زاد الاردن الاخباري -
شهدت شوارع العاصمة العراقية بغداد مساء الأحد، انتشارا لدبابات ومدرعات الجيش غداة محاولة الاغتيال التي استخدمت فيها طائرات مسيرة واستهدفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فيما توعد الاخير مدبريها قائلا "نعرفهم جيدا وسنكشفهم".
وقالت قناة روسيا اليوم ان العشرات من دبابات الجيش انتشرت في بعض شوارع العاصمة، وتجولت في محيط المنطقة الخضراء حيث مقر إقامة الكاظمي، وذلك بأمر من الاخير.
وأضافت ان ذلك ترافق مع انتشار كبير للقوات الأمنية، كما حلقت طائرات الجيش في أجواء العاصمة، فضلا عن انتشار مجموعات من أجهزة الاستخبارات.
وقال مصدر في الشرطة في وقت سابق ان هذا الانتشار يأتي تحسبا لوقوع أي "طارئ" خلال الساعات المقبلة.
وقال ضابط في شرطة بغداد إن "قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي انتشرت في منطقة الكرادة وأحياء قريبة في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد".
وأضاف أن "القوات انتشرت بكامل قوتها وأسلحتها من ضمنها الدبابات والعربات العسكرية من نوع هامر، وذلك تحسباً لوقوع أي طارئ في الساعات المقبلة بعد محاولة اغتيال الكاظمي".
ويأتي هذا التطور إثر محاولة اغتيال الكاظمي فجر الأحد عبر ثلاث طائرات مسيرة محملة بمتفجرات؛ تم إسقاط اثنتين منها، وسقطت الثالثة على مقر إقامة رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
واسفرت هذه المحاولة عن إصابة عدد من حراس الكاظمي، وفق الجيش العراقي.
"نلاحق مرتكبي جريمة الأمس"
وفي الغضون، توعد الكاظمي بـ"ملاحقة مرتكبي جريمة الأمس"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف مقر سكنه في بغداد، مؤكدا "نعرفهم جيدا وسنكشفهم".
وأكد خلال جلسة الحكومة العراقية إن "هناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق ويريدها دولة عصابات"، مضيفا "ونحن نريد بناء دولة".
وقال رئيس الوزراء إن "يد العدالة سوف تصل إلى قتلة الشهيد العقيد نبراس فرمان ضابط جهاز المخابرات الوطني العراقي"، الذي قتل قبل أشهر في بغداد، وانتشرت إشاعات عن تبني إحدى المنصات الإعلامية للمسؤولية عن مقتله.
وأكد ان "بلدنا يمر بتحديات عدة ليست وليدة اليوم وليست نتاج هذه الحكومة وتمكّنا من تفكيك وحل الأزمات الاقتصادية والصحية"، مضيفا أن "نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة".
وانزلقت تظاهرات الجمعة، اشترك فيها مناصرون لأحزاب سياسية عراقية تمتلك أذرعا مسلحة، إلى العنف في بغداد، مما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين، تبين فيما بعد إنهما ينتميان لحركة "عصائب أهل الحق".
وقال الكاظمي "أمرنا بفتح التحقيق الفوري في الأحداث التي حصلت مع المحتجين أمام المنطقة الخضراء وسنضع أي متجاوز خلف القضبان ونقدمه للعدالة".
وأكد "حاربنا الفساد ولن نتوقف عن ملاحقة الفاسدين ولن نسمح بأي توسط لهؤلاء ولن يفلتوا من العدالة"، مضيفا "منعنا انزلاق العراق في حرب إقليمية وتمّكنا من العبور بالبلد إلى بر الأمان".
وقدم الكاظمي شكره إلى "قادة وزعماء المنطقة والعالم الذين اتصلوا أو أرسلوا رسائل أو أصدروا مواقف تتضامن مع الدولة العراقية"، كما شكر "كل القوى السياسية التي عبرت عن دعمها لمفهوم الدولة إزاء اللا دولة".
ووصف الرئيس الأميركي، جو بايدن الأحد، الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء العراقي بـ"الإرهابي" وأعرب عن إدانته الشديدة للحادث.
وترأس الكاظمي، الأحد، اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة تداعيات محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، وتعهد بملاحقة منفذي العملية.