زاد الاردن الاخباري -
أعلنت لجنة أطباء السودان الخميس، مقتل متظاهر وإصابة اثنين آخرين في مواجهات شمالي العاصمة الخرطوم، فيما أعفى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المدير العام للإذاعة والتلفزيون في استمرار لحملة التطهير التي أعقبت سيطرة العسكريين على السلطة في البلاد.
وحملت لجنة أطباء السودان في تغريدة عبر حسابها على تويتر “قوات الجنجويد والمجلس العسكري الانقلابي” مسؤولية ما حصل.
وأوضحت أنه "نظرا لصعوبة التواصل يجري التحقق عن أنباء تتواتر عن شهداء آخرين".
وميليشيا الجنجويد متهمة بعمليات تطهير اتني وتجاوزات عدة في إقليم دارفور وقد باتت جزءا من قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو نائب الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي حل الإثنين كل المؤسسات الانتقالية في السودان.
وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع، الخميس، في محاولة لتفريق المحتجين السودانيين الذين يتظاهرون لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على قرارات البرهان ، فيما تتصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين الى السلطة.
وكان المتظاهرون أعادوا، الخميس، نشر العوائق في الطرق لقطعها، بينما أفادت مصادر طبية رسمية بمقتل سبعة متظاهرين على الأقل وجندي منذ الإثنين وجرح 170 شخصا.
فيما أفادت السفارة الأمريكية لدى السودان الاربعاء، بأن الاحتجاجات الشعبية المناهضة للجيش في العاصمة السودانية أسفرت عن سقوط 12 قتيلا و100 جريح منذ الإثنين الماضي.
وفي المقابل، اطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في حي بُرّي شرق الخرطوم. كما شهدت منطقة بحري شمال العاصمة الاشتباكات نفسها.
انتشار امني مكثف
والاثنين، أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية.
وأثار ذلك غضبا في الداخل وانتقادات في الخارج، وأوقف عملية انتقالية بدأت منذ سنتين بشراكة صعبة بين العسكر والمدنيين الذين قادوا انتفاضة عارمة غير مسبوقة أسقطت عمر البشر، وكان يفترض أن تفضي إلى انتخابات وتسليم السلطة الى حكومة مدنية بالكامل.
ولا تزال شوارع العاصمة السودانية تشهد انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع. وتعمل القوى الأمنية على إزالة المتاريس والعوائق التي أقامها المحتجون لإغلاق الطرق. لكن متظاهرين يعيدونها عقب مغادرة قوات الأمن.
وكانت دعوات إلى عصيان مدني شامل اطلقت منذ ليل الإثنين من تجمع المهنيين السودانيين ونقابة الأطباء، ردا على الانقلاب. ولجأ السودانيون إلى ذلك كورقة ضغط قد تسهم في تلبية مطالبهم.
وذكر صحافيون في العاصمة الخميس أن معظم المحال والمؤسسات أغلقت أبوابها في الشوارع الرئيسية ولا يعمل سوى بعض المخابز والبقالين لتأمين احتياجات المواطنين.
ضغوط دولية
تصاعدت الضغوط الدولية على العسكر في السودان الخميس، إذ طالبهم مجلس الامن الخميس “بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون” مبديا “قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة”، وذلك في بيان صدر باجماع اعضائه.
والأربعاء، أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان فيه، بينما جمّد البنك الدولي مساعداته الى البلد الغارق في أزمة اقتصادية خانقة.
كذلك أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تعليق جزء من مساعداتها للسودان. وكانت واشنطن تعهدت تقديم هذه المساعدات بعد أن شطبت السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب في نهاية العام 2020. وهدّد الاتحاد الأوروبي أيضا بتعليق مساعداته.
وحاول الجيش استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي كان أوقف الإثنين، الى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه.
لكن مكتبه قال إنه لا يزال “تحت حراسة مشددة”، مشيرا الى أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”.