بقلم المخرج محمد الجبور - لقد اعطيت السلطة الاولوية لهيبة الدولة التي ترائ لها انها اصحبت في الميزان فاية هيبه لدولة اذا اكانت التنمية قائمة على اخلال فاضح في التوازن الجهوي وتصب خيراتها كما تفعل اوديتنا من الغرب الى الشرق ومن الجبال الى البحر واية هيبة للدولة اذا كان ثلثي الشعب يعاني العوز والجوع في الوقت الذي يرى فيه بام عينيه الاثرياء والجدد منهم على وجه الخصوص يرفلون في النعيم ويدفعون بالمال بارجلهم دفعا واية هيبة لدولة عند شاب كافح طويلا ليحصل على شهادته الجامعية وما يجد في الاخير مايضعه في تصنيف مهني على بطاقة هويته ليسجل عاطل فيكون شبهة في كل نقاط التفتيش الامني بينما يلاحظ حوله بعض اصحاب الجاه والجهل والمال وجانبهم مهاب واية هيبة لدولة عند شاب في اوجه عطا ئه البدني والعقلي وتراه ينتج صفر الى ان تحول هو الى صفر واية هيبة للدولة اذا غابت الشفافية في مناظرات التشغيل واستخدمت المحسوبية والمحاباة حتى لايكاد يحصل على شغل الا ذو القربى واصحاب المال واية هبية لدولة واصبحت النساء في السجون بسبب الجوع والتهديد بالطرد من منازلهم وتشرد عائلات وانحراف ابنائها وبناتها
فهيبة الدولة ليست شعار وانما هي مجموعة من القيم النبيلة التي تهتدي بها الدولة في سياستها من عدل ومساواة والتي تجلب لها الاحترام ضرورة لقد خسرت الحكومة ومست الاضرار جميع مقوماتها ان خيار القوة والقمع والجباية لن يحل الازمة ولن تزيد الاوضاع الا سؤ ولن يمر دون تداعيا ت خطيره قد تشمل كل ارجاء البلاد وهذا ما اثبتته الوقائع
فإن هيبة الحكومة من هيبة الدولة وهيبة الدولة من هيبة الحكومة ودولة من غير هيبة فوضى وحكومة من غير هيبة خروج على القانون واستهزاء به واجتراء عليه وعلى من ينفذه والهيبة ليس معناها السطوة والعنف والتعسف الذى تمارسه بعض الحكومات بهدف استقرار النظام السياسي للحكام وتأمينهم والحفاظ عليهم فقط، بل الهيبة أكثر من ذلك بكثير، فهي التزام كافة أطراف المجتمع بالقانون والنظام والامتثال والرضا والالتزام به عن قناعة على أنه ضرورة مجتمعية للحفاظ على مصالحهم وحياتهم واستقرار أمورهم وكذلك ضمان حياة كريمة متطورة ومستديمةويحترم المواطن الدولة ويحافظ على هيبتها إذا كان مردودها يعود عليه وتؤمن حياته وأسرته ولا يحترم هذه الهيبة ويعتدي عليها ويهزها ويرجها ويزلزلها من كل نواحيها وجوانبها راضيا مرضيا إذا كانت هذه الهيبة دون مردود إيجابي أو سلبي فلا يشعر باحترامها أو تقديرها والناس دائما تميل إلى من يعود عليهم بالنفع والمصلحة فردا كان أو مسؤولا أو قانونا أو دولة أو دينًا وتنصرف عنه إذا فقدت فيه الأمان والفائدة فردًا أو جماعة أو دولة أو دينًا هيبة الدولة أن يلتزم المواطن بإشارات المرور دون وجود رجل سير ينظمها خوفا من العقا ب القليل وحرصا على حياته وحياة غيره واقتناعه بهذا في الأكثر منه
هيبة الدولة في وجود ممثل الحكومة مهما علا أو قل شأنه وقديما كان يقف تشرشل من شباك مكتبه ناظرا إلى جندي بسيط يقف مشدود القوام ويقول من هنا تبدأ هيبة الدولة ويقصد أن هيبة الدولة تبدأ من المستوى الأقل وليست عند المستوى الأعلى
وهيبة الدولة ترفع عن كاهل المواطن أعباءً عدة فإذا ما ضاعت هيبتها وتجرأ الناس عليها وانصرفوا عنها شغل نفسه ووقته وماله وجهده حتى يقوم مقامها ويحفظ نفسه وأسرته وماله بل الأدهى أن يأمن شر الغير بنفسه هيبة الدولة تكمن في بناء المدارس والمستشفيات وتقليص عدد السجون وليس العكس