زاد الاردن الاخباري -
التقى أكثر من 120 من قادة دول العالم بغلاسكو في قمة تمثل "الأمل الأخير والأفضل" من أجل المناخ في الوقت الذي يعيش اكوكب الارض ظروفا مناخية صعبة بسبب استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاما حيث اعلنت الامم المتحدة ان ذلك سيؤدي إلى احترار "كارثي" بـ2,7 درجة مئوية.
مجموعة العشرين الاخطر على وجه الارض
وأمِل مراقبون بأن يعطي اجتماع قادة مجموعة العشرين، وهي الدول التي تمثل 80 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، زخما قويا لقمة المناخ 26 المنعقدة في غلاسكو بعدما تأجلت لمدة عام جراء الوباء.
من جانبها أعربت كبرى اقتصادات مجموعة العشرين الأحد عن التزامها بحصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقيّة باريس المبرمة عام 2015.
كما اتفقت على وقف تمويل محطات جديدة تعمل بالفحم في مختلف أنحاء العالم بحلول أواخر العام 2021.
ترحيب اممي
وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على تويتر "فيما أرحب بتأكيد مجموعة العشرين التزامها بحلول عالمية، أغادر روما بآمال لم تتحقق وإن كانت لم تُدفن على الأقل".
ولفتت الأمم المتحدة إلى أنه حتى وإن تم الإيفاء بالالتزامات الحالية للموقعين على اتفاقية باريس للمناخ، فسيؤدي ذلك إلى احترار "كارثي" بـ2,7 درجة مئوية.
ويأتي مؤتمر غلاسكو الذي يستمر حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر في وقت تعكس ظروف الطقس الصعبة في مختلف أنحاء العالم التداعيات المدمرة لتغير المناخ الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاما.
الرئاسة المصرية تنشر صورة للقاء السيسي مع الشيخ تميم في غلاسكو (صورة)
خيبة امل
من جانبها، أعربت مجموعات مدافعة عن المناخ عن خيبة أملها حيال البيان الصادر في ختام قمة مجموعة العشرين وقالت نامراتا تشاوداري من منظمة "350.org" غير الحكومية الأحد "على هؤلاء الذين يطلق عليهم قادة القيام بأداء أفضل. لديهم فرصة أخرى في هذا الصدد تبدأ غدا".
خطر صيني هندي
وبينما قدمت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، خطتها الجديدة بشأن المناخ إلى الأمم المتحدة مؤخرا والتي كررت فيها هدفها القائم منذ مدة طويلة ببلوغ الانبعاثات ذروتها بحلول العام 2030، تتسلّط الأضواء حاليا على الهند.
لم تكشف الهند بعد عن "مساهمتها المحددة وطنيا" الجديدة، لكن في حال أعلن رئيس وزرائها ناريندرا مودي عن جهود جديدة للحد من الانبعاثات في خطابه الإثنين، فسيكثّف بذلك الضغوط على الصين وغيرها، بحسب ألدن ماير من مركز أبحاث الطاقة المناخ "E3G".
اخفاقات الدول الغنية
وأما المسألة الأخرى الملحة فتتمثل بإخفاق الدول الغنية في تخصيص مئة مليار دولار سنويا اعتبارا من العام 2020 لمساعدة الدول النامية على خفض الانبعاثات والتأقلم، بناء على تعهد صدر أول مرة سنة 2009.
وتأجل هذا الهدف إلى العام 2023، ليفاقم أزمة الثقة بين دول الشمال، المسؤولة عن الاحترار العالمي، وتلك الواقعة في جنوب الكرة الأرضية والتي تعد ضحية تداعياته.
وشددت ليا نيكولسن بالنيابة عن "تحالف الدول الجزرية الصغيرة" الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ، على أن "التمويل المرتبط بالمناخ ليس عملا خيريا. إنها قضية عدالة"، فيما نددت كذلك برفض الاقتصادات الكبرى التخلي عن الفحم.
وقالت إن التوقعات الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بأنه يمكن أن يصل العالم إلى عتبة 1,5 درجة مئوية قبل عشر سنوات من الموعد المتوقع، أي بحلول 2030، "مرعبة"، خصوصا بالنسبة للأشخاص الأكثر تأثرا بأزمة المناخ والذين يعانون أساسا من التداعيات في عالم ارتفعت درجة حرارته بحوالى 1,1 درجة مئوية.
هل ستنجح قمة غلاسكو من إنقاذ الكوكب وتفادي كارثة مناخية؟ | مجلة ربان السفينة
احتجاجات
تتعالى أصوات حشد من ناشطي المناخ؛ إذ سار الكثير منهم سيرا على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى المدينة الأسكتلندية، التي تحتضن القمة العالمية للمناخ.
وكان في مقدمة المحتجين، الناشطة السويدية البارزة في مجال المناخ غريتا تونبرغ؛ إذ شهد وصولها إلى محطة القطارات في غلاسكو، تغطية إعلامية مكثفة، كما رافقها ضباط الشرطة عبر حشود المحتجين في شوارع المدينة.
وقاد المتظاهرين أعضاء من الحركة البيئية العالمية "تمرد ضد الانقراض"، وهدفها المُعلن هو اللجوء إلى العصيان المدني السلمي لإرغام الحكومات على اتخاذ إجراءات لتجنب نقاط التحول في النظام المناخي، وفقدان التنوع الحيوي، وخطر الانهيار البيئي والاجتماعي، وتعهد بفعل الأمر ذاته في غلاسكو.
وتجمع متظاهرو "تمرد ضد الانقراض"، الاثنين، في وسط غلاسكو، محذرين القادة من أن "عيون العالم" موجهة إليهم. ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "عصر الظلم انتهى الآن بالعدالة المناخية" و "الترحيب باللاجئين بسبب المناخ".
وبينما يرتدون التنانير ويحملون مزمار القربة، حذر نشطاء منظمة أوكسفام الخيرية المقنعون زعماء العالم من أنهم لا يريدون المزيد من "الهواء الساخن".