محاولة انتحار فاشلة،،،لكاتب
(حلاها بشقاها)
إهداء إلى الدكتور محمد النمران العطيات الرجل الفاضل والد صديقي الشيخ ضياء الدين مع جل الاحترام
من على ميدان جمال عبد الناصر الذي قيل عنه يوماً (ميدان الانتحاريين الفاشلين) قام المدعو هاشم برجاق بمحاولة انتحار من على أعلى مبنى على دوار الداخلية وباءت كل المحاولات للحيلولة دون وقوع هذا الانتحار باءت بالفشل الذريع كل المفاوضات المضنية مع هذا المجنون وحضر من حضر من رجال الأمن العام والدفاع المدني ومحررين الصحف الالكترونية والرسمية دون فائدة وجاء لفيف من الوزراء والنواب والأعيان وحاولوا جاهداً ولكن وكما هي المفاوضات العربية جميعها باءت بالفشل كما وحضر وزير الصحة ووعد بصرف كرت أبيض للعلاج المجاني وبصرف الدواء المفقود من المستشفيات بشكل مستمر وحضر وزير الإعلام ووعد بصرف ساندويشة فلافل لكل مقال يتم نشره بالصحف مع كاسة شاي (دبل) وحضر وزير الزراعة ووعد بصرف كل ما يحتاجه أطفالي من خضار وفاكهة وحشيش وبرسيم وشعير مع (قرميات شجر) لدفئ الشتاء وحضر وزير المياه ووعد بصرف النظر عن الفواتير الشهرية ليتم إعادة الفاتورة كل ثلاثة أشهر وإرجاع المياه لمنزلي بعد انقطاع دام ثمانية أشهر وحضر وزير الطاقة ووعد بتخفيض المشتقات النفطية لتصبح أرخص من الماء مع أنه لا توجد عندي أصلاً أي مركبة أو بغلة حتى وحضر مدراء البنوك ووعدوا بأن يتم إعفائي من الديون والقروض الشخصية اللي هدت حيلي وحضر صاحب المنزل هالحرامي ووعد بسحب قضية الإخلاء وفترة سماح لمدة شهرين ومن دفع فواتير الكهرباء بالكامل وضريبة (التشليحات) عفواً المسقفات وضريبة الضعفاء والفقراء والمشرذمين كما ووعد بعض النواب بأن يتم شراء بيت العمر لي من سكن كريم للمواطن اللئيم أو الحزين ولكن هذا الانتحاري كان يرفض ويصر على الانتحار رغم كل المحاولات بإقناعه العدول عن فكرة الانتحار.
وحضر مدير دائرة الأراضي ووعد بصرف دونم أرض له (بوادي اليتم) وماعز وتيس وكلب حراسة من وزير الثروة الحيوانية وحضر وزير النقل البطيء ووعد بصرف بطاقة مجانية للركوب بالحافلات الجنائزية على الطرقات الخارجية وحضر وزير البيئة ووعد بإزالة كل ما يزعجني بالحارة وغرس الأشجار بالحي المعفن خاصتي كما وحضر وزير الخارجية ووعد بتوظيف ابني الذي تخرج من الجامعة أيام حرب الفدائية بوظيفة مراسل بالوزارة وحضر وزير التنمية الاجتماعية ووعد بصرف كرسي للمقعدين هدية رمزية لي ولزوجتي حالما نكبر ونشيخ وحضر أمين عمان ووعد بانهاء مشروع الباص البطيء بالعام2015 مع تعبيد الشوارع وإزالة المطبات الهوائية وحضر وزير العدل ووعد بإنهاء قضية الطلاق التي طال البت فيها منذ أعوام وحضرت وزيرة السياحة الداخلية ووعدت بجولة سياحية تشمل نهر البقعة وغابات الجفر ورحلة غوص بأعماق البحر الميت ورحلة تخييم بأحراش الوحدات وحضر رئيس الوزراء ووعد بالتحقيق بالقضايا العالقة وملاحقة الفاسدين والتقليل من الخطابات والوعود والمؤتمرات الصحفية ،،،،ومن شدة الاهتمام بهذا الحدث ظن بعض الناس أنه يتم تصوير فيلم لـــ(توم كروز) بفيلم المهمة المستحيلة رقم 4 وفي هذه الأثناء جاء ذلك الرجل المهيب لا أحد يعرف من هو ولكنه واضح بأنه رجل مهم جداً وفسحوا الطريق ليتسنى له المرور فجلس هذا الشيخ الجليل وكان بالعقد الثامن تقريباً من عمره فقال له يا ولدي هاشم أنا رجل كهل كما ترى ومعلول منذ سنين والأمراض تفتك بي يميناً وشمالاً ليلاً نهاراً وأحمل من الدواء أطناناً وما زلت متمسك بالحياة رغم قساوتها فما بالك أنت ،،،هل تود أن تموت كافر ومن أجل ماذا كل هذا العناء فالحياة (حلاها بشقاها) هذا أنا أمتلك من الأموال الكثير الكثير ولكني حرمت طعم النوم والراحة من سوء حالتي الصحية من الطعام المسلوق وأجهزة تنفس اصطناعي وغير قادر على المشي بانتظام ومركبة فارهة وقصر منيف.
وبهذه اللحظة الانتحارية حاول الكاتب الانتحاري (غضيب الوالدين) العدول عن الفكرة لتعلق قدمه اليمنى بالدرابزين الحديد ويصبح نصفه بالهواء ونصفه الآخر عالق بالحديد ويناجي الأجهزة الأمنية لإنقاذه من هذا العذاب.
قد مات من الخوف ألف مرة وكان يصرخ وينادي،،،لا أريد أن أموت أرجوكم،،،،
وبعد عملية الإنقاذ الرائعة أودعوه بمستشفى الفحيص للأمراض النفسية وما زال ليومنا هذا يصرخ ويقول بدي أعيش مشان الله مثل العالم والخلق.
رئيس قسم الأمراض النفسية
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net