أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية عربي و دولي لماذا فكرت امريكا يوم ما غزو السعودية ؟

لماذا فكرت امريكا يوم ما غزو السعودية ؟

لماذا فكرت امريكا يوم ما غزو السعودية ؟

10-09-2021 01:14 AM

زاد الاردن الاخباري -

مهدي مبارك عبد الله - كثيرا ما تختَزل سير القادة في الذاكرة الشعبية بأحداث محددة تستَنبط منها صفاتهم وطموحاتهم وفي هذه المقالة يصعب استحضار شخصية الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية دون تقديم ملمح ولو بسيط عن الرواية الأسطورية لقطع النفط عن الولايات المتحدة التي انطلقت شرارتها مع بدء الحرب على اسرائيل في السادس من أكتوبر عام 1973 حين شنت سوريا ومصر هجوما مشتركا لاستعادة الجولان وسيناء الذين احتلتهما إسرائيل عام 1967 وهو ما وضع السعودية يومها أمام اختبار عربي حقيقي

وقد كشفت كثير من الوثائق عن أهمية استخدام البترول في تحقيق انتصار 6 اكتوبر عام 1973 ودور الملك فيصل بن عبد العزيز في توحيد الموقف العربي حتى لقب ببطل معركة البترول بعدما قرر في 17 أكتوبر1973 استخدام سلاح البترول في المعركة بمجرد علمه ببدء القتال دعا الملك فيصل إلى اجتماع عاجل لوزراء البترول العرب في الكويت وقرروا تخفيض الإنتاج الكلى العربي بنسبة 5% فورًا وتخفيض 5% من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967

ثم استدعى الملك فيصل السفير الأمريكي في السعودية وأبلغه رسالة للرئيس نيكسون تحتوى على ثلاث نقاط هي إذا استمرت الولايات المتحدة في مساندة إسرائيل فإن مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية سوف يتعرض لإعادة النظر وأن السعودية سوف تخفض إنتاجها بنسبة 10% وليس فقط 5% كما قرر وزراء البترول العرب وقد ألمح الملك للسفير إلى احتمال وقف شحن البترول السعودي إلى الولايات المتحدة إذا لم يتم الوصول إلى نتائج سريعة وملموسة للحرب الدائرة فورا

المسؤولون السعوديون كانوا على علم بتسليح أمريكا لإسرائيل لكن واشنطن بررت لهم ذلك بأن الاتحاد السوفيتي يزود العرب بالسلاح وأن ذلك يجعل الكفتين غير متساويتين وفي 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون من الكونغرس اعتماد معونة عسكرية عاجلة لدعم إسرائيل بمبلغ 2.2 مليار دولار كشحنات أسلحة جديدة وقد كان ذلك تطورا صارخا ولا يمكن اخفائه كما تِم اخفاء المعونات السابقة فاضطرت السعودية لإعلان قطع النفط عن أمريكا بعد أن قامت ليبيا بذلك ولا ننسى هنا ايضا دو ر دولة الكويت العظيم والمشرف

حاول العراق حينها استثمار الفرصة لرفع سقف الطموحات فطالبت بتأميم شركات النفط وسحب جميع الأرصدة العربية من الدولار وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع أمريكا لكنه لم يفلح

بعد 150 يومًا من قطع النفط كانت الولايات المتحدة على وشك غزو المملكة العربية السعودي في شهر تشرين الأول من عام 1973 بعدما فرضت الدول العربية المنتجة للنفط آنذاك حظرًا على تصدير النفط للولايات المتحدة وذلك للانتقام ظاهريا من الولايات المتحدة بسبب دعمها العسكري لإسرائيل خلال حرب أكتوبر بين مصر وسوريا واسرائيل حيث عاش الأمريكيون وقتًا عصيبا

ومع حلول الوقت الذي انتهى فيه الحظر في آذار عام 1974 كان الضرر قد وقع بالفعل على امريكا فقد تضاعفت أسعار النفط العالمية أربع مرات الأمر الذي أدى إلى سنوات من الركود والتضخم ولن ينسَ أي أمريكي عاش خلال حقبة السبعينيات الطوابير الطويلة في محطات الوقود حيث كانت ترفَع أعلام حمراء أو خضراء للإشارة إلى وجود الوقود من عدمه في المضخات ومع التخمة في سوق النفط اليوم وهبوط أسعار الغاز فمن الصعوبة بمكان تذكر وقت عاشه الأمريكيون لم يكن بإمكانهم فيه شراء الغاز سوى في ايام محددة اعتمادًا على ارقام لوحات سياراتهم فيما اذا كانت فردية أم زوجية

في تلك المرحلة انقلب العالم رأسًا على عقب فبعد أن كانت الدول الغنية بالنفط مجرد دول ترزح تحت رحمة الدول الغربية وشركات النفط الكبرى أضحت بين عشية وضحاها تقف في مصاف القادة العالميين وباتت مكتنزة بالأموال الطائلة المتدفقة إليها من العوائد النفطية الهائلة حتى إنها بالكاد تستطيع إنفاقها وصارت كذلك مسلحة بأغلى الأسلحة والتي بالكاد كانت تعرف كيفية استخدامها

لقد ارتعدت فرائص العالم أمام منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك التي كان يسيطر أعضاؤها الذي ينتمي أغلبهم إلى منطقة الشرق الأوسط، على شريان حياة الاقتصاد العالمي وقد كانت الولايات المتحدة وقتها مثل بقية دول العالم دفعت على مضض مقابل أسعار النفط المرتفعة ولكن بدلًا من الدفع مرغمة ماذا ( لو كانت اختارت أمريكا أن تأخذ النفط بالقوة )

في عام 2004 كشفت وثائق حكومية بريطانية رفِعت عنها السرية أن الولايات المتحدة كانت قد فكرت فعليا ضمن خيارات التعامل مع حظر النفط السعودي في سبعينيات القرن الماضي بالاستيلاء العسكري واحتلال حقول النفط في الشرق الأوسط وظل السؤال مطروحًا ماذا تفعل أمريكا بالأرض بعد احتلالها هل تحتلها احتلالًا دائمًا يحول حقول النفط في السعودية إلى جيب آخر تحت نفوذها ولا تعيد حقول النفط إلى أصحابها إلا إذا خفضت أوبك أسعار النفط وهو ما قد يخلِّف علاقات عدائية بين العالم وأكبر منتجي النفط ( لأنها أجبرتهم على خطوة لا يريدونها )

وعلى الرغم من عدم ذكر أي خطة عسكرية صريحة فإن الوثائق البريطانية تظهر أن محادثات جرت بين القادة آنذاك وزير الدفاع الأمريكي جيمس شليزنجر واللورد كرومر والسفير البريطاني لدى الولايات المتحدة اظهر فيها البريطانيين شعورهم البالغ بالقلق من العملية

شليزنجر قال لكرومر خلال اللقاء لا أفهم لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة استخدام القوة إن إحدى النتائج المثيرة للاهتمام الخاصة بأزمة الشرق الأوسط تتمثل في أن فكرة خضوع الدول الصناعية الكبرى باستمرار لأهواء الدول النامية القليلة السكان لا سيما بلدان الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تغييرٍ في تصورات العامة من المواطنين بشأن الاستفادة من خيار القوة الذي تتمتع به الولايات المتحدة والتحالف القائم معها

كان رئيس الوزراء البريطاني ( إدوارد هيث ) قلقًا للغاية من حديث شليزنجر العنيف والقاسي بالإضافة إلى تلميحات وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر عن امكانية عمل عسكري يلوح في الأفق وهو الأمر الذي دفع هيث لطلب تقييم عاجل من المخابرات البريطانية عن نوايا الولايات المتحدة وخلص التقرير الاستخباري البريطاني إلى أن الولايات المتحدة قد تأخذ بعين الاعتبار عدم قدرتها على تحمل موقف تكون فيه وحلفاؤها تحت رحمة مجموعة صغيرة من الدول التي تجاوزت حدودها وقدراتها

وفي التفصيل قال التقرير نعتقد أن التفضيل الأمريكي سيكون لتنفيذ عملية سريعة من جانبهم للاستيلاء على حقول النفط وستكون القوة المطلوبة للعملية الأولية مكوَنة من لواءين أحدهما لإنجاز العملية في السعودية والآخر في الكويت وربما نحتاج الى لواء ثالث في ابوظبي مع الأخذ بعين الاعتبار ان التعزيزات قد تتطلب وجود قوة بحرية أمريكية كبيرة في المحيط الهندي أكبر بكثير من القوة المتواجدة وبعد الهجمات الأولية يمكن نقل فرقتين إضافيتين مباشرة من الولايات المتحدة الى المنطقة لتعزيز القوات

وبحسب تقرير لحنة الاستخبارات البريطانية المشتركة أن الاستيلاء على حقول نفط يبلغ مجموع احتياطاتها 28 مليار طن من النفط سيكون كافيًا لاحتياجات الولايات المتحدة وحلفائها ومع ذلك حذَّر التقرير من أن الاحتلال الأمريكي سيلزمه البقاء لمدة 10 سنوات حتى يتنسى للغرب تطوير مصادر طاقة بديلة وسيؤدي ذلك إلى قَطِيعَة كاملة مع العرب وكثير من دول العالم الثالث كما أعرب المحللون البريطانيون عن قلقهم إزاء امكانية رد الفعل الاتحاد السوفيتي رغم أنهم خلصوا إلى أن رد موسكو سوف يكون على الأرجح دعائيًا أكثر منه عسكريا

العملية بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موازين القوى العسكرية كانت سهلة جدا حيث كان بوسعها الاستيلاء على حقول النفط دون مشكلات تذكر ومع خروج الجيش الأمريكي آنذاك من فيتنام كان من الممكن تخصيص فرقتين للشرق الأوسط مع الاحتفاظ بقوة للحماية ضد أي هجوم سوفيتي محتمل في أوروبا وقد كان السعوديون يومها يفتقرون إلى كل تلك الأسلحة الأمريكية والأوروبية ذات التكنولوجيا العالية مثل مقاتلات إف-15 وطائرة الإنذار المبكر من طراز أواكس والتي تمكنت أموال النفط السعودية من شرائها بعد بضع سنوات وكذلك كان حال الجيش الكويتي اذ لم يكن قادر على وقف اي تقدم لمشاة البحرية الأمريكية في عام 1973

ولو كانت الإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر كما هي عليه الآن أو لو كانت سياسة دبلوماسية الزوارق الحربية التي انتهجها الرئيس الأمريكي تيدي روزفلت معمولًا بها لكان استخدام القوة الامريكية أمرا مؤكدا تقريبا ولكن في نهاية المطاف لم تفعل الولايات المتحدة والعالم المتحالف معها أي شيء سوى دفع المزيد من الأموال مقابل الحصول على النفط وكل ما اعلنت عنه كان مجرد نسخة تحاكي لعبة حرق الورق للقيام بعملية عسكرية لاحتلال حقول الطاقة في السعودية

حظر تصدير النفط عن الولايات المتحدة في تلك المرحلة جاء في أسوأ وقت ممكن حيث كان إنتاجها من النفط ينخفض منذ عام 1970 وقد تزامن ذلك مع الارتفاع الشديد في التضخم في وقت تورط فيه الرئيس نيكسون بفضيحة ووترجيت وأمريكا كانت قد انسحبت لتوها من فيتنام وما كان يكتنف الجيش الأمريكي من حالة مزرية من الفوضى والانهيار المعنوي ولهذا كان الانخراط في حرب جديدة أخرى على السعودية آخر ما يريده ويوافق عليه الشعب الأمريكي اضافة الى ان وجود احتلال طويل الأمد في الشرق الأوسط سوف يستدعي إعادة التجنيد الإلزامي الأمر الذي سيجدد أعمال الشغب المرتبطة بمعارضة نظام التجنيد الإجباري في الستينيات

ولو اصرت الولايات المتحدة على احتلال حقول النفط العربية لكانت قد فعلت ذلك بمفردها فمن الواضح أن البريطانيين لم يكن لديهم رغبة في ذلك ويمكن قياس رد فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال حقيقة واحدة وهي أن حلفاء أمريكا باستثناء البرتغال منعوا طائرات النقل الأمريكية العاملة في نقل الإمدادات جوًا إلى إسرائيل خلال حرب أكتوبر من التحليق الجوي في أجوائها وإعادة التزود بالوقود فوق أراضيها

وما كان ايضا بإمكان العالم الثالث الذي كان لا يزال يخرج للتو من بوتقة نضالاته التحررية المناهضة للاستعمار تأييد احتلال وغزو من هذا القبيل ومن المفارقات في هذا الصدد أن الدولة الوحيدة التي لم تكن تعارض تلك الخطوة هي إيران الحليف الرئيس لأمريكا في الخليج العربي آنذاك

للأسف الشديد فان سيناريو اختبار غزو السعودية عام 1973 تحقق بعد 30 عام مع غزو العراق عام 2003 لكن في ظروف مختلفة كليا حيث كان عدد سكان السعودية حينها أقل بكثير من عدد سكان العراق وكان هدف الولايات المتحدة في الماضي يتلخص في احتلال حقول النفط وليس بتغيير النظام واطلاق القوة الامريكية المحتلة والمدمرة للشعوب تحت شعار ما اضبح يسمى بالحرب على الإرهاب كسبيل لغزو الدول والبلدان

كما انه ايضا لم يكن قد ظهر بعد تنظيم القاعدة في مطلع السبعينيات وكان أسامة بن لادن لا يزال مجرد طفل سعودي ثري مدلل ولكن كان هناك في المقابل أنصار للقومية العربية والنظرية الاشتراكية وقد سطع نجم اليساريون العرب الذين يؤمنون بالشيوعية مع وجود زخم وافر من الجماعات الايدولوجية في الشرق الأوسط وأوروبا واليابان تبحث عن قضية تناضل وتقاتل من أجلها

وبدلًا من وجود كتائب الانتحاريين واصحاب الاحزمة الناسفة كانت هناك ثلة من رجال حرب العصابات طويلة الامد الى ان ظهرت وتصاعدت مفاهيم الأصولية الإسلامية المتشددة حتى قبل ظهور ابن لادن والزرقاوي وبقيت امريكا حتى اليوم عاجزة عن ايجاد اي حلول منطقية وسلمية في مجالات الحصول على الطاقة وغيرها تجنبها استمرارية الحروب والصراعات التي كانت ولا زالت تخرج واشنطن منها منكسرة ومهزومة بفعل المقاومة والصمود ورفض الاحتلال والتي كان اخرها ما جرى في من هزيمة مخزية في أفغانستان وهو ما سيجري حتما عما قريب وبقسوة اشد واذلال اكبر في العراق ثم سوريا

mahdimubarak@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع