زاد الاردن الاخباري -
أحمد أبوبدر - للأسف انتهت مغامرة الأبطال الستة الذين حفروا نفق الحرية في سجن جلبوع شديد الحراسة بإعادة اعتقالهم و التنكيل بهم و تشديد القيود عليهم بل و تعدى الأمر بسجن و اعتقال المزيد من شباب محافظة جنين الباسلة نتيجة همجية حملات التفتيش التي أطلقها الكيان الصهيوني للقبض على الأبطال الستة لكن أحداً لم ينتبه لأمرين مهمين انتبهت لهما قيادة الجيش الصهيوني و استخدمهما لأمره أفضل استخدام لاستعادة هيبته و تلميع صورته التي اهتزت أمام العالم كله بعد الفضيحة المخزية التي لحقت به في أحد أحصن و أعتى معتقلاته المشيدة على التراب الفلسطيني المحتل فساهم ذلك للأسف في انتهاء المغامرة البطولية لأبطالها بالنهاية المؤسفة المعروفة لدى الجميع و التي احتفل الصهاينة بها أشد الاحتفال و فرحوا بها أشد الفرح, لا سيما بعد أن تناولت الصحافة العالمية هذا الخبر ضمن صفحاتها و أصبح له صدى مسموع عالمياً.
الأمر الأول الذي أهمله الفلسطينيون هو حالة غريبة و غير مسبوقة من تخلي السياسيين العرب عن الحديث في الموضوع و كأن الأمر لا يعنيهم لا بل و أظهرت بعض الأخبار المسربة أن بعضهم قد اتصل في رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت عارضين عليه المساعدة و مد يد العون في إيجاد الأسرى كما أن السواد الأعظم من الساسة و الزعماء و القادة العرب لم يبدوا أية مشاعر أو تعاطف أو حتى محاولة لتسليط الضوء على قضية غفل عنها العالم كله بقواديه و شيوخه و زعمائه و تابعيهم و علمائه و جهلائه ألا وهي قضية السجون الصهيونية اللاآدمية و التي يعيش فيها الأسرى الفلسطينيين في ظروف لا تقبل بها البهائم أجلكم الله فما الذي جعل هؤلاء الذين ابتلى الله بهم العروبة و الإسلام يتغافلون عن ذلك بل و يسارعون إلى فتح باب التعاون المعلن مع الصهاينة و الاستعداد الكامل و المطلق لخيانة الله و رسوله و التنازل عن المبادئ و التخلي عن الدين و الأخلاق دون رجعة و ساندهم في ذلك مشايخ (أو مشاخخ) سلطان أبدعوا في لوي أعناق نصوص القرآن و الأحاديث لخدمة أربابهم من دون الله و إذا ما ألقينا نظرة سريعة على ردة فعل المشايخ في دول الخليج العربي و المغرب العربي و بلاد الشام و مصر و العراق في قضية الأسرى الأبطال سنجد أن الأغلبية الساحقة منهم للأسف كانت ردة فعلهم مخزية مقيتة صمت مطبق و خنوع مدقع و هوان و صغار في مشهدٍ يبرز وضاعتهم و هوانهم على الله و عند الناس .
هذا الأمر ينبغي أن ينتبه له الفلسطينيون جيدا و أن لا يمر مرور الكرام لديهم و أن يبدأوا حملة تشهير إعلامية واسعة لمن خان قضية الأسرى و المسرى و لا أقل من ذلك ، فكل من هانت عليه قضية أسرى الشعب الفلسطيني المعتقلين في أصعب الظروف فقد عصى الله و رسوله و يكاد أن يخرج من الملة و يصبح كافراً بربه عدواً لنبيه صلى الله عليه و سلم الذي صح عنه أنه قال:" فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض" رواه البخاري كما أنه قال صلى الله عليه و سلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه" متفق عليه ،ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم فكيف إن كانوا أسرى لدى أشد أهل الأرض عداوة لله و لرسوله و للإسلام و المسلمين .
الأمر الثاني الذي أهمله الفلسطينيون هو السكوت المطبق لمعظم جمعيات حقوق الإنسان و المؤسسات الحقوقية المعنية بكرامة البشر حول العالم فلم نجد شجباً و لا استنكاراً و لا تنديداً بالفظائع التي ارتكبها جلادو مصلحة السجون الصهيونية في حق بقية الأسرى في سجون الكيان الصهيوني و مدى التنكيل الذي ألحقه هؤلاء المجرمون بأجساد و نفوس الأسرى فقد قاموا حرمان جميع الأسرى من الحصول على أدويتهم الطبية و على الذهاب للأطباء من أجل العلاج و في بعض السجون تم إغلاق دورات المياه و إجبار الأسرى على قضاء حوائجهم في صفيحة معدنية و أمام أعين بقية زملائهم إمعاناً لهم في الإهانة كما تم إغلاق الكانتين ( متجر السجن) و منع الأسرى من شراء مستلزماتهم من الطعام و الشراب عدا عن جولات التعذيب و الضرب و توجيه الشتائم و أقذر العبارات للأسرى مع حرمان عدد كبير منهم من النوم بسبب الضرب المبرح و حرمان قسم آخر منهم من وجبات الطعام و تم حرمان الغالبية العظمى من الأسرى من حق الزيارة و تمت مصادرة الحاجيات التي تخص بعض الأسرى كنوع من الاستفزاز و التشفي منهم بعدما امتلأت صدورهم حقداً و غلاً عليهم .
كل تلك الانتهاكات حدثت على مسمع العالم و أمام ناظريه و بقيت تلك الجمعيات و المؤسسات الحقوقية غائبة عن المشهد تماماً فأين هي هذه المنظمات ؟و أين تحركها لوقف الانتهاكات بحق الأسرى العزل الذين لا حول لهم و لا قوة؟ أم أن الأمر للصهاينة من قبل و من بعد في هذا الموضوع فلا يجوز لهم التدخل خوفاً على سمعتهم و مصالحهم و إرضاءً لأسيادهم و مواليهم و لكي لا يضعوا نفسهم موضع الانتقاد ، لقد أثبتت معظم تلك المنظمات و المؤسسات الحقوقية بكوادر المحامين و الخبراء في حقوق الإنسان العاملين لديها أنها مجرد أدوات قذرة بيد أصحاب الدولار و صناع العار يتم بهرجتهم و تلميعهم فقط وقتما يريد الأسياد و لا عزاء للعبيد في دول العالم المنكوبة إن رفعوا عقيرتهم بالصياح من الألم فلا بواكي لهم.
على جميع الفلسطينيين و خاصة المعنيين منهم بشؤون الحركة الأسيرة استغلال تلك الأحداث المؤسفة التي حصلت للأسرى في سجون الاحتلال و البدء بالتنسيق مع جميع المنظمات الحقوقية و جمعيات حقوق الإنسان و نقابات المحامين حول العالم لإعلان حملة كبرى تستهدف كشف تعديات مصلحة السجون الصهيونية على الأسرى الفلسطينيين و فضح ما ترتكبه من أعمال إجرامية اتجاههم و إقامة الدعاوي القضائية على أثر ذلك في أكبر عدد ممكن من الدول حول العالم ، و إن حدث هذا الأمر فستصبح قضية الأسرى الفلسطينيين متداولة عالمياً و بشكل أكثر تأثيراً على الرأي العالمي مما سيشكل ورقةً قوية للضغط على حكومة الكيان الصهيوني بالتراجع عن جرائمها اتجاه الأسرى الفلسطينيين و تسريع الوتيرة من أجل إنجاز صفقات تبادل مشرفة يتم فيها منح الحرية لأكبر عدد منهم و عسى أن يكون ذلك قريباً بإذن الله تعالى