زاد الاردن الاخباري -
تسلم وزارة التربية والتعليم يوم الخميس أو الأحد المقبلين لطلبة الدراسة الخاصة الكشوفات الورقية لعلامات شهادة دراسة الثانوية العامة، بعد أن بدأت الوزارة بتسليم الطلبة النظاميين كشوفات علاماتهم يوم أمس، حسب ما صرح به الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم أيمن البركات.
وجاء الموعد الجديد الذي حددته الوزارة بعد أن ألغت الموعد القديم والذي كان مقررا اليوم، وذلك بموجب إعلان رئيس الوزراء سمير الرفاعي أمس إلغاء النتائج الإلكترونية لامتحان الثانوية العامة، والبدء في عملية إعادة إدخال النتائج من قبل فريق فني مختص.
ويأتي الموعد الجديد بعد أن سحبت وزارة التربية والتعليم كافة النتائج الإلكترونية من المواقع كافة، عقب استمرار الأخطاء في نتائج الطلبة.
في حين ظلت شكاوى المواطنين تتوالى حول ما وصفوه بـ"التخبط" جراء عدم وضوح الوزارة في تعريفها للمشكلة التي حدثت بعيد انطلاق المؤتمر الصحافي لإعلان نتائج "التوجيهي" يوم أول من أمس.
ويرى خبراء تربويون أن الوزارة قد تلجأ مجددا إلى إعادة إدخال بيانات طلبة الدراسة الخاصة من المباحث التي تقدموا لها في الدورة الشتوية الحالية.
وبموجب توقيف العلامات إلكترونيا فإن ذلك يمكن اعتباره "اعترافا ضمنيا من الوزارة بأخطاء حدثت أثناء عمليات إدخال علامات الطلبة حاسوبيا"، وليس في "عمليات نسخ الأقراص المدمجة" كما جاء في تصريحات مسؤولين أمس، وبالتالي - والحديث لخبراء تربويين - "اضطرت الوزارة إلى إعادة إدخال علامات لـ (41339) طالبا وطالبة في الدراسة الخاصة، نجحَ منهم (15874) بحسب إعلان النتائج "المطعون فيها"، بالإضافة إلى إعادة النظر في نسبة النجاح لدى طلبة الدراسة الخاصة (38.4%)".
ولم تتوقف أمس شكاوى طلبة الدراسة الخاصة بشأن نتائج الامتحان، بل تجاوز الأمر لتسجيل شكاوى واعتراضات من قبل طلبة نظاميين على علاماتهم، ومعدلاتهم التراكمية للفصل الأول من سنة "التوجيهي" الحالية، وفقا لـ"بيتر منصور، ومها صالح" وهما من أولياء أمور طلبة.
ولجأ عدد من الطلبة وذويهم إلى الوزارة لتسجيل شكواهم، فيما استمر تدافع الأهالي والطلبة على إدارة الامتحانات والاختبارات العامة في مسعى منهم لفهم ما يجري.
وفتح باب الأخطاء في إعلان نتائج شهادة الدراسة الثانوية العامة شهية المعترضين على النتائج، إذ تستعد أعداد كبيرة من الطلبة وذويهم للبدء في إجراءات الطعن في نتائجهم، وكل ما ينتظره هؤلاء بحسب ما أكدوه لـ"الغد" "فتح باب الاعتراض، في حال تمسكت الوزارة بموقفها وأصرت أن النتائج صحيحة ولا خطأ فيها".
ووفقا لمديرين في مركز الوزارة فلا يوجد لدى وزارة التربية والتعليم آليات واضحة لمراجعة دفاتر علامات طلبة الثانوية العامة، وكل ما تعتمده إدارة الامتحانات والاختبارات العامة هو مراجعة علامات دفتر الطالب وجمعها من جديد، مقابل مبلغ مالي يدفعه الطالب المعترض، وتحتاج العملية إلى وقت طويل حتى يتسنى الوصول إلى دفتره وإجراء عمليات الجمع من قبل لجان مختصة.
وتوقعت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم بأن تصل أعداد المعترضين إلى آلاف، في ضوء ما شهدته الوزارة وإداراتها ومديرياتها المختلفة خلال اليومين الماضيين من احتجاجات واعتراضات عبر عنها الأهالي.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات العامة حسني الشريف حاول أمس - بحسب الطالبة هيا الراعي - صد المراجعين من الطلبة وذويهم "بالشتائم، بعد طلبهم منه الاستماع إلى شكواهم، وتفسير أخطاء النتائج".
ووفقا لشكاوى مواطنين وصلت إلى "الغد" فإن الشريف لم يحاول تقديم أي مبرر لهم إزاء الأخطاء التي حدثت في إعلان نتائج التوجيهي والتي تتسبب حتى الآن بجهلهم لمصيرهم.
مصادر متطابقة من داخل وزارة التربية والتعليم أكدت أن النتائج المحملة على موقع الوزارة الإلكتروني اعترتها الأخطاء أيضا، ولا يمكن اعتمادها.
المصادر نفسها أكدت بأن الوزارة وعندما سلمت الشركة التي عهدت إليها بمسؤولية تحميل نتائج الطلبة على أكثر من 40 موقعا إلكترونيا لم تراجع "كشوف العلامات ولم تطابقها مع الكشوف الأصلية والأساسية".
وكانت مصادر من داخل وزارة التربية والتعليم أكدت لـ"الغد" أن إدارات من داخل الوزارة طالبت بالتمهل في إعلان النتائج إلى الأيام المقبلة، إلا أن أسبابا لم تحددها تلك المصادر دفعت إلى الاستعجال في إعلان النتائج.
وبينت المصادر نفسها أن "الاستعجال قد يكون هو المسبب للخلل الفني الذي هدد مصداقية مؤسسية الوزارة من جهة، ومصداقية وموثوقية شهادة التوجيهي من جهة أخرى".
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر تربوية أخرى أن إدارات عليا في الوزارة رفضت إجراء أي تجربة لنشر النتائج على المنظومة الإلكترونية.
وبحسب المصادر المذكورة، فقد عزت الوزارة رفضها إلى الخوف من تسرب النتائج إلى الموظفين ومن ثم إلى المواطنين.
وأضافت أنه لم تجر أي عملية تجربة، حيث سلم القرص المدمج وعليه النتائج قبل نصف ساعة من إعلانها.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد عهدت إلى شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا "ITG" للقيام بهذه المهة، كما عهدت إليها بإجراء الصيانة لمنظومة التعلم الإلكتروني وإدارة التعليم (EduWave) ووقعت الاتفاقية خلال الشهر الماضي.
وبموجب العقد الموقع بين وزارة التربية والتعليم والشركة قامت الأخيرة وبالتنسيق مع الوزارة بتوفير الدعم الفني والصيانة لمنظومة (EduWave) في مركز المعلومات الرئيسي في الوزارة.
وتستفيد وزارة التربية والتعليم من المنظومة (EduWave) المطورة كلياً من قبل شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا بتحميل جميع المناهج الإلكترونية عليها ونظام المعلومات الإدارية بالإضافة إلى قضايا إدارية أخرى مثل نتائج امتحان الثانوية العامة بحيث يمكن للمدارس ومديريات التربية والتعليم الدخول إلى المنظومة والإفادة منها في تحسين العملية التربوية.
الغد