زاد الاردن الاخباري -
كشف دراسات علمية لفريق فيزيائي من جامعة الطفيلة التقنية تسجيل أعلى قيمة إشعاعية (غاما) لجرعة إشعاعية في العالم ككل وفي الأردن بشكل خاص في منطقة حمامات عفرا المعدنية في محافظة الطفيلة، بلغت نحو (1000) مايكرو غري لكل ساعة.
وبين رئيس الفريق الدكتور عبد الوالي العجلوني بان النتائج التي توصل إليها الفريق عبر نحو 20 دراسة علمية نفذت على مدار السنوات الماضية على الينابيع الساخنة في جنوب الأردن والمناطق البيئية الأخرى، كانت مفاجئة من حيث كميات الجرعات الإشعاعية.
وقال انه حسب الدراسات الأولى من نوعها والتي دعمت بعضها مؤسسة عبد الحميد شومان ، فان مياه الينابيع الجبلية الطبيعية في عفرا تعتبر مياه قلوية خالية من المعادن الحمضية وغنية جدا بمضادات الأكسدة (الالكترونات) وكمية الأكسجين الزائد، في حين أثبتت خاصية علاج عدة أمراض لمكوناتها وميزاتها الإشعاعية العالية الطبيعية، حيث قدرت الجرعة الإشعاعية في الهواء بحوالي، (1.5 مايكرو غري /ساعة) في حين المعدل الطبيعي المعتاد في المناطق المماثلة الأخرى اقل من هذا الرقم.
وقارن الدكتور العجلوني بين النتائج التي رصدتها أجهزة دقيقة في عفرا والأخرى التي سجلت عالميا وكانت أخرها في البرازيل بحوالي 90 ما يكرو لكل ساعة وفي إيران 17 مايكرو غري.
وقال أن وجود النشاط الإشعاعي في حمامات عفرا يسهم في المساعدة في معالجة الكثير من الأمراض وتحسين صحة الإنسان، إذ أن الدراسات أثبتت فعالية هذه الجرعات الإشعاعية الطبيعية في تحسين مستويات الصحة العامة، حيث تحتوي المياه المعدنية في عفرا على غاز الرادون المشع وعنصر الحديد وعناصر معدنية وغازية توجد بكميات قليلة في هذه المياه، مثل البروميد، اليود، المغنيزيوم وهي محور الأهمية العلاجية لهذه المياه.
وقال تبين من خلال الدراسات تأثيرات هذه المياه على معالجة الأمراض الروماتزمية المزمنة وكذلك تعمل على زيادة افراز حمض البوليك من الدم (عند مرضى النقرس) ومنشط للغدد الصم والجهاز العصبي وذلك في الابحاث التي وردت من قبل الأطباء في الدول الأوروبية، كما تبين تأثيرها الايجابي على بعض الأمراض النسائية المزمنة.
ولفت إلى إمكانية الاستفادة من هذه المياه في المساعدة بعلاج بعض أنواع الأمراض الروماتزمية وآلام وتيبس العضلات وبعض أمراض الجهاز العصبي وإصابات الجهاز الحركي بعد الإصابات والكسور وبعض انواع فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وبعض حالات الالتهابات النسائية المزمنة وتأهيل الاصابات الرياضية وخصوصا بعد إجراء العمليات الجراحية بالاضافة الى الاستجمام والنقاهة للأشخاص السليمين.
وأوضح أن جرعات من الإشعاع المؤين تكون مفيدة لنمو وتطور الأحياء، وزيادة الخصوبة والصحة وطول العمر الافتراضي، كما تظهر تحسينات معينة في وظيفة الجهاز العصبي، ومعدل النمو وبقاء الشباب والتئام الجروح ، وزيادة المناعة ومقاومة العدوى والأمراض الإشعاعية.
وتابع بان الحاجة ماسة إلى إجراء دراسات تفصيلية أخرى لمعرفة تركيز المواد المشعة في مياه الينابيع الحارة والرواسب الحديثة وعلاقة ذلك بالصخور التي تتخللها والتي يعتقد بأنها صخور المصدر للعناصر المشعة.
وبين ان هذه الدراسات نفذها نخبة من الأساتذة إلى جانبه وهم الدكتور بلال سلامة والدكتور أسامة أبو الهيجاء والدكتورة منال عبد السلام، وبحثت في الآثار الاشعاعية على البيئة في مناطق جنوب الاردن والجرعات الإشعاعية في الحمامات المعدنية في المملكة، ابتداء بحمامات عفرا، ومن ثم الطريق الصحراوي من الطفيلة إلى العقبة ومنطقة العقبة مياهها وبرها، وأخيرا دراسة الواقع الإشعاعي لساحل البحر الميت التي أجريت بالتعاون مع قسم الفيزياء في جامعة الحسين.
ودعا المشاركون في هذه الدراسات الحكومة الى إيجاد مركز بحثي مستقل متخصص بشؤون البيئة في جنوب المملكة، حيث ان المنطقة التي تحوي معظم الصناعات التعدينية في الأردن من فوسفات وبوتاس وزيت صخري ويورانيوم وغيرها ألا أن المراكز البيئية البحثية تعمل في عمان ولا تجرى الدراسات عن البيئة في المنطقة إلا على استحياء.
بترا