زاد الاردن الاخباري -
يعيش نادي الوحدات وسواه من أندية المحترفين، حالة حراك قد لا تنتهي الا مع انطلاق صافرة البداية لدوري المحترفين في 5 آب (أغسطس) المقبل، ذلك أن النادي المنتشي بإنجازه المحلي في الموسم الماضي "رباعية الألقاب"، والمتحفز لإنجاز على صعيد كأس الاتحاد الآسيوي بعد أن بلغ دور الثمانية في البطولة، يطمح في المزيد طالما أن الألقاب تسيل اللعاب، وطالما أن النادي اختار لنفسه مكانة تنافسية متميزة.
ومن البديهي أن الوحدات كحال منافسه التقليدي الفيصلي يبحث عن الأفضل سواء على صعيد المدربين أو اللاعبين، وربما كان النادي لامسا "نعمة" الاستقرار التدريبي في الموسم الماضي، وشاعرا بأحوال منافسيه الذين خذلتهم تغييرات المدربين على وجه التحديد.
كثيرون من أنصار الوحدات يضعون الأيدي على القلوب خشية على الإنجاز السابق، ويستشعرون بالخطر المتمثل في عدم القدرة حتى الآن على التعاقد مع مدرب جديد خلفا للكرواتي دراغان، الذي ذرف الدموع قبل إعلان الرحيل، وترك الكثيرين في حيرة من أمرهم ويتساءلون عن سبب الهجرة، هل هي نتاج القبول بعرض آخر أكثر إغراء من الناحية المادية، أم هي بمثابة "هروب" خوفا من عدم تكرار الرباعية، طالما أن بقية الفرق لن تقبل بلعب دور "المتفرج" أو "الكومبارس" أمام "البطل" في مسرح البطولات؟.
لكن الصدمة الجديدة لأنصار "الأخضر" تمثلت في احتمال "هجرة" نجم الفريق وقائده رأفت علي، الذي ينتظر أن يقبل بفرصة احتراف مغرية مع الكويت الكويتي.
كيف سيكون حال الوحدات من دون رأفت علي؟، وهل سيكون في مقدور البقية ملء الفراغ خلف من وصف مرارا بأنه "المايسترو" الذي يعزف أجمل ألحان الوحدات، و"بيكاسو" الذي يرسم أجمل اللوحات الفنية في أرض الملعب؟.
السؤال في مكانه والمخاوف في مكانها أيضا، ومن دون شك فإن الوحدات ربما يفقد "عقله المفكر" في غياب رأفت، الذي بات طاعنا في السن، ومع ذلك فإنه يزداد شبابا يوما بعد يوم.
كثيرون تساءلوا هل من المعقول أن لاعبا بوزن ومهارة رأفت علي لم يجد فرصة احتراف خارجية، في الوقت الذي احترف فيه من هب ودب من اللاعبين، وعادوا إلى الأردن متخمين بالدولارات؟.
وهذا الأمر يدعو إلى التأكيد بأن الأندية وجماهيرها يجب أن تنظر أيضا إلى النصف الممتلئ من الكأس ولا تنظر فقط إلى النصف الفارغ؛ لأن في هجرة بعض النجوم الكبيرة ما قد يجبر الأندية على مشاركة عدد من اللاعبين الشباب والبدلاء، مما يعود عليها بالنفع.
في الموسم الماضي وتحديدا في مرحلة الإياب من الدوري، غاب عن الوحدات عدة أعمدة أساسية لأسباب مختلفة مثل عامر ذيب وحسن عبدالفتاح وعامر شفيع وأحمد عبدالحليم، ومع ذلك حصل الفريق على لقبي الدوري والكأس من دون مقاومة حقيقية من الفرق الأخرى، كما دفع الوحدات بأوراق شابة مثل منذر أبو عمارة وأحمد إلياس وآخرين، وهذا يعني أن الأندية مطالبة رغم سعيها للبحث عن الأفضل، بمنح اللاعبين الشباب فرصا حقيقية لإثبات الوجود، فهذا هو "الاستثمار الحقيقي" والبناء السليم من الأسفل إلى الأعلى.
taiseer.aleimeiri@alghad.jo