د. مفضي المومني - إذا وضعنا الحلال والحرام جانباً؛ بالإفتراض الخاطئ…… وهيئة ضمان جودة التباعد… وشهادة التطعيم اللئيم..والإنسانية جمعاء…جانباً؛ فالشعب الأردني بحاجه لمهرجان يومي مثل جرش… ليش فكركم؟
حياة الأردني أصبحت مجموعة من التعقيدات والمنغصات وضيق ذات اليد، واستحكم البعد والعداء بين حكومات تبحث عن كل صغيرة وكبيرة لتنغص عيش المواطن وتعد عليه انفاسه…وتجعله يفكر دائما… متى الراتب؟ متى بيخلص القرض؟ كيف بدي ادبر اقساط المدارس والجامعات للاولاد؟ بدهم يرفعوا البتزين؟ قديش فاتورة الكهرباء؟ خلص شحن التلفونات للعائله؟ والإصلاح الزائر البعيد آخر همه… وهلوسات كثيرة تبدأ بحلم وتنتهي بأضغاث أحلام… ينام ويصحو وتلاحقه عبارة؛ بدك تدفع يعني بدك تدفع وإلا بنقطع… الكهرباء...أو بتنحبس..! أو بنسود عيشتك..!
كنا زمان نوصف بأننا شعب زعلان، وانتقلنا إلى مرحلة شعب طفشان… ثم لمرحلة شعب غضبان… ثم لمرحلة مش شغلك يا مواطن...ثم لمرحلة الامبالاة… نرقص ونغني وندخن الأرقيله ونهز الوسط..ونطلع مشاوير ورحلات هشك بشك وأغاني متعب الصقار وسيارات الكيا والافانتي غير المرخصة من سنتين والمسستمه..ونفتعل الطرب والفرح… لنرقص على جراحنا..!
ما الحل، لا يوجد… غرد احكي اعمل فيديوهات سب اشتم انتقد… اتهم… عارض… اشتكي… لا أحد يسمعك، الحكومة عرفتلك يا ابو العريف، بتنفخك بالنهار وبتنفسك بالليل… على مبدأ ديموقراطية عوي عوي ما حد سامعك.
إذاً… لقينا الحل واللي مو مصدق يشوف الحضور بحفلة ماجدة الرومي التي ذهبت بغيبوبة من عيون فتى أردني سلب قلبها…! وحفلة نجوى كرم التي نقلوها للفندق بالطائرة لتبقى فرحانه وما تشوف الناس اللي بالشوارع زعلانين وتتاثر نفسيتها…وتغيب مثل ام الرومي..! ولا تنسوا المطرب الشاب جدا عمرو ذياب عموره..الذي سينشط السياحة…! بتذاكر وصلت على الواقف 200 دينار… نعم… رغم فقركم فأنتم شعب غني وشغل طرب… .
رغم فقر الأردني وقلة حيلته… إلا أنه اصبح يبحث عن مساحة للفرح في ظل الهم والغم وغدر الزمان…ليثبت للحكومه انه مو متوجع..! مثلما كنا نعبر صغارا بعد صفعه او بوكس او شلوط من الوالد أو أحد الرفاق لنفسد عليهم فرحة النصر..! .
معارضوا مهرجان جرش وغيره هم ثلة ممن لا يعرفون الطرب الأصيل، أو ناس رجعيين ومتزمتين، هكذا يصفهم المناصرون مش أنا..!
وما دام خربانه خربانه بالله عليكوا كثروا من هالمهرجانات… منه بنطرب وبنرقص وبنشوف مطربين بالعين المجردة لعل وعسى أن يكون الدواء بهم..!، بعدما استعصت كل خطط الحكومات لفك كشرتنا وزعلنا… تفكير خارج الصندوق وليس من عنق الزجاجة… ولا الرز المصري ولا البولابيف… ولا النهضه… كله ما طعمانا خبز...!
مهرجونا وإلا فقدتمونا…! اثبتو للعالم اننا الشعب الوحيد الذي تحدى الكورونا بوصفة وتصريح وزير الثقافة ليس باختراع مطعوم جديد بل برص الصفوف مثل الملفوف في مهرجان جرش… حيث اللز والكز.. ونتنفس هواء بعضنا البعض ممزوجا بأنفاس متحشرجه لجورج وسوف وصوت جبلي لنجوى كرم ورومنسي حالم لماجده الرومي… وشط ونط لعمرو ذياب… وهينا مثل الفل ما صار فينا شي، ولعنا سنسفيل ابو الكورونا الأولاني تا يلحق دلتا المتحور… وزغرديله يا هلاله.
يمضي مهرجان جرش يفرح من يفرح… ويعارض من يعارض… ونبقى نحن الأردنيين قوس قزح بكل الوان الطيف… نعيش كل متناقضات الحياة والعصر… ونكظم الغيض… وننتظر طاقة الفرج… ! تبعت جدتي إلتي رددتها قبل عشرات السنين… وماتت الحزينه… ولم تنفتح الطاقة… ونحن على الدرب سائرون… حمى الله الأردن.