زاد الاردن الاخباري -
مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة الاحتفال الديني الذي أقامته الوزارة، الاثنين، بالمركز الثقافي الملكي بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
وقال الوزير الخلايلة إنه وبفضل الجهود التي بذلتها الدولة خلال جائحة كورونا تمكنا اليوم من الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة وعودة الحياة للاستقرار، بعد أكثر من عام من الجائحة، مضيفا أن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، وفيها تظهر معادن الرجال، حيث أمضى النبي صلى الله عليه وسلم 13 عاما يدعو في مكة المكرمة ولم ير إلا ألوانا متعددة من العذاب، ما يدلل على أن إقامة الحياة ضمن ظروف قاسية لا تعني الاستسلام بل لا بد من القوة والعزيمة وعمل الخطط والدراسات والتوكل على الله.
وأشار إلى أن الايذاء والألم الذي تعرض له النبي عليه السلام كان حافزا للعمل والتخطيط المتقن، ويدلل على أن هذا الدين يقوم على الجدية والاتقان، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض لمحاولات القتل والاغتيال وتعرض للعذاب في مكة المكرمة والطائف، ولكن كان يقول لصاحبه "لا تحزن إن الله معنا”.
وأكد الخلايلة الحاجة إلى أن نكون مع الله تعالى، والحاجة للجد والاجتهاد وإتقان العمل لأن "الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، موضحا انه ومع هجرة النبي للمدينة المنورة قام ببناء مجتمع متماسك، أسسه على ثلاث قواعد الأولى بناء المسجد، لان تربية الأمة وقيمها تخرج من المسجد والعبادة، والثانية تأسيس المؤاخاة ليؤلف القلوب في المجتمع، أما الثالثة جمع أخلاق الناس على أساس الحقوق والواجبات، حيث جمعتهم وثيقة المدينة وكان أول دستور لدولة مدنية.
وقال إن وثيقة المدينة جمعت على أمن واستقرار الأمة، وبناء حضارة الأمة الاسلامية، وحري بنا اليوم أن نغتنم تلك الأسس لبناء الحضارة ونعود لهجرة جديدة تقوم على الطاعة والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية وتأليف القلوب وتعزيز المحبة بين أبناء المجتمع وتفعيل دور المسجد في حياتنا وهذا ما تعمل عليه وزارة الأوقاف من خلال الفكر الذي يبني الأمة لا يهدمها.
من جانبه، قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة "اننا نحتفل اليوم بذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي كانت محطة فارقة في تاريخ الأمة وصناعة هويتها وبناء حضارتها، وخلق شخصية المسلم الريادية بين الناس”.
وأشار إلى أن الأمة الاسلامية وجدت لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بقيادة سيد الخلق، فبعد أن كانت الامة العربية ممزقة تقوم على القتل فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن عمل على لم شمل الناس وتوحيد كلمتهم، موضحا أن أول ما قام به عليه السلام بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار.
وتحدث الخصاونة عن أهمية بناء المسجد لأنه أساس الصلاح والرحمة والتسامح والمحبة، ومن هنا تم بناء المسجد في المدينة المنورة، والالتفاف خلف النبي الكريم عليه السلام، لافتا إلى أن دستور المدينة كان يقوم على تأليف القلوب واحترام إنسانية الإنسان تحت مظلة الدين الإسلامي.
وحضر الاحتفال الذي تخلله وصلات إنشادية قدمتها فرقة وزارة الأوقاف الدينية، سماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالحفيظ الربطة، وسماحة مفتي القوات المسلحة-الجيش العربي العميد الدكتور ماجد الدراوشة، وإمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، وأمين عام وزارة الأوقاف الدكتور عبدالله عقيل الدعجة، ومدراء عامون، وممثلون عن دائرة الافتاء العام للمملكة، ودائرة قاضي القضاة، وإفتاء القوات المسلحة، وإفتاء الأمن العام، وعدد من الأئمة والعلماء، والقطاع النسائي.