أوليس هكذاالمعروف يا معروف
قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران صدق الله العظيم
وقد قال رسول الله (ص): (لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، فإن لم يفعلوا ذلك نزع منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء)
لكي نكون خير الأمم قدّم الله تعالى أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر قبل الإيمان به كما ربط رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام الخير في الأمة ما زالوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والتعاون على الصلاح وإلاّ فلا معين لهم في الدنيا والآخرة نحن ندعوا وما زلنا لمحاربة الفساد لأنه من أكبر الآفات وأخطرها على المواطنين وألاوطان وإن الفاسد يكاد يكون هو العدو الأخطر علينا معيشة ووجودا لأنه يعيش بيننا ومطّلع على قيمنا وعاداتنا ويعرف نقاط ضعفنا وخجلنا ويستغلّ طيبتنا وأدبنا وصدقنا ويستقوي علينا بضعف القوانين وغياب المحاسبة والعقاب وضعف المسؤولين وطمعهم للمال وقلّة انتمائهم وإيمانهم فكان الفاسدون هم المعول الذي يهدم ما نبنيه بعرق السواعد وبإرادة المؤمن .
وأول خطوة في محاربة الفساد هو هيكلة الرواتب للقطاع العام ليكون نبراسا أيضا للقطاع الخاص حتّى يتم إيجاد توازن بين الدخل الشهري لكافّة العاملين في البلد ليخلق إحساسا عند العامّة من الناس أن العدالة والمساواة أخذت طريقها للتحقيق شيئا فشيئا .
وللغرابة فإننا من اكثر الدول التي تتكلم عن التنمية المستدامة من فترة طويلة والمسؤولون عن تلك البرامج يعرفون الخلل الواقع في سلّم الرواتب وبالتالي القهر الواقع في نفوس الطبقة الكادحة من الموظفين في القطاعين العام والخاص والذي يخلق الاحباط ويقلّل الانتاج ويؤخّر عجلة التقدّم والتنمية .
ولكنّ اي إصلاح يتمّ على سلّم الرواتب يجب ان لا يكون على حساب بعض المكاسب التي حققها المبدعون والمبادرون والملتزمون في عملهم بناء على تقارير صادقة وهؤلاء من لهم الحقّ بالتميز وليس اصحاب الواسطات ومعارف المتنفذين وندمائهم .
كما انه لا يجب ان تمسّ دخولات بقايا الطبقة المتوسطة والتي دخولها تكاد تكفي معيشتها بل يجب رفع رواتب الطبقة الكادحة الفقيرة لتدخل فئة الطبقة المتوسطة والأهم هو التخفيض الحاد للرواتب الفلكيّة للدرجات العليا واصحاب العقود ليكونوا قريبين من دخول الطبقة الوسطى مع زيادة ما بين 10% الى 15% لتغطي هيبة وابّهة الموقع الذي يشغله صاحب الدرجة العليا أو صاحب الخبرة النادرة أو اصحاب المهن الخطرة ولا ضير أن يكون راتب عامل الوطن اكثر من راتب موظف إداري وفنّي أيّا كان .
نعم قد يكون بعض الموظفين من اصحاب الرواتب الفلكيّة قد بنوا قصورا في الخيال وجعلوها واقعا وهم يعلمون ان ذلك ليس بالعدل في ظل ظروف وطن خلا من المال والماء ولم يتبقّى لديه سوى إرادة وإيمان بالله وبقيادته الحكيمة وأن عدل الحكومات المتعاقبة بعيد عن عدل السماء وقريب من فساد النفوس الانسانية .
وهؤلاء الموظفون المتورطون في إلتزامات عالية عليهم أن يعيدوا ترتيب أوضاعهم حسب المنطق والفهم الجديد للأمور الحالية التي تقول لا فساد بعد اليوم وأن هذا الكادر الجديد سيأخذ بالإعتبار الحوافز والعلاوات والتنقلات والسيارات والسفرات والمؤتمرات وغيرها ما دام أنها نفقات تؤخذ من الخزينة وتؤثر عليها أو تكون على حساب منح وهبات وتحتسب في النهاية مساعدة لخزينة الدولة .
إنّ ما نسمعه اليوم من تململ بين موظفي المؤسسات المستقلّة وشبه الحكومية والدعوة للأعتصامات والمسيرات يجب ان لا ترهب رئيس الحكومة الحالي أو القادم ويجب أن يأتي الشخص الجريئ الذي لا يهاب إلاّ وجه ربّ العالمين ويتمنّى رضاه وينال رضى جلالة الملك قائد الإصلاح والمرشد للخير في هذا البلد .
وإذا لم نجد رئيس قوي وأمين ولم نجد نوابا منتمين وغيورين ولم نجد شعبا متكافلا متضامنا على الخير فأين نجد ألامر بالمعروف يا دولة الباشا معروف والنهي عن المنكر والفساد .
ويجب ان لا يطال هذا الإصلاح فقط المؤسسات المستقلة وإنما يجب ان يبدأ براتب الرئيس والوزير والامين العام والمستشارين وجميع اصحاب الرواتب الفلكيّة لكي يكون معروفك شاملا وعادلا يا صاحب المعروف .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 1/6 / 2011