زاد الاردن الاخباري -
الملاحظات المرجعية حول ضعف أداء الفريق الإقتصادي في الحكومة الأردنية لها ما يبررها وتتطلب وجود وزير الصناعة والتجارة الأسبق عامر الحديدي مستشارا للملف الإقتصادي في القصر الملكي.
لكن هذه الملاحظات تعكس حقيقة التباينات والتقاطعات داخل فريق حكومة الرئيس معروف البخيت، فوزير المالية النشط محمد أبو حمور لديه ما يكفيه من الهموم الحساسة ولا يريد التورط في التخطيط الإقتصادي، ووزير التخطيط لا يزال طري العظم كما يقال عنه وتتسلط عليه أضواء البيروقراطيين والحرس القديم بقصد المناكفة وليس المناقشة.
ومن الواضح ان رئيس لجنة الملف الإقتصادي في الطاقم الدبلوماسي المخضرم الدكتور هاني الملقي يواجه مشكلة من طراز خاص فزميله وزير الزراعة سمير الحباشنة الذي سمي عضوا باللجنة يرفض حضور اجتماعاتها تحت رئاسة الملقي لأسباب بروتوكولية وعلى أساس 'الأقدمية' حيث يصعب عليه كسياسي محنك حضور اجتماعات يترأسها وزراء أحدث منه بالمنصب.
لذلك تبدو الأوضاع داخل المربع الإقتصادي في الوزارة مربكة ومرتبكة خصوصا مع تزايد التعبير السياسي عن الشؤون الإقتصادية على لسان الناطق الرسمي الوزير طاهر العدوان الأمر الذي قد يبرر تزايد حركة الحديدي كممثل للديوان الملكي وقبل ذلك تركيز الملك شخصيا على الموضوع الإقتصادي الصعب في آخر لقاءين له.
وبعيدا عن الإقتصاد ومشكلاته المعقدة لا يبدو البخيت مرتاحا في إدارة العلاقة حتى مع نائبه وزير الداخلية والرجل الثاني سعيد هايل السرور، فالأخير لا يتم التشاور معه في القضايا الأساسية كما ينبغي الموقع وكما جرت العادة وبعض التسريبات تقول ان البخيت حاول التخلص من السرور لكن لم يسمح له بذلك مرجعيا فيما تقدم السرور على الأرجح باستقالة مفتوحة.
ولم يعد سرا الان في أوساط عمان بأن محور الخلاف بين البخيت ونائبه السرور مرتبط بملف وقضية إدارة ملف رجل الأعمال خالد شاهين وطريقة التعامل مع وزيرين كبيرين أقالهما البخيت بطريقة غير معتادة قبل أيام هما وزيرا العدل والصحة السابقان حسين مجلي وياسين الحسبان.
وإذا كان البخيت يجد صعوبات فنية في توفير مساحة فعل وتأثير سياسية لوزير الزراعة النشط سمير الحباشنة فقد وفر لوزير مسيس ومهم هو مازن الساكت هذه المساحة الوطنية عندما دفع مجلس الوزراء برمته لتبني خطته المثيرة في إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام وبشكل يلغي مجددا كل الأطر الهيكلية التي نضجت وترعرعت خلال السنوات العشر الماضية .
والساكت هنا استحكم في منصبه وطبق برنامجه العلني منذ سنوات فيما يمكن ملاحظة وزير الإتصال الناطق الرسمي طاهر العدوان وهو يلجأ للتخفيف من التصريحات خصوصا ذات البعد الإقتصادي بعد ملاحظة ملكية علنية قيلت بالخصوص في أحد الإجتماعات.
ولا تبدو الكيمياء قوية جدا بين البخيت ووزير الثقافة المخضرم طارق المصاروة الذي أخذ على عاتقه الشخصي إحياء مهرجان جرش المتوفى والمغدور منذ سنوات، ولا يبدو أنها كذلك أيضا مع وزير شؤون البرلمان رياض أبو كركي الذي لا يكلف بأي مهام محددة ويناكفه البعض داخل الجهاز التنفيذي ولا يلقى الدعم الكافي من الرئاسة .
وهذه التصدعات المبكرة في جسد الفريق الوزاري الطازج تدفع البخيت للعب ورقة 'التعديل الوزاري' في أقرب فرصة ممكنة ليس فقط بهدف تجديد الدماء وترشيق الفريق ولكن بهدف البقاء في الحكم، فالتعديلات الوزارية أصبحت بمثابة وصفات لإطالة عمر الحكومات في الأردن.
وأغلب التقدير ان البخيت يحتفظ بورقة التعديل الوزاي الموسع بجيبه إلى اللحظة التي يصدر فيها ضوء أخضر من القصر الملكي يسمح بذلك .. في الأثناء تتكاثر في محيط البخيت سيناريوهات التغيير الوزاري وتتزايد الفعالية في بورصة الأسماء المرشحة اليوم لخلافته في سلسلة تسريبات وشائعات تسبق بالعادة كل تغيير وزاري في البلاد.
القدس العربي