خاص – عيسى محارب العجارمة – سوق السكر احد أجمل أسواق عمان عاصمة الأردن , يزداد جمالا كلما صدحت سماعة المسجد الحسيني الكبير بتكبيرة آذان الفجر، كزغرودة بعرس شهيد أو غيمة ماطرة فوق سد مأرب ، أو شدو سرب حمام من بغداد إلى الصين .
وتأبى حوانيت هذا السوق إلا أن تجوب حنايا الروح ، صوب صهيل الخيول الأندلسية المشرقة كشمس اليوم الآخر ، فحينما يزدحم صحن المسجد الحسيني الكبير بالمصلين يوم الجمعة الأغر ،تزدان الشوارع الضيقة حوله كسوق السكر بالكرتون المقوى ليكتمل المشهد الإيماني الوطني الكبير ، وكأنه الحرم المكي أو المسجد النبوي أو ساحة الأقصى ، ذاك هو مسجدنا العماني الكبير .
طوابير الرضا والصبر والانتظار الرتيب ، تتزاحم بذرى مآذن الحسيني الكبير ، وشارع سوق السكر الحديقة الإيمانية الغناء ظهيرة كل جمعة جامعة صابرة محتسبة بوطن الصبر والرضا ،عسى الله أن يفرج كربها وكربتها فعلى الله المعول ومنه الأمل فهو العالم بالحال والأحوال وليس لها من دونه كاشفة .
فللعواصم كلمتها وللمساجد حرمتها وللمآذن روحانياتها وللشعوب غضبتها المضرية العفراء وللطغاة نهايتها ، أما صوت الصمت والخنوع والخضوع فقد ولى بلا رجوع بزمن الجوع والدموع والعيارين والشطارين والمنافقين وكل إخوان الشياطين ، فالناشطين والمفكرين والأدباء وأئمة المساجد وأرباب البيع والكنائس وحوانيت سوق السكر وكل عامل وكادح أولى بتصدر المشهد الوطني والسياسي والفكري ولغة الشارع هي ساحة الحسم والفيصل وعليها بعد الله المعول .
قد أكون خرجت عن طوري الذي تعاهدت منذ بداية الكتابة الفاعلة ضمن المشهد الإعلامي الوطني ولكن لكل بداية نهاية ، فالأمور ليست كما نوهم الناس على ما يرام وبطانة السؤ استمرأت صمتنا النبيل ووجعنا المهيب فلمزت من قناتنا إننا بالمجيبة أو الجيبة الخلفية الصغرى .
ويشهد الله وكل كتاب مقدس أننا الأوفياء المحبون الأولياء لولي الأمر ولكن لا سمع ولا طاعة لبطانة السؤ ، فهم في كل واد يهيمون من اكسبو لقناة الخلاعة والمجون والوطن البديل ، فما هكذا تساس الشعوب ولا كذا تقاد الأمم ولا بد من أن نقول بخاتمة المسك جمعة مباركة للشعب العظيم وان غدا لناظره قريب ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .