أنت تغامر في كل شي.. تغامر حين تصحو من النوم صباحاً؛ تفكّر ألف مرّة وأنت بملكوت الفراش: أصحو؟ لا لن أصحو؛ يحب أن أصحو؛ لماذا أصحو؟ فتغامر أخيراً وتصحو لعلّك تفتِّل اليوم مع شاربيك وتقضي على منغّصاته..!
أنت تغامر حين تتفاءل.. تقنع نفسك أن المغامرة هنا واجبة وضرورية حتلا تستطيع بعدها أن تغامر في الابتسام؛ تغامر في الجلوس إلى الوجوه التي تعتادها كلّ يوم؛ تغامر في شرب القهوة كي تغامر في الروقان؛ تغامر في سحب أنفاس سيجاراتك المتتالية كي تغامر من رداءة التبغ بمغامرة في رداء أنك موجود وأنك مستعدّ لتشغيل لسانك وأُذنيك؛ كي ترسل وتستقبل في مغامرة كبرى رغم أنك تدرك أن الكون كلّه لم يترك لك أية أقوال لكي تغامر بقولها..!
حين تحكّ رأسك فأنت تغامر؛ حين تلبس حذاءك فأنت تغامر؛ حين تحتار فيما ستأكل اليوم فأنت تغامر بل حين تأكل مما يريده أولادك فأنت تغامر..!
هي نظرية المغامرة التي تتلبسك وليست المؤامرة.. المؤامرة واقعة عليك ولا دخل لك فيها؛ أما المغامرة فأنت من تُقدم عليها وكل تفاصيلها بيديك.. أنت تغامر في كلّ شيء فلماذا لا تغامر وتدافع عن وجودك المسحوب كلّ يوم من تحت قدميك..!
غامر وغامر وغامر.. فمن العار الاّ تغامر..!
كامل النصيرات