تفيق صباحاً ..تبتسم ..لأنك ما زلتَ على قيد الحياة ..تتفقد حواسك ..إنها شغّالة ..تبتسم أكثر ..هذه الدنيا لا ترحم من به عجز أو قصور ..هذه الدنيا لا تذهب إلا مع صاحب المال و السطوة ؛ كأن الدنيا تخاف منهم ..وأنت لأنك لا تبحث عن مال أو سطوة لا تنظر إليك الدنيا إلا نظرة سريعة ..و لا تتوقف عندك إلا لكي تحسب عدد لقيماتك أو تبارك لك على استهزاء وجود جيبة في بنطالك ..!!
هكذا هي الدنيا ..تدخلك – جرّاً – في تفاصيلها ..و تتركك تصارع متاهاتها و تطلب منك أن تكون الأقوى و الأذكى ..أو أن تكون «زلمة محترم» ..و تعيش عمرك وأنت محترم و محترم جداً ..لتواجهك الدنيا بلحظة قسوة أن هذا ليس هو الاحترام ؛ فالاحترام عند الدنيا هي ذات الدائرة : المال و السطوة ..و أنت أنت لا تسعى إلاّ إلى دفء الحياة ..و الحريّة التي لا يعبث بها فلاسفة ..!
صدقني يا محترم : أنت صح ..و صح الصح كمان ..شاءت الدنيا أم أبت ..فلتضرب رأسها في ألف ناطحة سحاب ..الدنيا بهذه الطريقة هي المؤامرة ..وهي الشتات ..و الدنيا هكذا هي ضد الدنيا ..و صراحةً أكثر : بتُّ على قناعة أن الدنيا تتخفّى بزي دنيا أخرى ..لذا لا تقف عند طلباتها التي تريدك عبداً يباع و يشترى ..!
يا محترم ..ابقَ كما أنت ..وإياك أن تنحرف و تبحث عن المال و السطوة و لو قالوا : قصر ذيل يا أزعر ..كن أزعر محترماً ..أفضل من أن يقال باع الدفء ببرد لا يقتله كل مال الدنيا و سطوتها ..