زاد الأردن - إن إفشاء السلام هو المفتاح الحقيقي لكسب القلوب ، فإن فتح قلوب العباد بالسلام عليهم سلامًا طيبًا وابتسامة مشرقة في وجه من تلقاه على أن تكون سباقًا لهذا الخير، يزرع الله سبحانه وتعالى محبتك في قلوب الآخرين ، وييسر لك طريقاً إلى الجنة .
قال تعالى ( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) سورة النساء الآية 86 .
وتتفاوت الحسنات والأجور في موضوع السلام ، فإذا قال : السلام عليكم فله ( عشر حسنات ) وإذا وصل إلى الرحمة ، فله ( عشرون حسنة ) ، وإذا وصل إلى البركة ، فله ( ثلاثون حسنة ) ؛ فلنحرص على تحصيل ( الثلاثين حسنة ) في كل سلام نبذله ، فحاول تعويد نفسك على تحصيل ذلك في كل سلامك ، ولو عملت إحصائية مصغرةً على سلامك خلال اليوم ، لرأيت عجبًا في الأرباح لمن وفقه الله للسلام !
والسلام مشروع بين المسلمين ، مأمور بإفشائه ،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) . رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صل الله عليه وسلم قال : ( ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام، والتأمين ) . أخرجه ابن ماجه .
عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صل الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِـبَـله ، وقيل : قد قدم رسول الله صل الله عليه وسلم -ثلاثا-، فجئت في الناس لأنظر ، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال : (يا أيها الناس : أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصِلُوا الأرحام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي .
وأمر النبي صل الله عليه وسلم بأن يبدأ الصغير والقليل والراكب بالسلام. فقال : ( ليسلم الراكب على الراجل ، وليسلم الراجل على القاعد ، وليسلم الأقل على الأكثر ، فمن أجاب السلام فهو له ، ومن لم يجب فلا شيء له ، وقال صل الله عليه وسلم : ( يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير ) .