منذ فترة صور ملك البلاد من الطائرة، صورة لا تسر الناظرين من منطقة سد الملك طلال، وبعثها لرئيس الوزراء، وفي الأمس صورت الملكة صورة لا تسر الناظرين أيضا لمنطقة برقش، وبعدها دبت الهمة والحمية في مسؤولي المكاتب، وانطلقوا بكامل اناقاتهم وبزاتهم الرسمية وربطات العنق( تلولح بالهوا) ومعهم مجموعات من الموظفين والمسؤولين، وإعلاميي ( صورني وأنا بلم الورق والأكياس… وأنشر وأنشر… !)، ونحن الشعب المسكين الغلبان نصدقكم… ونصفق لكم ونحن متسمرين نشاهد طلاتكم البهية وأناقتكم المجدلية… ولكن باالله عليكم؛ هل سيصدقكم الملك والملكة؟ وهل تصدقون أنفسكم؟ لا أظن ذلك، والمشهد يتكرر عند زيارات الملك أو الملكة أو الوزراء وكبار المسؤولين المقررة مسبقا لأي مكان أو مؤسسة، حيث تتحول المؤسسة وما حولها إلى رتبة خمس نجوم… وكله تمام، ولكم أن تتخيلوا حجم التمويه؛ في سنة 1985 كنت أخدم في مكان ما، وكان هنالك تفتيش في اليوم التالي....نمنا مساء ولم يكن أشجار أمام مكاتب الإداره… وفي الصباح تفاجئنا بأشجار السرو واللزاب الكبيرة وقد انتصبت أمام المكاتب، وقد تم اقتلاعها من مكان ما… وغرست مؤقتاً لتزين صباح يوم التفتيش… وبعد أن غادر المسؤول جفت واقتلعت وتحولت لحطب..!.
السؤال الذي يطرح نفسه لكل مسؤول؛ لماذا لا تعمل من ذاتك وحسب برنامج؟ لماذا لا تُفعل من حولك وتضع أسلوب للمراقبة وضمان الأداء والتنفيذ؟، هل مطلوب من جلالة الملك أن يزور كل دائرة أو مؤسسة او منطقة لكي نضمن فعاليتك وقيامك بمهامك كما يجب..! بصراحة مؤلم منظر أي مسؤول وفزعته هو وجماعته كرد فعل فقط لملاحظات الجهات العليا… .
للعلم أجهزتنا الإدارية دب فيها الترهل، دخلت من أيام لمراجعة في إحدى الدوائر التابعة لإحدى الوزارات في عمان، ولم اجد احد من الموظفين في مكانه خلف الكاونتر… وحين تبحث وتجد احدهم… يتكلم معك وهو قرفان ويشتغل مراسلات او مكالمات على الجوال… ولا يجيبك ويبعثك لآخر والآخر يعيدك للأول… وهكذا… ! اصبحت الخدمة العامة لدى البعض تحصيل حاصل وقضاء وقت وإنعدام المسؤولية والفاعلية ولا أعمم، فهنالك مؤسسات ودوائر تشعر برقي التعامل وفعالية الخدمة فيها.
المسؤول أيا كان يجب أن ينهض بمسؤولياته ويراقب ويحاسب وأن لا يأخذ الموضوع( شيخه ومنظره)، يجب أن يخطط للعمل وبمؤسسية يتابع كل صغيرة وكبيرة وأن يفوض الصلاحيات، وأن لا ينحو المدير للإدارة التقليدية العقيمة( أنا المؤسسة والمؤسسة أنا) فإذا غاب تعطل عمل المؤسسة..!، وأن لا يصبح العمل الجاد الفعال والكفؤ فقط لمواسم الزيارات أو الملاحظات أو المواقف التي تحرك الرأي العام.
جهازنا الإداري بحاجة لعمل وتفعيل ومراقبة ومحاسبة للأداء، فهل نفهم ذلك… ؟ أم ننام ونصحوا على ملاحظات ملكية ليدب الرعب فينا كمسؤولين… وننطلق نسابق العمل ذاته..! لنؤكد أننا موجودون… والتصوير جاهز…!… . حمى الله الأردن.