تمر المجتمعات الإنسانية بفترات في تاريخها تكون صفتها الغالبة الإضطراب والفوضى وانعدام الامن وينعكس هذا على نفوس الأفراد في أشكال من الخوف والقلق والضرر والعداونية والعنف .
فالحروب دمرت السلام داخل النفوس وبالتالي أثرت على العلاقات والتعايش بين اطياف المجتمعات والطوائف . إن فكرة التعايش والمطالبة بها في المجتمعات عامة والسلوك الذي يخالف هذه المطالبة زادت غربتي وغرابتي . أليس الإنسان مهما كان لونه وموطنه وعقيدته وطبقته يعيش مع أخيه الإنسان ( ابن آدم ) على رقعة واحدة ( الأرض ) ؟ أليس الإنسان من يطالب بالتعايش يسبقه احساس وشعور بالإنفصال في اللآوعي ؟ أليس الانسان في الإرض يتعامل مع أخيه من دينا أخر فقط بحواسه الخمس ؟دون الأبعاد الأكثر رقيا . إنما الملاحظ أن بعض الشعوب والأفراد تجيد النسيان والتجاهل ويستملكها غرور القوة وكبرياء العز وصفاء الجلد وبياضه ونوع الدم . ألم تتساءل هذه النماذج التي تتخاصم في عقائدها وأفكارها وتتقاتل وتحسن إشعال نار الفتنة عن طرح سؤال لعالم في التاريخ او علم النساب على شرط عدم تحيزه يا ترى من جدنا أو أباؤنا قبل 500 عام او قبل 200 عام او اكثر ؟؟ فربما تكن الإجابة ان احدهم كان مسيحيا او يهوديا او مسلما او بوذيا او مجوسيا ....
إنما نعمة النسيان ظللت العقل البشري وقصور المعرفة سيج الإيمان فاتخذ المرء فكره العقائدي حصناٍ وسلاحاً يشهره ضد أخيه الإنسان معتقدا ان من حقه ان يمتلكه ويسلب حريته ويكرهه على
مبادئه ويزدريه إذا خالف ما يؤمن به بل يقتله ؟؟ أو يجعل من ذرائعه جسرا يسير عليه بسرعة متهورة وحكم مسبق وقسم العالم الان الى محورين محور الخير والشر حسب معاييره النفعية والشخصية مستثنيا العلم والاديان واحترام العقل البشري .فيا ليته تفكر بمعنى كلمة السلام والعدل ليمنح القوة لكلمة التعايش فربما كلمة السلام تستخدم بطربقة إيديولوجية اومصالح شخصية ونفعية ؟؟ فاسم الله السلام دعوة من السماء الى اهل الارض تبين مسؤولية هذه الكلمة وقيمتها .
دعوة من السماء الى من اختلفوا فيما اختلفوا ان نجتمع معا تحت مظلة السماء التي تظلنا جميعا بلا استثناء .
اذكر في التاريخ أنهم نبذوا هتلر وفرعون ونيرون ... إنما أحسنوا محاكاتهم وقلدوهم بصور مختلفة وتفننوا في أليات لاتخطر على بال نيرون وهتلر الان ؟؟؟
ربما بقينا مذبذبين حيارى ونطلب السلام والعدل وما إليه . من سبيل . فدواعي الهوى والجهل والفتن خفيفة على النفس اليس عصرنا كل شيْ قائم على السرعة والخفة . وخلاف ذلك علينا ثقيل
ويخفف من التضخم الإنساني وغروره وقوته .
الى هؤلاء الذين أحسنوا النسيان لمبدأ السلام والتعايش من إي أخوة كانوا وتحت إي عقيدة اعتنقوا أقدم ما قاله زهير بن أبي سلمى :
ثلاث يعز الصبر عند حلولها ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد يحبها وفرقة إخوان وفقد حبيب
أقول معه إلى كل من شحت أنفسهم عن معنى الإنسانية الى الله أشكو لا الى الناس انني ارى السلام في الارض تسلب منه اللام ويقدم السام ( الموت ) لمن يحسن المساومة بأرواح البشر والحيوان والزرع والتضحية بالأخرين وبالطبيعة نفسها .
أقول لهم لقد غمدت كلمة ( الحب ) بحرف الراء فيزداد طولاً ليتحول إلى كلمة ( الحرب ) حقاً أحسنتم صناعة الحرب وهدر الدم .
أنما أعذركم فمن جهل معنى السلام والإنسانية وتقوقع في أصداف التعصب الأعمى وطلب الحرية بأجنحة وأرواح الآخرين ولون الدم بخرافاته وصبغ الإنسان وفق جلده واغتصاب الارض والعرض
يحتاج وقتاً ليفهم وليعيش تجارب أخطاءه ويحتاج علما وفكراٍ ليتعلم كيف يتعارف ويتعامل مع أخيه الإنسان في أنحاء الكرة الأرضية . إنما هناك لذة للمتاهات والأنفاق التي غاب منها النور
كالخلد يبني بدون ان يبصر ولذا بناءه دائما تحت الأرض .
أعذركم لإن من نام فكره وعقله بجسد يتحرك نشطاٍ هو حالماً وطائراً في اي لحظة يسقط ..
أعذركم لإنكم نيام إنما الأدهى عندما تستيقظون فماذا سوف ترون ربما نيرون او هتلر او فرعون
فأنتم صنعتم هؤلاء مرة أخرى .
إنما من يصنع السلام يعتذر من نجوم السماء وعمالقة الفكر الإنساني الى ابراهيم عليه السلام
وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ويعتذر من أخو الإنسانية غاندي ومانديلا والام تريزا وصانع جائزة نوبل يقول لهم إليكم أعتذر أننا قصرنا وحرمنا معنى السلام والتعايش والحب وركبنا سفينة السام والهوى والجهل والوهم وحولنا الحب حربا ... وحمل كل منا منظاره الخاص بدون ان يرى الأخرين ( قصر في البصر والرؤية ) أصبح كل منا يتشدق بانه شعب الله المختار بدون ان يقدم الحقوق ويعرف الواجب فمن كان مختارا بهذه الطرق الهمجية
وسلب حق الإنسان عليه ان لا يسوق الدين لصالحه ومصالحه فالدين من السماء التي تتلألأ بنجوم تخطف البصر ولا تخطف الحياة وليخفف من كلمة الديمقراطية نغمة ربما لو سمعها بيتهوفن ورأى مخالفة السلوك لشعار لفضل ان يبقى أصم ويعيش مع إبداعه .
والى العلم الذي لم ينقذ الانسان من معضلة السلام فقط انت رايت النجوم في السماء بأفضل المراصد ولكنك لم تصنع مراصد لنرى نجوم النفس التي تعشق السلام قولا وفعلا فربما تعلمنا ماحرمنا منه .
وأخيرا لما كتبت هذا الموضوع لو استقصينا وجود هذه الكلمة في الاعلام والحديث بين الافراد لما شبع الورق منها انما واقع الحال الارض بدأت مزروعاتها تروى بدماء أبرياء وجماجم تعد في رفوف ربما كان الفراعنة اكثر احترام للجسد عند وفاته فنحن الان نحسن عد المال وكم مات من الحروب الساخنة .
وكم سيموت من الحروب الباردة . ولنخفف من كلمة غزو الفضاء ( مترادفه تخالف المعنى الآنساني ) ربما قاموسهم كما اذكر لا يعرف السلام , لان هذا المكان لم يلوث بعد فارجو ان يبقى في سلام فهو رحلتنا الاخيرة بعد الارض .
فمتى تعود اللآم والراء .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
Wafaazagmail.com