في هذا المقال لابد من الحذر والتعامل مع الكلمات بدقة واضحة ، كي لا تفسر الامور بغير مكانها ، ويسمح لأصحاب النفوس الضعيفة أن يتقولوا ما يشاؤون من الكلمات .
هو مشهد يومي تشاهده اينما ذهبت ، وخصوصا في المدن غير العاصمة عمان ومناطقها الغربية ، فقد تشاهده في الزرقاء أو اربد ،ومدن الجنوب والشمال ، وخصوصا في المناطق الشعبية وذات الكثافة السكانية .وهذا المشهد هو صورة جلالة الملك عبدالله تعلوا عامود كهرباء أو واجهة محل أو جسر مشاة ، أو عامود اشارة ضوئية ، وفي اسفل الصورة تكتب كلمات بسيطة وهي ( إهداء من ..... لبلدية أو منطقة كذا ) .
إن الشيء الذي جعلني أكتب هذا المقال هو ، وجود أرمة وضعت امام اشارة ضوئية في احد شوارع مدينة الرصيفة ويعلوها صورة جلالة الملك عبدالله وكتب اسفلها ( إهداء من .....) ، هذه الآرمة تغطي على الاشارة الضوئية كاملة للحد الذي يقف عند بداية الاشارة لايعرف متى أصبحت خضراء أو حمراء ، وفي نفس الوقت تجدهم يرفقون اسم الملك بأسماء محلاتهم المخصصة لبيع ( القهوة واللحمة والخضروات والحديد .... ) وحتى بائع ملابس النساء سواء الداخلية أو الخارجية يكتب اسم محلة اسفل الصورة .
إذا من الذي يعطي هؤلاء الاشخاص الحق بالتصرف بمثل هذه المساحات الاعلانية حتى ولو كانت مخالفة لتعليمات وضع اللوحات الاعلانية في البلديات أو المدن ؟ ، هل هم يجدون في صورة جلالة الملك طوق الحماية بعدم نزع هذه اللوحة ؟ ،هل يعتبرون أي اعتراض على وجودها يمثل اعتراض على شخص الملك نفسه ؟ ، ومن اعطاهم الحق بأن يظهروا ولائهم أو انتمائهم للبلد بهذه الطريقة العشوائية والغير حضارية ؟.
في سنوات ماضية وفي دول مجاورة كن نعيب على شعوبها أنها كانت تعرف من كثرة صور حكامها المعلقة في كل مكان ، بل وصل الحد بنقدنا لها أنها شعوب أصبحت تؤله الشخص وتتمادى بذلك ، وكنا نطلق النكات من مثل ، هل تعرف كم هي عدد صور الحاكم في شوارع البلد الفلاني ؟ .
وأذكر انه في زمن ليس بالبعيد خرج اقتراح أو شبه قانون يمنع أو يحد من استخدام مثل هذه الطريقة في الاعلان كونها تمثل حالة من التشوه البصري وتعيق الرؤية في الشوراع ، وتشتت من انتباه السائقين والمشاة ، ماذا حدث لهذه القانون أو الاقتراح ؟ .
وسؤالي الاخر هو لماذا تتواجد مثل هذه اللوحات في مدن غير العاصمة عمان وضواحيها الغربية ؟ ، هل السبب في أن هناك اشخاص يتطاولون على القانون مستندين بذلك على حرمة أو ممانعة نزع اللوحة كون عليها صورة جلالة الملك ؟ ، وهنا اختم مقالي بكلمة واحده فقط .. ماهكذا ارادها ابا الحسين يا شعب !!