زاد الاردن الاخباري -
أدى خطأ إعلان نتائج الدورة الشتوية لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، أول من أمس إلى خلق حالة توتر مجتمعي، لعائلات أكثر من 140 ألف طالب وطالبة، ودفعت بالطلبة وذويهم الذين كانوا يترقبون النتائج إلى الشعور بـ"الخيبة"، بعد هذا الخطأ غير المسبوق في نتائج التوجيهي.
وألقت واقعة الخطأ بنذر سمعة سيئة، قد تودي بالمعيار الأجود في التعليم الأردني إلى الحضيض، في حالة لم تسجلها وزارة التربية والتعليم منذ تأسيسها في العام 1956، لتغدو سابقة فريدة من نوعها، وفق خبراء.
وأدى ما جرى إلى حدوث حالة من "التوتر والضغط النفسي والقلق" عند غالبية الطلبة الذين رأى معظمهم أن خطأ إعلان نتائجهم صباح السبت لعب بأعصابهم، وزاد الأمر سوءا إصرار الوزارة على أن ما حدث هو مجرد "خلل فني" طبيعي ويمكن تداركه، من دون أن توجه أي اعتذار للطلبة وذويهم حينها.
في المقابل، ظهر رئيس الوزراء سمير الرفاعي أمس وقدم اعتذارا للأسرة الأردنية جراء هذا "الإرباك"، وأعلن إلغاء نتائج "التوجيهي" الإلكترونية، من باب الإشارة إلى أن ما حدث لم يكن "بسيطا" أبدا، وفق طلبة.
وكانت الوزارة لجأت إلى التشكيك في نسخة النتائج المنشورة على موقعها الإلكتروني، كونها مغلوطة، وفي الوقت نفسه لم تحسم الوزارة خياراتها مبكرا في تعاملها مع الخطأ الذي اكتشف في الدقائق الأولى للإعلان عن النتائج، إلا بعد لقائها برئيس الوزراء، ما اضطرها على ما يبدو إلى الإعلان في ساعة متأخرة من مساء أمس، بأنها ستسلم طلبة الدراسة الخاصة كشوفات علاماتهم يومي الخميس أو الأحد المقبلين، بعد أن كانت أعلنت مبكرا، بأن اليوم سيكون موعد تسلًمهم الكشوفات.
الوزارة مجددا لم ترحم أعصاب الطلبة وذويهم، فبعد أن طالبتهم أول من أمس بالصبر حتى الاثنين للحصول على نتائجهم، عادت لتطالبهم بالانتظار نحو 4 - 7 أيام، لمعرفة النتائج الصحيحة.
وشكل توافد الطلبة إلى مديرية الامتحانات في عمان خلال اليومين للسؤال عن خطأ إعلان النتائج، وما لقوه من عدم اهتمام المسؤولين بهم، وكذلك عدم حصولهم على جواب عن أسئلتهم، إلى إقدامهم على الاعتصام، في حالة تشير إلى أن الحدث بالنسبة لهم مصيري، كما قال ذوو طلبة شاركوا في الاعتصام.
وعلى الرغم من أن هذا الخطأ غير مسبوق في تاريخ الامتحان عموما، إلا أنه ليس الأول، ففي العموم دوما يحتمل وقوع أخطاء في كل عام نظرا لكثرة أعداد المتقدمين وأجواء الامتحان المتوترة أصلا، إذ شهدت قاعات وأعوام "التوجيهي" مشاكل عدة، كتسريب الأسئلة العام 2004، وتعرض قاعات الامتحانات في مدينة السلط للتخريب على أيدي طلبة ما دفع الوزارة إلى إعادة امتحان أحد المباحث قبل سنوات، فيما شهدت دورات امتحانية عدة الإعلان عن وجود خطأ في سؤال.
وإن كانت حلول الأخطاء السابقة في متناول يد الوزارة عبر الإعلان عن توزيع علامات السؤال الخاطئ على بقية الأسئلة، أو إعادة امتحانات مباحث معينة تعرضت أسئلتها للتسريب، أو قاعاتها للتخريب خلال تأدية الطلبة للامتحان، فإنه لن يكون من السهل على الوزارة أن تتعامل مع المعترضين على النتائج، وهي حاليا مضطرة الى إعادة إدخال علامات لـ 41339 طالبا وطالبة من طلبة الدراسة الخاصة، نجح منهم 15874 بحسب إعلان النتائج "المطعون فيه".
ويلقي الخطأ غير المسبوق في نسخة نتائج "التوجيهي" الإلكترونية الحالية، بظلال قاتمة على الامتحان ونتائجه بصفتهما الأكثر "صدقية وموثوقية"، وجدية في قياس معيار الطلبة الأكاديمي للتقدم الى الدراسة الجامعية، أو في كليات المجتمع.
الغد