض سعر بيع الأعلاف للمربي الحقيقيين وليس لمن لا يملكون شهادات تطعيم لمواشيهم بأعداد غير حقيقية على أرض الواقع، بحيث يكون سعر الأعلاف مناسبا لظروف المربي الحالية.
مدير صناعة وتجارة الكرك محمد الصعوب، أكد أن أسعار أعلاف المراكز المدعومة، لم ترتفع، وهي بسعر 175 دينارا لطن الشعير و77 دينارا لطن النخالة، مشيرا الى ان اسعار بيع الاعلاف بالسعر الحر غير المدعوم تبلغ 213 دينارا لطن الشعير، ونحو 157 دينارا لطن النخالة.
وبين ان عدد الحيازات للمواشي في المحافظة، يقدر بنحو 5 آلاف، مشيرا الى ان هناك زيادة كبيرة في كميات شراء الاعلاف من مراكز بيع الاعلاف في المحافظة، مؤكدا توافر أعلاف الشعير والنخالة في كل المراكز.
ولفت الصعوب الى ان المراكز في الكرك والربة والقطرانة والدامخي وغور الصافي، باعت الشهر الماضي 11 الف طن اعلاف، بينها 8641 طن شعير و2545 طن نخالة، لنحو 5146 مربي حيازات رسمية، بموجب شهادات بلغ عددها 485 ألف رأس ماشية.
وأشار الى أن أعداد المواشي في المحافظة، تقدر بنحو 600 ألف رأس، ترتفع في موسم الحصاد الى نحو 800 ألف، لقدوم آلاف المواشي من خارج المحافظة للرعي في حقولها وبراريها.الغد