زاد الاردن الاخباري -
تحدث النائب الاسبق بسام البطوش امام جلالة الملك خلال زيارته الى جامعة مؤتة اليوم الاحد ولقائه شيوخا ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في محافظة الكرك، ضمن النهج التواصلي لجلالته مع مختلف أبناء الوطن وبناته.
وتاليا ما قاله البطوش:
الحمدلله والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين
أهلا بكم سيدي جلالة الملك المعظم وصاحب السمو ولي العهد وصحبكم الكرام
إنجازات القائد:
أودُّ سيدي التعبير عن تقديرِ شعبكم الوفيّ لجهودكم العظيمة في تأمين غلاف حيوي سياسي وأمني حمى الأردن من تداعيات الربيع العربي وويلات الحروب والإرهاب، وأنكَ سيدي نجوتَ ببلدنا من تداعيات ضغوط دولية وإقليمية خطيرة، واستعدتَ الباقورة والغمْر، وجابهتَ صفقة القرنِ، ودافعتَ عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحملتَ همومَ الأمةِ وفلسطينَ إلى العالم؛ لقد صمدتَ أبا الحسين وعبرتَ بنا إلى مئوية جديدة، فبقي هذا الحمى العربي في ظل قيادتكم الشجاعة الحكيمة يتفيأُ الأمن والأمان، واحترامَ حقوق الإنسان، ويَنعمُ بوحدةٍ وطنيةٍ راسخة، ويمضي في البناء والنماء، وهذه هي عناوين المسيرة في المئوية الأولى، وتستمرُ المسيرة….
الانتخاب والأحزاب:
وها أنتم سيدي وفي مطلِع المئوية الثانية تأمرون بتشكيل لجنةٍ ملكيةٍ لتحديث منظومة التشريعات السياسية، وعلى الأخص قوانينَ الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية، لتوسيع المشاركة في صنع القرار، وتعزيز مشاركة الشباب والمرأة في الحياة العامة.
وشعبكم يتطلع سيدي إلى أن تكون مخرجات اللجنة بمستوى رؤية القائد وطموح الشعب، وأن يأتي مشروع قانون الانتخاب لتحقيق التمثيل العادل وفق معادلة التوازن بين الديمغرافيا والتنمية والجغرافيا، وأن يأخذنا لانتخابات نيابية قائمة على العمل الحزبي والكتل والبرامج، وتحييد تأثير المال الأسود وسماسرة الانتخابات، وصولاً إلى برلمان قائم على الكتل والتيارات البرامجية. وأن يجيئ قانون الأحزاب ليشجّع تشكيل أحزاب برامجية، نابعة من تراب الأردن، تعملُ في ظل العرش الهاشمي، سقفُها الدستور الأردني، تلتزم بثوابت الدولة ومصالحها العليا، وتساهم في تعزيز قيم المواطنة، وتعزّز الهوية الوطنية الجامعة، وتتناغم مع موروثنا الثقافي والحضاري، آملين سيدي أنّ تحديثَ منظومتنا السياسية سيقودنا في المدى القريب لتحقيق رؤيتكم لتشكيل حكومات برلمانية.
اللامركزية:
كنتُم سيدي الداعمَ الأول لفكرة اللامركزية، فخرجت إلى حيز التطبيق تعبيراً عن رؤيتكم السديدة لتعزيز المشاركة المحلية في تحديد أولويات المحافظات التنموية والخدْمية، وكُلُنا أملٌ بأن يُعزّزَ قانون الإدارة المحلية الجديد إيجابيات التجربة اللامركزية ويمضي بها إلى مزيد من الرسوخ والفاعلية والنجاح.
ملف التعليم:
وجهتم سيدي الحكومة لضرورة أن يرافق التحديث السياسي تحديث اقتصادي وإداري، ولتسمح لي سيدي أن أشير إلى الحاجة لتحديث المنظومة التعليمية، بما يشمل التعليم العام والعالي، ويدعم التعليم المهني والتقني، القائم على الريادة والإبتكار وتعزيز المهارات، والمتوائم مع المستقبل وسوق العمل، لتمكين الخريج من المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي، وأن يصنعِ فرصَتهُ بيده بعيداً عن ثقافة إنتظار الوظيفة الحكومية؛ فمن غير الممكن أن يبقى التعليم بجموده وكلاسيكيته منتجاً للبطالة؛ فكيف يُعاني شبابُنا من البطالة، في حين يستوعب سوق العمل الأردني مئات الألوف من الأيدي العاملة الوافدة؟ هنالك حلقة مفقودة! دعوتم سيدي لثورة بيضاء في التعليم قبل سنوات، وأثبتت الأيام حاجتنا لقرارات جريئة وعمليات جراحية عميقة في ملف التعليم والموارد البشرية، وأننا نحتاج لتشاركية تامة وحقيقية بين وزارت التربية والتعليم العالي والعمل والشباب ومؤسسة التدريب المهني وهيئة المهارات لعمل موحد بعيداً عن سياسة الجزر المعزولة، وهذا يقودنا إلى دراسة فكرة (المجلس الأعلي للتعليم والتدريب والموارد البشرية)، ليوحّد الجهود والطاقات والإمكانات في منظومة وطنية شاملة عابرة للحكومات.
وهناك سيدي جلالة الملك، عملٌ عظيم يقوده سمو ولي العهد الأمير الحسين، عبر إحدى مبادراته الريادية، وهي جامعة الحسين التقنية التي تُقدّمُ تعليماً تقنياً بأفضل معايير الإعتماد وضبط الجودة العالميةً، وتستحق أن تكون ملهمة وانموذج لتطوير نظامنا التعليمي ليكون مواتياً للمئوية الثانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته