خسائر في شركة الكهرباء الوطنية وعجز تجاوز 45 مليون دينار ، مشكلة عمال الزراعة وطردهم إلى الشارع بلا رحمة ، وكأنهم عاملين في دولة أخرى وليسوا بأردنيين ولا يعملوا في وطنهم ، فساد مالي كبير في نفس الوزارة ولغاية الآن لم تظهر الخفايا وبواطن التحقيق بشكل علني ، وزارة التربية قامت يوم أمس بحرب باردة على أعصاب المواطنين ودمرت كل لحظة فرح كانت كفيلة بموت أولياء الأمور وانتحار الطلبة ، ومن المسئول ولا كلمة اعتذار ولا مواساة والفرحة الوحيدة التي كان ينتظرها أصبحت نقمة وضرب من الخيال ، ضرائب جديدة ورفع للأسعار في كل مكان أصبح منهج حكومي قليل التكلفة وكأن أصحاب المعالي الوزراء أصحاب نظرية الجباية ليسوا من الشعب أو من أبناء الأردن ، وهم يقرون كل يوم خطط وقرارات جديدة تقض المفاصل وتنبئ بمزيد من الفقر والتشرد والجوع .
الضغوط الاقتصادية التي تعيشها الحكومة لا ذنب للمواطن فيها سوى أنه جزء من هذا الوطن الذي نعشقه ونحبه ، هذا المواطن الذي تآكل من رأسه وحتى أخمس قدميه و اهترت جيوبه ومدخراته وجلس على الأرض وليس تحته أي سند ، وعلى ماذا بعد ذلك ستفرض الحكومة ضرائبها ، على شم الهوا وعلى النفس الذي يخرج منا ، لم يبقى إلا أن تقوم الحكومة بملاحقة الميتين بـأثر رجعي لمحاسبتهم وفرض المزيد من الضرائب عليهم وعلى أكفانهم .
أصحاب الملايين في تزايد وأصحاب الملاليم في تضاعف ، وكل مليونير جديد مقابل مليون فقير آخر ، إلى متى سيستمر الشعب يتحمل فساد وفشل المسئولين في إدارة شؤون وزاراتهم ومؤسساتهم . عجز الموازنة ارتفع من 685 مليون دينار إلى 1015 مليون من المسئول ولماذا لا يتم محاسبة من تسبب بذلك ، أليس هو من أوصلنا إلى هذه النتيجة وهذا الوضع المأساوي ، هذا الاستهتار في العمل العام لمصلحة من ، وهو الذي سيوصلنا إلى أسوأ مما وصلنا إليه الآن والأيام وملامحها تبدي ذلك .
كل الحكومات تنفق على شعوبها إلا شعبنا هو من ينفق على حكومته وبسخاء منقطع النظير أصبح هذا المواطن له حصة في سيارة كل وزير ، وفي منزل كل نائب ، وفي مزرعة كل مدير ، وهو مازلت تلاحقه الديون وتعصف به إلى أسفل السافلين ، المنصب العام هو فرصة للاستغلال وتعبئة الكروش المتدلية على الركبتين ، وملئ الجيوب والأرصدة على حساب هذا وذاك .
نقول في الآخر حسبنا الله ونعم الوكيل واحذروا من ثورة الجياع .
الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
جامعة الخرج
Nsour_2005@yahoo.com