أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة ارتفاع الشهداء الصحفيين في غزة إلى 189 بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الصحة اللبنانية: 24 شهيدا في غارات على البقاع الأردن .. السماح للمستثمرين في مشاريع البترول بتقديم عروض دون مذكرات تفاهم كولومبيا والنرويج يلتزمان باعتقال نتنياهو
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الحكمة من إيراد قصص الأنبياء في القرآن الكريم

الحكمة من إيراد قصص الأنبياء في القرآن الكريم

31-08-2021 12:30 AM

زاد الاردن الاخباري -

في إحدى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي فوجئت بسؤال طرحه أحد المتابعين لشيخ من قطر عربي شقيق يسأله فيها عدة أسئلة ربما هي أول مرة أرى أحداً يسألها رغم عدم صعوبة الإجابة عليها و كانت على النحو التالي: لماذا يذكر لنا الله في القرآن الكريم قصص الأنبياء السابقين ؟ و ما الفائدة من معرفتنا بتلك القصص, طالما أن شريعة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم هي الشريعة الكاملة التي أنزلت على خاتم النبيين ؟ و لماذا لم يقتصر ذكر تلك القصص في السنة فقط عبر أحاديث نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم ؟و لماذا يجب على المسلمين معرفة تلك القصص ,رغم أنهم ليسوا من الأمم التي بعث فيها أولئك الأنبياء؟

المفاجأة هنا لم تكن في ذات الأسئلة و لكنها كانت في إجابة الشيخ و الذي أظن أنه ينتسب إلى الطائفة الشيعية و التي تتواجد بشكل لافت في ذلك القطر العربي أو أنه جاء من خلفية صوفية بحتة و لكن ما تأكد لي من إجابته هو أنه لا يمكن قطعاً أن يكون من أهل السنة و الجماعة لما احتوته إجابته على سائله من بعد فلسفي صوفي خارج تم توظيفه بشكل مذهبي بحت ليعكس تعصبه لفكرة الإمامة و المغالاة في مقام الأولياء بأسلوب قصصي يعتمد على ذكر كرامتهم و معجزاتهم - و ليس موضوع المقال هنا لتفنيدها- لكن الشيخ ذاته لم يذكر شيئاً من الإجابة الصحيحة لسائله و بالتالي وجب الرد على إجابته المغلفة بالفلسفة المذهبية و الصوفية بمعلوماتٍ لا أدري و لكن رأيت من الواجب أن يتم الحديث عن ذلك في مقال لعل الله تعالى أن يفيد به من أراد أن يستفيد

هناك الكثير من الحكم من إيراد قصص الأنبياء السابقين في القرآن الكريم و سأذكر فقط أبرز ستة منها و هي كالتالي:
الحكمة الأولى : إظهار منهج النبوة عبر إرسال الله سبحانه و تعالى للرسل لكافة الأمم لدعوتهم للتوحيد و الالتزام بشريعة الله و اجتناب الشرك و المحرمات و بالتالي يكون ذكر قصص الأنبياء عليهم السلام دليلاً على أن الرسالة التي بعث بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليست بجديدة على البشرية بل سبقه في ذلك العديد من الأنبياء عليهم السلام، فكان ذلك دليلاً هاماً على وحدة مصدر الرسالة التي بعث بها جميع الأنبياء و الرسل عليهم السلام الذين بعثوا من أجل تعليم البشرية عبادة الله و إفراده بالوحدانية و الربوبية دوناً عن سائر المخلوقات.

الحكمة الثانية: إظهار مفهوم القدوة و الإتباع لمكارم الأخلاق و محاسن الأوصاف التي اتصف بها الأنبياء عليهم السلام فالإسلام حث المسلمين على وجوب اتخاذ قدوات صالحة يأخذون منها الأخلاق و يتعلمون من صنيعها مكارم الصفات و يبتعدون عن القبائح و الرذائل التي تهدم النفس و المجتمع و أين سيجد الناس قدوات أفضل من الأنبياء عليهم السلام و هم صفوة البشر و خير خلق الله الذين اصطفاهم ربنا عز و جل لتعليم الناس الخير و لذلك فذكر قصصهم في القرآن يدل المسلمين و الناس أجمعين على القدوات الصالحة التي يجب أن يتخذوها مثالاً لهم ، فالقصص القرآني الذي يتحدث عن الأنبياء يشير إلى مكارم الأخلاق لديهم و يذكر للناس جميل صفاتهم الحميدة التي أهلتهم ليصبحوا رسلاً لله و معلمين للخير لكافة الأقوام التي بعثوا لها.

الحكمة الثالثة : تثبيت أهل الإيمان على الصعوبات و المشقات التي قد يواجهونها في طريقهم فحياة الناس بشكل عام و أهل الدعوة و الإيمان بشكل خاص ليست مفروشة بالورود و لا بد من أن يواجه أهل الحق عقبات و ابتلاءات في طريقهم نحو نشر الخير في المجتمع الذي يعيشون فيه و هذا منهج كافة الأنبياء عليهم السلام في الدعوة إلى الله و لذلك ذكرت قصص الأنبياء في القرآن ليعلم أهل الإيمان كم عانوا في سبيل نشر الحق فلم يستسلموا و لم يبدلوا مبادئهم رغم كل الصعاب، فلعب القصص القرآني دوراً مهماً في إبراز المصاعب و المشاق التي تحملها الأنبياء و الرسل في سبيل الدعوة إلى الله و التضحيات التي بذلوها لتذليل تلك الصعوبات دونما استسلام أو نكوص أو تقهقر أو تخاذل ليضربوا أمثلة تعد نبراساً للسالكين في طريق الدعوة إلى الله تعالى.

الحكمة الرابعة : بيان سنن الله عز و جل في الأمم و الشعوب السابقة حتى يأخذ المسلمون من ذلك الدروس و العبر فالله سبحانه و تعالى أرسل الأنبياء عليهم السلام لهداية الناس للخير و الفلاح في الدنيا و الآخرة فمن اتبعهم و سار على نهجهم فاز برضوان الله تعالى و طابت معيشته و من رفض منهجهم و حارب شريعة الله فقد لقي الخسران المبين في الدنيا و الحسرة و الندامة يوم القيامة ، و قد بين القصص القرآني المتعلق بالأنبياء جزءاً مهماً من العقوبة التي حاقت بالأقوام التي عصت رسل ربها و امتنعت عن إجابتهم للحق فكان مصيرهم الويل و الثبور فوجب على من أتى بعدهم اجتناب ما اقترفته تلك الأمم من ذنوب في حق الله و رسله كي لا يحيق بهم ذات المصير فسنن الله تعالى في أمم الأرض لا تتغير و لا تتبدل بمرور الأزمان و تقادمها.

الحكمة الخامسة : إحياء ذكر الأنبياء الذين سمع بهم العرب قبل الإسلام خلال رحلاتهم أو تنقلهم بين القبائل العربية و سماعهم من اليهود و النصارى عن ذكر بعض الأنبياء عليهم السلام و سيرهم و ما كان من أمرهم مع قومهم و يشمل ذلك ذكر مناقبهم الطيبة و شمائلهم الحسنة و دحض الافتراءات التي زعمها بعض الأقوام السابقة حول بعض الأنبياء عليهم السلام، فبعض كتب اليهود و النصارى قد أتت بافتراءات و أكاذيب في حق بعض الرسل عليهم السلام إضافة إلى أن اختلاط العرب في رحلاتهم التجارية في أطراف جزيرة العرب و ما حولها قد جعل أخبار بعض الأنبياء و الرسل عليهم السلام الذين بعثوا في الأقوام الغابرة تتناهى إلى مسامعهم و بعض العرب قد أحاط بقصصِ عنهم فيها الغث و السمين و المصدق و المكذوب فدرءاً لاختلاط الحابل بالنابل على من عرف بعض تلك الأخبار جاء القصص القرآني ليرد الأمور إلى نصابها و يزيل البهتان و يجلي الحقيقة للجميع .

الحكمة السادسة: ليفهم المسلمون بعض الأحداث التاريخية التي حصلت في سالف العصر و الزمان و ما هي انعكاسات تلك الأحداث التاريخية على حياتهم في الحاضر و تأثيرها على البيئة و المحيط الذي يعيشون فيه مع أتباع الديانات الأُخرى كاليهود و النصارى و غيرهم مما يساعدهم في ببناء مجتمعهم بشكل أفضل و خلق علاقات بصورة متوازنة مع المجتمعات الأُخرى، فأخبار الرسل و الأنبياء السابقين عليهم السلام تبين لنا طبيعة الصراع الديني و حرب الشبهات التي دارت و ما زالت تدور رحاها إلى اليوم بين المسلمين و أتباع الديانات الأُخرى فكل نبي واجه فاسدين وعتاة مستبدين من أهل الباطل كانوا يحاولون تخريب جهوده في الدعوة إلى الله بل و يحاولون بشتى السبل تثبيط المؤمنين بها و ثنيهم عن المضي قدماً في طريق الحق و إرشاد الناس له.


هذه أبرز الحكم لإيراد قصص الأنبياء في القرآن الكريم و هناك أُخرى لم يتسع المقال لذكرها و أسأل الله تعالى أن يفقهنا في دينه و أن يبين لنا سبيله و يعيننا على إتباع الحق و تبيانه للناس إنه ولي ذلك و القادر عليه.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع