-------
اختارت الحركة الاسلامية النائب السابق محمد البزور كمرشح لها لمنصب نقيب الصيادلة ، وفيما يلي اضاءة تحليلية للخبر
-------
يبدو ان تجارب الحركة الاسلامية في نقابة الصيادلة هي الاسواء في مشاركاتها في كل الانتخابات النقابية الاردنية على الاطلاق ، فهي تمتلك
اسماءً لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ، لا تمتلك الا ان تختار من بينها ، وفي غالب الامر فجميع الذين ترشحوا بتمثيل الاخوان المسلمين مباشرة دون الرجوع للحسابات اللوجستية على واقع اعضاء الهئية العامة للنقابة قد خسروا باستثناء واحد ، و هي خسائر كبيرة كان التيار الاسلامي احوج ما يكون لمراجعة حسابه في ذلك لكنه لم يفعل..!
بالامس اختار التيار الاسلامي شخصية (اخوانية!) محافظة ليس لديها في حدود علمي اي امتداد انتخابي مع الهيئة العامة يجعلها شخصية توافقية كما هي حال اخر تجربة ناجحة للنقيب السابق فضل نيروخ والذي فاز مرة وخسر مرة اخرى تباعا ، فيما بقية التجارب التي شهدُتها خلال فترة الانفتاح الديمقراطي الاردني ، كلها تجارب فاشلة ، ليست تجربة الامس التي تشهد ترشح السيد محمد البزور بافضل حالا من التجارب الفاشلة تلك ..!
فاز بدورات عديدة السيد عبدالرحيم عيسى وهو لا ينتمى للتيار الاسلامي الا باعتباره مدعوما او توافقيا معه ، ومرة واحدة فاز فضل نيروخ كذلك وكان توافقيا بين جيلين من اعضاء النقابة ، وبين تيارين كان اقرب بدينميكته المعروفة الى الاعتدال بينهما ، لكنه عاد وخسر اذ رسم التيار الاخر شكله على نحو لا يقبل التعادلات او التحالفات..!
المهم ان السيد محمد البزور الذي رشحته الحركة الاسلامية وافرزته باسم التيار الاسلامي ، وهو نائب سابق فاز مرة بمجلس النواب وخسر مرة لكنه ليس من نواب الدرجة الاولى للاخوان المسلمين ، او بصورة ادق لم يكن من النواب القياديين للاخوان ، بل كان شخصية افترضتها ظروف الانتخابات النيابية في اربد لاسباب تتتعلق اكثر في وجود مرشح يمثل مخيمات اربد كما هو معلوم..!
اعتقدت الحركة الاسلامية ان ترشيح شخص ممثلا للحركة الاسلامية خارج اعراف التحالفات المهنية و الحضور و العلاقات من الممكن ان يجعل حض المرشح جيدا ، فقط لانه من الحركة الاسلامية ، وقد شهدتُ شخصيا وانتخبت السيد طلال البو في فترة حضور قوي للحركة الاسلامية قبل اكثر من عشر سنوات ، ورغم انه عضو شبه دائم بمجلس النقابة ويتمتع بعلاقات واسعة وانتمائه ايضا لقطاع صيادلة عمان الاقوى ، لكنه خسر وخسر من بعده السيد احمد عيسى في ظروف مشابهه..!
اعتقد ان ما حصل من ترشيح السيد محمد البزور بتوجيه مباشر من الحركة الاسلامية للتيار الاسلامي الاوسع قليلا وليس اكثر من الاخوان بكثير ، فاجمالي الحضور للتيار الاسلامي في الانتخابات التمهيدية تلك لا يتجاوز 150 صيدلانيا باخوانهم وغير اخوانهم، هو ترشيح اخواني فقط وليس ترشيحا نقابيا اذ صح التعبير ، ولا يأخذ بعين الاعتبار العوامل الانتخابية ، ولعله يفتح شهية المنافسين من التيارات الاخرى للترشح ، والذي ستشهده الايام القادمة ، فالفرصة قد فتحت الباب على مصراعيه امام الحرس القديم من لاسماء المعروفة في النقابة ، والكل سينظر لمنصب النقيب القادم بانه اصبح سهلا وعلى مرمى حجر لكن من غير مرشح الاخوان..!