زاد الاردن الاخباري -
شهدت تونس العاصمة الأحد، تظاهرات رافضة وأخرى مؤيدة لقرارات رئيس البلاد قيس سعيّد، والتي تعتبرها المعارضة بمثابة "انقلاب" على الدستور.
وشارك قرابة ألفي متظاهر من مناهضي قرارات الرئيس التّونسي في وقفة أمام المسرح البلدي بالعاصمة في ظل وجود مكثف للشرطة، فيما تجمع أنصار سعيّد في شارع الحبيب بورقيبة بصورة عفوية وكانوا يدعونه إلى حل البرلمان بشكل نهائي.
وكان سعيد قد فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو الماضي بموجب تفسيره للفصل 80 من الدستور التونسي والذي جمد بموجبها عمل البرلمان وعلق العمل بالدستور وإقال رئيس الحكومة وعدد من الوزاراء ورفع الحصانة عن النواب مما أدى إلى اعتقال ومحاكمة بعضهم.
وردد المتظاهرون المناوئون لسعيد هتافات من قبل"الشعب يريد سقوط الانقلاب" وسط العاصمة التونسية على طول شارع الحبيب بورقيبة، والذي شكل نقطة محورية في المظاهرات التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.
وردد مناصرو سعيّد، شعارات بينها" "نعم لحلّ البرلمان"، و"الشعب يريد نظاما رئاسيا"، محملين مسؤولية ما تمر به البلاد من أزمات "المنظومة التي حكمت طيلة السنوات العشر الماضية" على حد تعبيرهم.
وبحسب المعارضين لإجراءات سعيد، فقد هددت الأزمة المكاسب الديمقراطية التي حققها التونسيون في ثورة 2011 التي أطلقت شرارة احتجاجات "الربيع العربي" وأبطأت أيضًا الجهود المبذولة لمعالجة تهديد عاجل للمالية العامة ، مما أثار قلق المستثمرين.
وقال سعيد إن أفعاله ، التي وصفها خصومه بأنها انقلاب، ضرورية لمعالجة أزمة الشلل السياسي والركود الاقتصادي والاستجابة الضعيفة لوباء فيروس كورونا، مؤكدا أن يريد الدفاع عن حقوق الشعب وللا يسعى أن يكون ديكتاتورا.
التونسيون سئموا الفساد
ولا يزال سعيد يحظى بدعم واسع من التونسيين الذين يقولون أنهم سئموا الفساد وضعف الخدمات العامة أن رئيس البلاد يديه نظيفتان من السرقات واستغلال السطلة.
ورفض الاتحاد التونسي للشغل، والذي يعد أكبر نقابة مهنية في البلاد، الإجراءات الأخيرة لسعيد، قائلا أنها تشكل خطرا على الديمقراطية.
واندلعت أول مظاهرة ضد سعيد في الأسبوع الماضي بمشاركة المئات ووقتها قال النائب إياد لومي "لغة الحوار تعطلت مع سعيد .. فهو لا يحب التحاور".
ووصفت حركة النهضة، التي أكبر حزب سياسي في تونس ، تحركات سعيد بأنها "انقلاب صارخ على الشرعية الديمقراطية" ودت الناس إلى التوحد والدفاع عن الديمقراطية في "نضال سلمي بدون كلل"..
وأصدرت أربعة أحزاب سياسية أخرى بيانا مشتركا دانت فيه سعيد يوم الأربعاء، على غرار ما فعل حزب كبير آخر هو قلب تونس.
وأمس السبت، تظاهر عشرات المواطنين جنوبي البلاد للاحتجاج على ما وصفوه بـ"الانقلاب على الدستور "، حيث تجمعوا في ساحة المقاومة وسط مدينة صفاقس للمطالبة بالعودة العمل بالدستور وأعادت الحياة إلى بقية المؤسسات الديمقراطية، .
وقد قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين، وحالت دون اشتباكهم مع عدد من أنصار سعيد الذين حاولوا الالتحام بهم، ورفعوا شعارات مناوئة لهم.