تمثيلهم بـ"إدارة مهرجان جرش" تهدئة للمجتمع المحلي.. والمزيد لتنميته!
بقلم: عبدالناصر الزعبي
تنهج حكومة البخيت "الاستجابة" تجاه الحراك ألمطلبي في أنحاء الوطن ـ ما أمكنها ـ لأغراضها؛ السياسية، والإصلاحية منها.. ومجلس الوزراء ـ في إطار هذا النهج ـ سجل "استجابةً" لأبناء جرش؛ عزت عليهم لربع قرن مضى.. ففي التعديل الأخير على اللجنة العليا لمهرجان جرش؛ بإضافة عضوا ثانيا لتمثيل المجتمع المحلي.. قد تم فعلا. وفسر ناشطون جرشيون هذه الاستجابة، على أنها تحقق تهدئة للمجتمع المحلي، وتمتص غضب حراكه لمقاطعة المهرجان.. وكما أرادت لها الحكومة بحسبهم.
الجرشيون.. ورغم أنهم يعتبرون جامعة جرش بعيدة جدا ـ بمجالسها كافة ـ عن التشاركية المجتمعية معهم؛ لأنها لم تتبنى أي برنامج تنموي تجاههم عبر سني نشأتها، فالإذعان ألجرشي لقرار تعيين احد أعضاء هيئة المديرين من الجامعة الأهلية؛ البسوه القبول.. لمواطنة الجامعة المغموزة بأحادية الاتجاه.
ناشطون جرشيون اجمعوا على ان خطوة مجلس الوزراء حكيمة، ولتحقيق التنمية المستدامة والمأسسة؛ تحتاج المزيد.. ويجب أن يبدأ ذلك بتعيين مساعدين ـ من مجتمع جرش المحلي ـ للمدراء التنفيذيين الحاليين، مما يمكنهم إدارياً (أبناء المجتمع المحلي) ويراكم خبراتهم. فتشبيكهم مع إدارة المهرجان المخضرمة، بانتظار إشراكهم في الهيئات الإدارية، على مستوى المدراء والمساعدين، هو الدمج الحقيقي للمهرجان ومجتمعه المحلي.. وإذا كان مجلس الوزراء جادا في تحقيق التنمية المستدامة؛ عليه ان يسارع دون تردد او إبطاء بتنفيذ هذه الخطوة العظيمة. على ان صدور أي تعيينات إدارية، قد تكون فبركت بأسماء تشارك نواب جرش اسم عشيرتهم، يعني مزيدا من الاحتقان في جرش.. والذي قد يفسد الرضا العام، والقبول بالخطوات الايجابية تلك، التي تلقى الثناء الجرشاوي.
وإن ما يرضي أبناء جرش؛ ليس التنفيع والتكسيب لأنه لا يُمَأسِسْ المهرجان. وما يرضي أبناء جرش؛ هو التشبيك الحقيقي لتحقيق استدامة فعلية للمهرجان، وترسيخ التفاعلية المجتمعية مع أهداف المهرجان.
ولأن كارهي المهرجان في جرش - بغض النظر عن أسباب كرههم التراكمي - لن يجعل بغضهم يزول إلا أبناء جرش، خصوصا اللصقيين بكارهي المهرجان.. ويعملون فيه، ويحملون القناعات التامة برؤاه. فبعدما يلمس الكارهين أن هؤلاء هم المنتجين لمهرجانهم؛ المسممة أفكارهم عنه، لإقصائهم بعيد الأمد، بعدها ستعتق عقولهم وقلوبهم من غلها وغلوها.. لا بل سيدخلون المهرجان معززين له.
القطاعات الثقافية، والشبابية، والسياحية، وكفاءات تنموية مجتمعية - في جرش - وعواتية الخبرات المحلية.. يحتاجون للفرصة؛ حتى يقدموا خير ما نرتجي للأردن، ولهذا المهرجان الوطني.. لا بل ألأممي الإنساني. فهل لجان المهرجان ستنجح دون "الاستجابة" التي تغطي الجوانب كلها؟ وهل نزعت الألغام كلها؟ من أمام هذا الفريق الذي نحترمه، والذي يجب ان نحرص على نجاحه، ونعززه بالمعلومة الصحيحة، المبنية على أساس النصيحة، وليس المحاصصة.
لنكون موضوعيين مؤسسين لمنهجية واضحة تجاه المجتمع المحلي بطموحاته والمهرجان برؤاه ولجانه باربعينيتها وتجاه الوطن فاني تعهدت لخبراء جرش ان أقدم على الملأ اعتبارات أرضية البناء لمأسسة المهرجان على النحو التالي:-
• اعتبار المهرجان محرك تنمية مستدامة للمحافظة يجب مأسسته.
• اعتبار العلاقة بين المهرجان ككيان تنموي والمجتمع المحلي علاقة شراكة تعتمد على فهم رسالة وهوية المهرجان وأهدافه / رؤية المهرجان والطموح المتوقع.
• على المهرجان ان يبني قدرات المجتمع المحلي خصوصا منظمات المجتمع المدني لكافة القطاعات لتكون مساهمة حقيقة للمهرجان بالمرات القادمة.
• يتوقع من المهرجان ان يخرج من الموقع الأثري لتحقيق الأثر الايجابي بمعنى إن يكون هناك مسار ثقافي فني تراثي سياحي، كباقة فعاليات مجتمعية لتحقيق الأثر الايجابي.
• على المهرجان ان يبحث عن شركائه الحقيقيون الذين يؤمنون برسالة المهرجان الثقافية والفنية والتنموية.
• ان لا يغفل المهرجان تحقيق المنافع الاقتصادية للمجتمع المحلي لتحقيق تفاعلية وتشاركيه ملهمة.
• وضع آلية واضحة المعالم لإشراك الأفراد ومنظمات المجتمع المدني لقطاعات كافة في إدارة المهرجان مباشرة.
• إشراك فعاليات إبداعية من محافظة جرش شريطة أن تكون كفئة ونوعية وترتقي لرؤى المهرجان.
لا نحمل للجان مهرجان جرش الحالية وزر سابقيهم التراكمي.. لا بل نقول لهم: نثق بكم؛ لأنكم استجبتم سريعا، ولأننا نعرف سيرتكم الأولى، المليئة بالنجاحات البناءة، وفيكم من بناة وقادة مهرجان الأوائل، ولا ذنب لكم في الإقصاء وسياسات الإقصاء يومها، واستجابة الحكومة لمطالب الجرشيون كانت لنقلكم من ضائقتكم.. والاهم مسار الأربعينية الشائك.
التنمية المستدامة للمهرجان أمانة بين أيديكم.. المزيد.. المزيد.