زاد الاردن الاخباري -
اكدت الامم المتحدة الاربعاء ان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لا يزال قيد الاقامة الجبرية، فيما شهدت شوارع الخرطوم عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الامن، وسط دعوات الى "مليونية" السبت رفضا لـ"الانقلاب".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن “فولكر بيرتس، ممثل الأمين العام في السودان، التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث يقيم حاليا في مكان يحيط به الحرس”.
وأضاف: “أولا وقبل كل شيء نريد أن نري إطلاق سراح كامل لحمدوك.. هو لا يزال تحت نوع ما من الإقامة الجبرية، ولم يطلق سراحه بشكل كامل”.
وأوضح أن “حمدوك لا يملك حرية الحركة، وهو ينبغي أن يتمتع بها”.
واعتقل الجيش قيادات حزبية ووزراء وحمدوك وزوجته، غداة سيطرته على السلطة في البلاد يوم الاثنين. وبالتزامن، قرر القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، واعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة وتعطيل بعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وأفاد دوجاريك بأن بيرتس التقى البرهان، حيث تم نقل الرسالة نفسها التي كررها الأمين العام (أنطونيو غويتريش)، وهي ضرورة عكس المسار الحالي، والعودة إلى العملية الدستورية في السودان.
وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان إن سفراء من فرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، التقوا رئيس الوزراء السوداني في مقر إقامته، اليوم الأربعاء.
وأضافت البعثة على تويتر أن السفراء وجدوا حمدوك بصحة جيدة.
وحاول البرهان تبرير قراراته بالقول، الإثنين، إن “التحريض على الفوضى من قوى سياسية دفعنا للقيام بما يحفظ السودان”، معتبرا أن “ما تمر به البلاد أصبح يشكل خطرا حقيقيا”.
ورفضا لما أقدم عليه الجيش، قرر الاتحاد الإفريقي، الأربعاء، تعليق مشاركة السودان في أنشطته، وجمد البنك الدولي مساعداته للبلاد، ودعت دول ومنظمات إقليمية ودولية إلى ضرورة استكمال عملية الانتقال الديمقراطي.
وقبل إجراءات البرهان، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
ورفضا لما أقدم عليه الجيش، قرر الاتحاد الإفريقي، الأربعاء، تعليق مشاركة السودان في أنشطه، وأوقف البنك الدولي مساعداته للبلاد، ودعت دول ومنظمات إقليمية ودولية إلى ضرورة استكمال عملية الانتقال الديمقراطي.
كر وفر بين المحتجين والأمن
وفي الاثناء، شهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء، عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة.
وظهرت دعوات من نشطاء سودانيين وتجمعات مهنية ونقابية، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الخروج بـ"مليونية" يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفضا لما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري".
وأفاد شهود عيان، بأن عشرات السودانيين خرجوا في تظاهرات متفرقة بأنحاء الخرطوم، خلال اليوم، رفضا لما اعتبروه "انقلابا عسكريا".
وذكر الشهود أن شوارع العاصمة شهدت عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الجيش و"الدعم السريع" (تابعة للجيش) والشرطة.
وأوضحوا أنه بينما كانت قوات الجيش والشرطة تعمل على إزالة المتاريس (حواجز يصنعها المتظاهرون من أكوام الحجارة) لإعادة فتح الطرقات الرئيسية، كان المحتجون يعيدوا إغلاقها بعد رحيل العناصر الأمنية.
كما أحرق المتظاهرون الإطارات في مناطق متفرقة من الخرطوم، خلال ساعات النهار، قبل أن ينسحبوا مع دخول الليل، حسب الشهود.
وعلى الصعيد ذاته، نشر "تجمع المهنيين السودانيين" عبر حسابه على موقع "فيسبوك" صورا لتظاهرات قال إنها "ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري".
وظهر في الصور منشورات ورقية تدعو السودانيين لـ"الخروج في مليونية 30 أكتوبر الرافضة للانقلاب العسكري".
كما تداولت حسابات نشطاء سودانيين مقاطع فيديو لمتظاهرين في الخرطوم، يوجهوا دعوات للمشاركين في الاحتجاجات للخروج في "مليونية 30 أكتوبر".
وفي السياق، جدد بيان مشترك لمنظمات مهنية في السودان، الدعوات لمواصلة الاحتجاجات والعصيان المدني رفضا لخطوات البرهان.
ووقع على البيان 20 منظمة مهنية من أبرزها التحالف الديمقراطي للمحامين، ولجنة أطباء السودان المركزية، ونقابة أطباء السودان الشرعية، ولجنة المعلمين، وتجمع المهندسين السودانيين.
وجاء فيه: "شعبنا العظيم نؤكد لكم أن خروجكم المهيب والعظيم بعد الإعلان الذي أقدم عليه الانقلابيين كان ملهماً وبات أثره واضحاً، وأن العصيان والإضراب العام كان ناجحاً بنسب تفوق توقع الجلاد وحاشيته".
وأضاف: "نحن الموقعون أدناه نتعهد أمامكم بمواصلة الالتحام معكم في التتريس والمظاهرات الليلية داخل الأحياء ومواصلة عصياننا وإضرابنا العام والتجهيز لموكب الثلاثين من أكتوبر والذي ستنشر مساراته لاحقاً".