زاد الاردن الاخباري -
أظهرت نتائج دراسة وطنية لتقييم الأثر النفسي لجائحة كورونا على الصحة النفسية لسكان المملكة ان ذوي الدخل المنخفض كانوا أكثر عرضة للتداعيات النفسية الشديدة حوالي 3 أضعاف مقارنة بذوي الدخل المرتفع.
وقال عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي ان هذه الدراسة الوطنية اختصت بتقييم الآثار النفسية المتفاوتة لجائحة كورونا على الصحة النفسية بين الشديدة والمتوسطة والخفيفة، والتي طالت نحو 6 ملايين شخص عندنا بنسبة 65،3%، وشملت 1820 فرداً كعينة ممثلة من سكان المملكة ومن مختلف المحافظات، شمالاً وجنوباً ووسطاً.
وأجريت هذه الدراسة وفق بلعاوي، بالتعاون مع اساتذة وباحثين في جامعة البترا الأردنية، والجامعة الأميركية في مادبا، وجامعة العين في الإمارات، ومستشفيات الدكتور سليمان الحبيب في السعودية، وتم نشرها في مجلة عالمية (JPPRes – Scopus-indexed).
وأشار الى ان اكثر من نصف المشاركين في الدراسة هم من (55%) من الإناث، ونحو ربع المشاركين من ذوي الدخل المحدود أقل من 500 دينار شهرياً، وأكثر من ثلثهم (35.2 %) من المدخنين، موضحاً أن أهم نتائج البحث تكمن في وجود تأثير ملحوظ على الصحة النفسية للمشاركين بسبب جائحة كورونا، حيث كان 11.4٪ من المشاركين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، و 25.4٪ من اضطرابات نفسية متوسطة، بينما كان 34.7٪ بدون أي اضطرابات نفسية.
و كشفت الدراسة كما ذكر بلعاوي أن ذوي الدخل المنخفض (أقل من 500 دينار شهرياً) كانوا حوالي 3 مرات أكثر عرضة للتداعيات النفسية الشديدة، مقارنة بذوي الدخل المرتفع، فيما كان الذين فقدوا عملهم خلال الجائحة أكثر بحوالي مرة ونصف عرضة للتداعيات النفسية الشديدة مقارنة بالذين هم على رأس عملهم كذلك تَبيَن أن مرضى السكري كانوا حوالي مرتين أكثر عرضة للتداعيات النفسية الشديدة مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
ولدى مقارنة تداعيات المرض النفسي على الأردنيين مع الدول الأخرى منها كإسبانيا وإيطاليا وتركيا وأميركا، أشار الى ان الباحثين وجدوا أن المملكة ربما تواجه تداعيات أشد جراء العدد المنخفض من الأطباء والمعالجين النفسيين مقابل كل 100 ألف مواطن أردني، بالإضافة لأسباب اجتماعية تتعلق بوصمة العار للذهاب للطبيب النفسي المنتشرة في مجتمعاتنا العربية بشكل عام.
ولفت بلعاوي ان هذه النتائج تقدم معلومات واحداثيات مهمة عن الوضع النفسي الحالي في الاردن، خاصة ضمن غياب وجود دراسات كافية عن الموضوع لأهميته وحساسيته، وقد تم التعرف على هذه الحالات كعوامل خطر كبيرة للاضطرابات النفسية المتوسطة والشديدة، وتمت التوصية بالتداخلات النفسية والاقتصادية المناسبة لتحسين الاستعداد النفسي لأي جائحة أو وباء بين السكان.