استقلال التغيير
سليم ابو محفوظ
في احتفالية رائعة أقيمت برعاية ملكية سامية ، في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب، وبحضور من لدن ملك حليم وملكة أم رؤم للأردنيين ،و شبل من أشبال بنو هاشم ولي العهد الأمين ، أصحاب الاستقلال وحماة إنجازاته الوطنية وبناة أمجاده القومية .
ومنها الوحدة الوطنية التي تجسدت في أردن الخير، صاحب الإنجاز العظيم الذي وحد الضفتين في وحدة قل نظيرها ، في وطننا العربي بعد أن أغتصب الجزء العزيز ، من فلسطين التي أصبحت بمقدساتها ،عهدة في ذمة الهاشميين.
وما تكريم سماحة الشيخ عبد العظيم سلهب ،وتكريم الشيخ محمد عزام الخطيب، وتقليدهما وسامي الاستقلال من الدرجة الأولى وكليهما من مدينة الأنبياء قدس الأقداس، التي تحوى على تربتها الأقصى المبارك، الذي يوليه الهاشميين جل الرعاية وكل العناية منذ الاستقلال وما زال الاهتمام قائم والرعاية دائمة وبجهد الخيرين.
ويدل ذلك على اهتمام جلالته بالمقدسات وفلسطين العزيزة
التي ينظر لها كوطن للجميع، وهي بلاد المسلمين التي فتحها عمر الخليفة الراشد، وحررها صلاح الدين الأيوبي المسلم القائد.
وقد تجسدت وحدتنا الوطنية في قطبي المعادلة التي تضم رموزها أعيان الملك ممثلة في الطاهر، وجموع الشعب بنسيجه الوطني تجسدت في الفيصل ،الذي لبى رغبات ملك الاستقلال، الذي نحتفي بذكراه الخامسة والستين التي جاءت في خضم أحداث المنطقة العربية التي عصفت رياحها بدول وما زالت غيومها تتلبد فوق بعضها .
وللاستقلال الخامس والستين مذاق خاص ، ولون زهي بشفافيته المتمثلة في ثقة القائد بعامله المعروف بإخلاصه ولكن بخته قصر وإنجازه تأخر ولم يفلح في أمتحانه .
الملك ضليع في الإنقاذ فدعم الموقف الحكومي ، بمشروع آني وهو عفو ملكي كقوة دفع إنقاذية ، للبخيت وحكومته التي وجب عليها التعديل قبل الرحيل ،لأن الوضع لا يتحمل التأخير، في ظل الظروف الحالية التي بدء الشعب فيها، بعضه يتململ، وخاصة في الطفيلة التي استاءت من حركة كان غلط ما حدث فيها من تجاهل محتجيها، والغلطة الأكبر من التجاهل تغيير مكان اللقاء في مستشفى الحكومة بعد إنسحاب إلتفافي غير موفق، من دولة معروف ومرافقيه من وزراء خدميين وتم اللقاء بين الحكومة ووجهاء الطفيلة التقليديين كما يحدث في باقي المحافظات الأردنية ،لا تجديد للمدعوين إلا بتغيب الموت الذي كتب على العباد من قبل خالق الكون .
احتفالية الاستقلال التي أثبتت للعالم أن الأردن الدولة التي تتوافق القيادة مع شعبها، ويتوحد الشعب على كما هو دوما بالالتفاف حول آل هاشم وفي كل الظروف، لانهم هم الأردن وتاريخ الأردن مقترن بالهاشميين ، ودون الهاشميين لا وجود لأردن.
وهذا الأمر معروف يا حكومة معروف وخلوا الشعب يعيش في أمان مجتمعي ، وتناسوا التعامل بمعايير أنتم أدرى من غيركم بها ، وحان الوقت لترسيخ قواعد العدل بين الشعب الذي يحب العائلة الهاشمية بدون استثناء.
وكل الأردنيين محبين للملك وكان لقاء الأمس الذي جسد الحب بالحب بين القيادة وشعبها ،وقد شوهد ذلك من خلال اللقاء الأبوي الذي جمع القائد بشعبه، بدون تكلف أمني ولا تشديد كما هو معهود في سوابق الأيام.
الكل يريد الملك ويحبه ويحب أسرته بكافة أفرادها وكلهم محبين للوطن، وهم الوطن الأردني الذي بدءه الهاشميين منذ بداية عشرينات القرن الماضي ،وأسست الأمارة حينها، بعد أن غاب حكم العثمانيين ، عن بقاع أركان الدولة العثمانية و نهضت الأردن منذ تأسيسها وبمشاركة العرب والمسلمين من بقاع الوطن العربي .
وما الكلمات التي عبر بها الشاعر الشعبي محمد الحجايا في حضرة الملك عبدا لله وأمام الحضور من رسميين وضيوف ومواطنين، كانت كلمات تحكي ولاءات الأردنيين وحبهم لمليكهم وأسرته الكريمة ،التي تطاول عليها بعض المستفيدين
والنفعيين وأيدها بعض الذين يترعرعون في الظلام كخفافيش الليل المظلم .
الذين لا يريدون للأردن الاستقرار الذي يريده المواطنين، كما يريده جلالة الملك أطال الله في عمره وسدد على الخير خطاه ، ليبقى الأردن واحة أمن مستدام كما كان دوما مظلة يستظل بظلها كل الأردنيين بكافة أطيافهم وطوائفهم ومنابتهم وأصولهم وعروقهم ومعتقداتهم .
مبروك للأردن إستقلاله الخامس والستين الذي تزامن مع إحداث عصفت رياحها بعض الأنظمة العربية وما تزال تراوح في منطقتنا العربية التي تهمنا كمنطقة مستقرة سياسيا ً.
وقد تخطاها الأردن بحكمة حكيم الهاشميين أبا الحسين الذي صافح بالأمس شرائح المجتمع الأردني في لقاء يقل نظيره في الوطن العربي الذي يفتقد زعمائه خبرة الهواشم في التعامل مع مكونات الشعب الذي يخضع تحت حكمهم.