هذا وجعي ياصاحب الكرسي
زيــــاد البطاينه
سالني مسؤول كبير كان بعد ان وصل للكرسي المتقدم قد همشني لكن القدر شاءان يرميني بطريقة ليسالني عن حالي بعد ان قال كم من ولد شيرة ومتعلم ومثقف وكفؤ لم يصل لهدفه متناسيا طلبي وشكواي سالني المسؤول عن وجعي وعن صمتي وكيف القدرة على الصمت وكانه كان يقرا اوجاعي من خلال كتاباتي ككاتب لم اجب بل التزمت الصمت لان الحال اكثر ايلاما من حالي لان حالي بيد الله اما حال البلد فهو بيده
فلكلّ منا وجعه، أسباب ومظاهر الوجع لا تتشابه عند الجميع، من أهم مظاهر الوجع التي باتت مرض هذا العصر الشكوى والغرق في الاكتئاب، وظاهرة الاكتئاب هي في الأساس مرض يصيب المثقفين وأصحاب النفوس الحساسة والمظلومين والصابرين ومن راو قوله فذلك اضعف الايمان فدعا الله ونام ،
لأن هؤلاء يمتهنون التفكير، وصناعة الأحلام الشفافة، ولأن كثيرين منهم لا يستطيعون التاقلم مع مجتمعاتهم المغمورة بفيضانات القيم الجديدة الفاسدة يعتكفون حول أنفسهم، أو يتفجرون غيظاً. وجعي ينطلق من أن أكثر المثقفين والسياسين يأخذون بغيهم العام في كل مكان في اتجاهات الفوضى والعبثية والإخفاق. ـ
ـ لست من هؤلاء الذين يرسمون الفراديس، ولا الأحلام التي تشبه في النهاية فقاقيع الصابون في وعاء معدني «الطشت» كانت تغسل فيه أمي قبل ظهور الغسالات الكهربائية ثيابنا، ولست من أولئك الذين يضعفون كأبطال الروائي الروسي «ديستوفسكي» ويعلنون الهزيمة، فأنا من الذين يقرؤون ما يحدث، والعمل على عدم السقوط مرة أخرى في الحفرة نفسها. المشكلة يا أصدقائي أن الحفر باتت كثيرة وكثيرة جداً، وأن الذين يحفرون الحفر لا يتوقفون عن حفرها، ويرون أن من حقهم حفرها لأنهم أذكياء، وأن الغاية تبرر الوسيلة، وأن الجهات المسؤولة عن مكافحة الحفر قبل حدوثها وبعد حدوثها تشكّل لهؤلاء غطاء. وسلما للصعود منها وللاسف يحطمونه حتى لايتسلق غيرهم ـ
ـ لم أكن مستغرباً حدوث ما يحدث في بلادنا.
مرّة.. عاتبني بعض اصدقائي في مجلس النواب فقد اتهمت النائب الاقتصادي بتلوين حياتنا في الاردن بألوان التفاؤل الذهبية في حين أن السماء باتت رمادية جداً بسبب سياساتتنا الاقتصادية التي أضرت بالكثرة التي وقفت وتقف تاريخياً مع الوطن، وهذه الكثرة هي التي تدفع اليوم الثنن في مواجهة جرائم المجرمين والفاسدين والمارقين والطبلين والمزمرين والمتسلقين ، وليست القلة الطفيلية. هؤلاء الزملاء الذين عاتبوني، قالوا لي اليوم: «كنت ترى ما لا نراه».
من المؤلم: إن الحريصين على هذا الوطن، وعلى مفرداته الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والثقافية وقيمه الوطنية والقومية كالواقفين في العراء يتساقط على رؤوسهم المطر والأحجار والأوجاع والأوصاف، قد يغامرون أحياناً برفع أصواتهم غضباً، وقد يصمتون...وقد...وقد ... ـ
بت أخاف اليوم كثر على المستقبل وأخاف منه، لأننا بعد كل أزمة ننسى ما حدث، ونعود من جديد إلى غينا وإلى أخطائنا، وإلى ممارساتنا السابقة.
أي اخوتي أتمنى على القيادات الجديدة اومن وصلت مسرعة اونزلت بالبراشوت أن تقرأ وتعي مهام المرحلة وصعوباتها وتحدياتها ومتطلباتها واحتياجاتها ، وأن تتشارك مع المواطنين والنخب الفكرية والثقافية في قراءة طبيعة هذه المرحلة، وكيفية بناء مرحلة جديدة، وتفعيل دورالكل في المدرسة والجامعة والمعمل والحقل وأن تنشط حالة النقد في الاجتماعات واللقاءات الجماهيرية، ومواجهة الفساد والفاسدين والمتنفذين،
واتمنى لها ان لا تضعف أمام وجاهة فلان وفلان، وألا تخشاهم أو تتزلف لهم طمعاً في مكاسب ومناصب، وشهادات حسن سلوك!مثلما اتمنى ان ارى صاحبي يعود للاصطفاف بالطابور امامديوان الخدمة او امام مخبز او امام محطة وقود اوينتظر لحظة او فرصة انصاف لم ينلها
لا أحد في هذا الوطن دمه أزرق، أو أحمر أكثر من الآخرفنحن اولاد تسعه متساوون امام الدستور والقانون ان كانا مازالا مفعلين بالحقوق والواجبات لدون النظر للون والعرق والجنس والدين .. المواطن الصالح للوطن وقائده، هو الصالح بفعله وقوله وسلوكه، ولا شيء آخر، والمرحلة لا تحتمل خلط الأوراق، أو العبث بالمستقبل تحت أية راية كانت.
pressziad@yahoo.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنوية من المحرر
وردت الينا معلومة ان هذا المقال تم نسخة حرفيا وهو لكاتب آخر اسمه سليم عبود
وقد تم نشر المقال سابقاً على موقع سما سورية
عبر هذا الرابط
http://www.sama-syria.com/sama/content/view/14373/50
لذا نتأمل من الكاتب زياد البطاينة تزويدنا بتوضيح للحقيقة وشكراً
ولمزيد المصداقية بالنشر تم ادراج هذا التنويه