أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت دوري الأمم الأوروبية .. مواجهات نارية في دور الثمانية ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق مصدر إسرائيلي: مذكرة الجنائية ستصعّب سفر نتنياهو لأوروبا مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية هيئة الطاقة تدعو شركات التوزيع لتوسيع تركيب عدادات الكهرباء الذكية رئيس كولومبيا: إذا زار نتنياهو وغالانت بلادنا فسنعتقلهما الأرصاد يكشف مؤشرات مقلقة جدا وصافرة إنذار للعالم الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لغزة الأسبوع الماضي أوستن: القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستدخل الحرب ضد أوكرانيا "قريبا" 2391 من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم يلتحقون بالتدريب المهني بلدية السلط تغلق مدخل الميامين لمدة 5 ساعات هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم المستهدف بغارة البسطة ضربة إسرائيلية على مبنى سكني في قلب بيروت حماس تدعو أبناء الضفة للانتفاض

تأخر سن الزواج

05-10-2021 12:25 AM

د. سليمان حسن الرطروط - تعمل وتسعى الحكومات في مختلف الدول على تذليل الصعوبات وإنهاء المشاكل لدى شعوبها، وهي إحدى الواجبات المنوطة بالحكومات وأجهزتها المختلفة؛ والمجتمعات العربية والإسلامية كغيرها تعاني مشاكل سياسية واقتصادية وصحية واجتماعية عدة، ويندرج تحت كل نوع منها مشاكل فرعية تنخر في بنيان المجتمعات وتجعلها هشة عرضة للإنهيار، ولذا يضعف الترابط بين أفرادها ومكوناتها، مما يُنتج مشاكل كثيرة، ولعل من أبرزها مشاكل الفقر والمرض والتعليم .
ولعل مشكلة تأخر سن الزواج سواء للذكور أو الإناث، وخاصة إرتفاع عدد الإناث اللواتي لم يسبق لهن الزواج، بالإضافة إلى زيادة أعداد المطلقات والأرامل غير المتزوجات من أهم المشاكل الاجتماعية الكبيرة وذات الأثر السيء على الفرد والمجتمع ، ولا يقتصر تأخر سن الزواج على الإناث بل تعدى ذلك للذكورحيث إن هنالك تراجعاً كبيراً في متوسط سن الزواج خلال مائة عام في كافة المجتمعات العربية والإسلامية .
وقد اعتبر الإسلام أن الأسرة هي اللبنة الأولى والمكون الأساسي لبناء المجتمع ، ووضع لذلك الضوابط الشرعية التي تحدد وبشكل دقيق أسس بناء الأسرة وواجبات كلٍ منهما، منذ إعجاب كل طرف بالآخر، ثم الكيفية والطريقة التي يتحقق بها؛ كالخطوبة والوعد بالزواج ثم إجراء عقد الزواج وتبعاته وإلى إتمام مراسم الزواج ونشوء أسرة حث الإسلام على استمراريتها ودوامها، ولكن إن نشأت ظروف قاهرة فقد أباح الإسلام إنهاء عقد الزواج ولكنه أبغض الحلال، ورتب على كل طرف حقوقاً وواجبات.
وفي سبيل إشباع الرغبات الفطرية للطرفين شرع الإسلام الزواج، ونهى عن الرهبانية، فقال تعالى: ((وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)) الحديد 27 وقال سبحانه: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)) الرعد38 فالزواج هو سنة الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأما من لم يتزوج منهم فلا يعتبر منهم تحريماً أو كراهية للزواج.
وإن الله سبحانه جعل من إلتقاء الزوجين آية وبرهاناً دالاً على قدرته وحكمته، ففي سورة الروم ذكر عدداً من الآيات الكونية المؤشرة على وحدانيته؛ فقال عزوجل: (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) الروم 21 والتفكر والتدبر والتدقيق في مكونات الآية وتأويلها على الزواج بكل مراحله المختلفة يجعل من ذلك آيات دالة على وجوده سبحانه.
ولم يتوانى رسول الله صلى الله عليه وسلم من التأكيد على مشروعية الزواج، وعندما اجتهد بعض الصحابة _رضي الله عنهم_ وعزموا على صيام الدهر أو قيام الليل كاملاً أو التبتل وعدم الزواج ((فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا؟! أَمَا واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي.(( صحيح البخاري، بل إن رسول الله حث الشباب على الزواج ، وذكر بعض فوائده، ثم سبيل العلاج لمن لم يستطع الزواج؛ فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولعل أفضل سن للزواج من الناحية الصحية والجسمية والمادية هي ما بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين، حيث يكون كلا الطرفين في كامل نشاطهما وقوتهما النفسية والعاطفية والجسدية، وكلما تأخر سن الزواج نقص كل ذلك .
إن العالم الإسلامي يعاني الآن من زيادة عدد غير المتزوجين وخاصة الإناث، ولا تنحصرتلك الأزمة بدولة دون أخرى، بل إن بعض الدول بلغ عدد الإناث اللواتي لم يسبق لهن الزواج إلى عدة ملايين، عدا عن المطلقات والآرمل صغيرات السن؛ مما يترتب عليه العديد من المشاكل، وقد إلتجأت بعض الفتيات للهروب من البلدان العربية والإسلامية إلى غيرها والاقتران بالرجال غير المسلمين.
ومن أسباب تأخر سن الزواج وأهمها الأعباء المالية الكبيرة سواء كانت من ناحية ارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار الأسرة بعد الزواج، أو ارتفاع تكاليف الزواج كالمهور المرتفعة ومستلزمات بيت الزوجية وحفلات الأفراح ومستلزماتها.
ولعل البعض إزاء كل ذلك لا يستطيع تحمل هذه الأعباء فيرى أن الحل هو عدم الزواج وعدم تحمل تبعاته، والبعض الآخر يسعى وينشغل بالعمل لتوفير كامل المتطلبات وهي كبيرة وكثيرة ومرهقة، ولكن العمر يمر سريعاً، ثم يكتشف أن ما جمعه لن يكفي، وأن السن قد تقدم به، وأن جاذبيته قلت إن لم تكن أفلت، ويتبع هذا التسويف وأنه ما زال شاباً، ولكن ليكتشف أن الشيب قد اشتعل برأسه وجسمه، ووهنت عظامه وقواه.
ونشاهد العديد من الحالات تبرر عدم الزواج _بعد إنقضاء مرحلة منتصف العمر الافتراضية _ يعزفون عن الزواج بسبب الخجل وخاصة الإناث ، وعندئذ تحاول إقناع نفسها أنها كبيرة السن، وأن قطار الزواج قد فاتها، وأنها لو تزوجت صغيرة لكان لها أحفاد الآن، وتخشى من نظرة وقول الناس، وتظن أنها لم تعد صالحة للزواج وغاياته؛ فتعمد إلى كبت مشاعرها العاطفية مما سيكون له الأثر السلبي على حالتها النفسية والصحية.
وأما التجارب الفاشلة السابقة للشخص نفسه أو مع غيره فهي من الأسباب التي تجعله عازفاً عن الزواج وكارهاً له خوفاً من الفشل، رغم الضغط الداخلي عليه، مما يجعل البعض يضع شروطاً تعجيزية في الطرف الآخر يصعب توفرها وتحقيقها وذلك لإقناع النفس داخلياً لتبرير رفض الزواج.
وبعضهم يرى أن الزواج سيقضي على بعض أحلامه وطموحاته ؛ كالدراسة عند الإناث، فترى أن إكمال الدراسة شرط أساسي للزواج، مع قناعتها أحياناً بأن الطرف الآخر به كل المواصفات المطلوبة وقد لا تكرر الفرصة، وآخرين يعتقدون وهم من الذكور غالباً أن الزواج بسن مبكر يعيق ويقيّد حريته ، ويرتب عليه إلتزامات كثيرة .
ولعل بعض الأسر والمكونات الإجتماعية في عدد من البلدان الإسلامية تقلل من فرص الزواج وتضع شروطاً عدة ، كالنظروبشدة للقبلية والمناطقية والمستويات المادية والمعيشية والطبقة الاجتماعية والمؤهل العلمي، بل إن من أبرز أسباب تأخر الزواج استيلاء أولياء أمور الإناث على رواتب ومخصصات العاملات وعضلهن بمنع الزواج عنهن.
وإزاء تأخر سن الزواج لكلا الطرفين في بلدان العالم الإسلامي ؛ حيث أصبح السن الطبيعي للزواج من 28_ 35 سنة ، مما أدى لمشاكل عدة ؛ ولعل من أبرزها إنعدام أو قلة الرغبة والشهوة، وقد يؤدي كبت المشاعر والرغبة الجنسية وعدم القدرة على تفريغها بالطريقة الشرعية إلى الانزلاق في مسالك الحرام، كما أن تأخر سن الزواج والرغبة في الزواج يؤدي إلى انخفاض الشروط والمعايير السابقة، وشعور كل طرف الغبن وعدم الرضا، وعندئذ يصبح الاستمرار في العلاقة الزوجية تحفه المخاطر، كما أن تأخر الزواج لكلا الطرفين يجعل المرء يعيش في وحدة وعزله يعتاد عليها تدريجياً ويفضلها على الحياة الزوجية، وإن تحقق الزواج له بسن متأخرة وتم الإنجاب فسيشعر المتأخر بالزواج أن الفجوة كبيرة مع أبنائه من حيث المشاعر والرغبات، وأنه غير قادر على تحقيق متطلباتهم.
وختاماً فإن معالجة مشكلة تأخر الزواج مسؤولية الدول وحكوماتها بالدرجة الأولى بدراسة أسباب المشكلة لكل مجتمع ثم وضع الحلول، كما أنها مسؤولية الأسرة ( الوالدين بالذات أو الإخوة والأخوات) للحث والتشجيع والتسهيل والمساعدة على أمور الزواج، وإن من أفضل الوسائل لمعالجة مسألة تأخر الزواج هو التشجيع ، وإبراز فضائل وفوائد الزواج لكلا الطرفين ومهما تأخر العمر؛ لأن عدم الزواج مناقض للفطرة السليمة، كما ويمكن لمؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية المساهمة في تخفيف أعباء وتكاليف الزواج ومتطلباته.
وختاماً فإن رسول الله أشار إلى خطورة عدم إجابة الخاطب ، فقال: ((إذا أتاكُم من ترضَوْنَ خلُقَهُ ودينَه وأمانتَهُ فزوِّجُوُهُ ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ )) رواه الترمذي وغيره









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع