زاد الاردن الاخباري -
حقق وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية فيصل الشبول معدلات ملموسة من الاعتراض والاحتجاج والمعارضة احيانا عبر منصات التواصل والمواقف العامة في اول اطلالة اعلامية له تحدث فيها عن سياسة الحكومة وشرح فلسفتها في مجال تطبيق اوامر الدفاع في المرحلة المقبلة.
وقال الوزير الشبول بان التباعد الجسدي ضرورة صحية في المساجد مشيرا الى ان الحفلات والمهرجانات الغنائية ستتواصل دون توضيح الفارق في ذهن الحكومة حول هذه المفارقة التي سبق ان اثارت الكثير من الجدل.
وكان اكبر احزاب المعارضة وهو حزب جبهة العمل الاسلامي قد اعترض على رفض السلطات ترخيص احتفال طالب به بذكرى المولد النبوي الشريف لدواعي صحية في الوقت الذي تسمح فيه للحفلات الفنية بالاستمرار حيث ثار جدل كبير بعد حفلات فنية حاشدة لمطربين مصريين من بينهم عمرو دياب وتامر حسني في الوقت الذي تم الابلاغ فيه عن تنظيم حفلات قريبا لمطربين اخرين من لبنان ومضر من بينهم مصطفى قمر ووائل كفوري.
ويخوض الاردنيون بحالة تجاذب بسبب هذه الاحتفالات في الوقت الذي لا تزال فيه تطبيقات اوامر الدفاع مستمرة ونافذة فيما يخص التباعد في المساجد واثناء الصلوات فيها وحتى الاجتماعات الدينية، الامر الذي يعتبره الاسلاميون تحديدا جزء حيوي من معركة ضد الهوية الوطنية والدينية للأردنيين.
ولم تقدم الحكومة بصفة عامة شرحا مقنعا لسياستها في هذا السياق في الوقت الذي تواصل فيه ارتفاع عدد الاصابات بالفايروس كورونا و تجاوز حاجز ال 5% من الاصابات الايجابية طوال الايام القليلة الماضية، الامر الذي يضع البلاد مجددا وسط تحذيرات من خبراء الوباء والامراض تحت عنوان سيناريو الموجة الثالثة للفيروس كورونا.
وفي الوقت الذي تحدث فيه الوزير شبول عن رصد ما اسماه بحسابات وهمية تمولها بعض الجهات وملمحا لبعض الدول في المنطقة لإنتاج البلبلة في الاردن والتأثير عليه كان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قد ظهر ايضا في مقابلة تلفزيونية موسعة تحدث فيها عن استهداف بلاده بسبب مواقف سياسية لها وهو ما المح له ايضا الملك عبد الله الثاني شخصيا في لقاء لم يتم نشر تفاصيله مع نخبة من الشخصيات السياسية ورؤساء الوزارات والوزراء السابقون تمت الاشارة خلاله الى ان الحملة التي تستهدف الاردن تظهر كلما اتخذ الاردن موقفا سياسيا من القضايا الكبيرة.
ويبدو ان الاتجاهات الرسمية عموما تحاول التركيز على مظاهر ومؤشرات تلك الحملة وتربطها بمواقف سياسية لها علاقة مرة بصفقة القرن في عهد الرئيس الامريكي الراحل دونالد ترامب و مرة اخرى في القضية الفلسطينية و مؤخرا لها علاقة بالانفتاح الكبير للعلاقات مع النظام السوري ومع المعادلة العراقية الداخلية اضافة الى استعداد الاردن وجاهزيته لتلبية احتياجات لبنان من الطاقة والكهرباء.
ويشير سياسيون هنا بالجملة الى السيناريو الذي يربط الشغب والمناكفة والاستهداف عبر عدة تقارير لمنظمات دولية او لوسائل اعلام اجنبية ضد الاردن بالمواقف السياسية.
والاشارة هنا واضحة ابتداءا من تسليط الضوء بشكل مبالغ فيه على حصة الاردن في تقارير وثائق باندورا ومرورا بتقارير حقوقية دولية تعتبر الاردن بلد لم يعد حرا بسبب التمسك بتطبيقات قانون الدفاع لأسباب فيروسية اضافة الى التقرير الاخير الصادر عن منظمة للتصنيف مقرها في باريس وتتحدث عن الاردن باعتباره احد الدول التي تعتبر مقرا لتمويل الارهاب وغسيل الاموال.
وهي تهمة جديدة يمكن ان تضاف الى قوائم الاتهامات المتحرشة بالمؤسسات الاردنية ودافع عن الاردن وزير الاستثمار الاسبق والخبير الاقتصادي البارز الدكتور مهند شحادة في تصريح علني ردا على تقييم منظمة 5 بخصوص غسيل الاموال مشيرا بكل بساطة الى ان الدول التي يوجد فيها غسيل اموال تشهد نموا اقتصاديا بالعادة متسائلا عن النمو الاقتصادي الذي لا ترصد اي من مؤشراته في الحالة الاردنية ومعتبرا بطبيعة الحال ان هذه التهمة هي اقرب الى فرية ولا تشكل الحقيقة.
ويتحدث الاردنيون هنا بكثافة عن سيناريوهات المناكفة والتحرش في بلادهم وعن التقارير والمعلومات السلبية التي تتحدث عن الشفافية والفساد وحقوق الافراد والحريات العامة بشكل متزامن وعبر سلسلة من الصحف العالمية وهو امر يربطه كبار المسؤولين الاردنيين بمواقف سياسية للأردن بصفة عامة.