زاد الاردن الاخباري -
ماهي الرسالة التي يريد وزير الإعلام الناطق الرسمي للحكومة المهندس صخر دودين ايصالها للرأي العام,” لم يعد هناك اعلام رسمي “, فهل هذا إقرار نحو التوجه الى إعلام وطني تكون الحكومات جزء منه أم مجرد وسيلة للهروب الى الأمام ضمن معطيات لا يعلم سرها إلا الوزير .
تصريحات الوزير دودين غير مألوفة يقول الوزير “انه مسؤول عن سكرتيرة و3 موظفين فقط في وزارة الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ” حديث يعد حمال أوجه فهل هذا الوصف تعبير عن انسحاب حقيقي ورفع اليد عن المؤسسات الاعلامية التي تدار وفق ما ترسمه مجالس ادارتها , بعيد عن التدخل الرسمي وتحرير المؤسسات الاعلامية الرسمية من الطوق والباقة الرسمية الحكومية ليتوزع غطائها على مساحة الوطن عبر اعلام دولة لا حكومة .
الوزير تحدث في جلسة مع جماعة عمان لحوارات المستقبل ولا يمكن هنا القول ان الوزير كان يتحدث بأمنيات إنما الحديث بهذا الموقع يكون عبر رؤى ومخرجات من المؤكد ان الوزير كان مطلع عليها وكان له دور ايجابي في اقرارها الى الحد الذي دفعه لإخراج الجملة التي ستكون المنارة للتقدم نحو إعلام وطني .
” لم يعد هناك شيء اسمه اعلام رسمي كما كان سابقا مرتبطا بوزارة الاعلام ” والحديث هنا للوزير دودين خلال جلسة مع جماعة عمان لحوارات المستقبل”
واستنادا الى التجربة المرة للاعلام المحلي وبناء على حديث الوزير فان المخاوف من قبل الإعلاميين تكون مشروعة وتعبر عنها جملة من الأسئلة إلى أين نحن ذاهبون فهل هناك ارادة سياسية نحو بناء اعلام وطن .
ايضا ما اشار اليه الوزير يطرح العديد من التساؤلات منها ان كان الوزير يعبر عن رؤية مستقبلية للإعلام ام يعبر عن حالة يرى فيها الأمور خرجت عن نطاق احتواء الإعلام ضمن الدوائر والخطط والبرامج الرسمية أو أن الحديث تعبير عن حالة طموح شخصي لما يريد ان يكون عليه الإعلام .
وهنا نتوقف عند اشارة الوزير الى وجود مجالس إدارات مستقلة للمؤسسات الإعلامية, قول ياخذ اكثر من وجه وفيه احتمالات الرجوع عن اي حديث قد يفسره الناطق الرسمي باسم الحكومة بان “حديثه تم اخراجه عن سياقه وفسر خطأ من قبل وسائل الاعلام والراي العام , وان الاعلام بكل اطيافه يجب ان يكون تحت مظلة الحكومات حتى وان وجد لهذه المؤسسات إدارات مستقلة .
المؤسسات الاعلامية دون استثناء تؤكد على حقها بالحرية والحصول على المعلومة وان تكون مؤسسات وطن وبهذا القياس يمكن التوقف والاخذ بحسن النوايا فيما اشار اليه الوزير دودين فلا يوجد مؤسسة اعلامية دون ضوابط ان كانت قانونيه او مدونات سلوك متفق عليها .
وعندما يكون الاعلام اعلام دولة فان الحديث عن الانجازات سيكون بدافع الانتماء للوطن والقيم الاعلامية الحقيقية التي تتناول كافة القضايا والتحديات دون توجيهات او ضغوطات .
فهل سنشاهد قريبا نقلة نوعية في وسائل الإعلام الرسمي ونشهد انطلاقة حقيقية تعبر عن مكنون الوزير دودين
الذي يمتلك من الحجة والمقدرة على التعبير وهو لا تخونه الكلمات انما هي كلمات لها دلالات ربما قادم الأيام تظهر لنا ما ورائها
ولعل من المفيد ان نختم بما قاله الوزر دودين ” هناك قصور اعلامي في الحكومة بالتكلم عن نفسها رغم أنه ليس من الفروسية الحديث عن الإنجازات فكما قال المثل “مادح نفسه كذاب لا يؤتمن ولا يعول عليه”، ولكن الحكومة يجب أن تتحدث عما تفعله”.
واشار الوزير دودين “إلى أن البرامج التي تتحدث عن الأردن لا يقوم أحد بمشاهدتها عبر شاشات التلفزيون ، فالجميع يتابع عن طريق هاتفه المحمول”.