هذا هو الشعب الأردني
في أردن الخير والمحبة ودولة المؤسسات كان اختباراً هائلاً صدم من اعتقدوا بهشاشة القاعدة الشعبية لدينا , وجرها الى مستنقع الإضرابات والتظاهرات والاعتصام لأن وحدة الوطن رهان غير قابل لنقض عقده مهما كانت الأسباب , والقضية ليست انجراراً خلف من يحاولون تصدير مآزقهم السياسية والاقتصادية بأسماء مستعارة , وقد برهن المواطن الأردني وعيه حصانة من أي خداع خارجي وحبه وانتمائه لوطنه اكبر من أي اعتبارات أخرى .
فالإصلاحات تسير باتجاه موضوعي , ولا نقول انها كاملة او ستكون لأن الزمن لا يختزل بأيام بحيث يتم انجاز كل شيء في وقت واحد , ونحن الشعب الأردني أدرى بالمعوقات والإمكانات التي تجعلنا ندير أمورنا بالموقف الواحد , ولعل الصورة التي فاجأت كل من انتظر خروج المدن والقرى برفع الشعارات والمطالب وهم يرفعون صورة سيد البلاد الملك عبدا لله الثاني بن الحسين حفظه الله , وصحفيين عرب وأجانب يراقبون حركة الشارع , أعطت درسا واضحا بأننا لسنا من يتلقى الأوامر وتقليد الأخريين لدق أجراس الفوضى ..
هناك حوارات داخلية وتعديلات ودراسات وهيئة مكافحة الفساد وإعادة هيكلة الرواتب ومعها رأي يتناول السلبيات والإيجابيات لإصلاحات حقيقية , ولا ننسى اذا كنا نريد رؤية الواقع بإنصاف , والمهم حافظنا على الوحدة الوطنية في جميع مدننا وأريافنا ومخيماتنا ليبقى صورة الأردن مشرقة ولنثبت للعالم بأننا شعب واحد لا يفرقنا شيء وكلنا اجتمعنا على مقصد واحدة هو الوطن ومن ثم الوطن .
ولنأخذ شخصية جلالة الملك عبدا لله الثاني حفظه الله وأبقاه سنداً وذخراً للشعب الأردني الذي تجاوز بإحساسه أسوار المدن والقرى والمخيمات وانفرد كشخصية عالمية , وكيف يقود مشروع إصلاح غير مسبوق وذلك بتوجيهاته الملكية لتحديث كل شيء , ولا يزال يسعى لكسر الجمود بين المؤسسات الخاصة والحكومية , ويكفي مشهد استقباله الذي فاق أي تلاحم شعبي مع قيادته, وهو سلوك تلقائي وعفوي , أي أن قيادات هذا البلد تحظى بتلاحم تام وتلازم مع المواطنين , ونحن من يعرف ويقدر ويحلل أوضاعنا , وقد توحد هذا الوطن بملحمة كبرى وسط أماني المصلحين العرب في ذلك الوقت وكل حسب أوضاعه .
إذن هذا هو الأردن وهذا هو الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول ... والجواب أن المناعة جاءت من حصيلة تراكم وعي وطني شامل , لإن الحس العام مدرك لكل التبعات ويأتي عدم التظاهر كرد مباشر لم تخلقه المخاوف , بل المصلحة العامة لأننا لسنا دولة بوليسية تدار بشبكات من المخبرين لسجن أي فرد على الظن , بل هناك قانون وقضاء نزيه يحكم بالعدل بين الجميع فهذا هو الوطن والأردن والبيت والحياة فلنحافظ عليه من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا .