زاد الاردن الاخباري -
أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن السبت، مقتل 186 حوثيا في غارات شنها غرب وجنوبي مأرب (وسط) خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما قال المجلس الانتقالي الجنوبي أن رئيسه عيدروس الزبيدي تلقى دعوة لزيارة الرياض.
وقال التحالف في بيان ”نفذنا 42 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا في صرواح والبيضاء خلال الساعات الـ 24 الماضية“، موضحا أن ”الغارات الأخيرة تركّزت على الخط الأمامي للجبهة غرب مأرب، قرب مدينة صرواح الأثرية، وعلى محافظة البيضاء“.
وأشار إلى أن ”عمليات الاستهداف شملت تدمير 17 من الآليات العسكرية والقضاء على 186 عنصرا إرهابيا“.
والأربعاء الماضي، أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية، مدعومة برجال القبائل، نجاحها في استعادة السيطرة على مواقع كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثيين بمدينة حريب جنوب محافظة مأرب، وفقًا لما أعلنه المركز الإعلامي للقوات اليمنية المسلحة.
وقال إعلام الجيش اليمني عبر حسابه على ”تويتر“، إن ”قوات الجيش استعادت عددًا من المواقع التي تتمركز فيها ميليشيات الحوثيين في جبهة حريب جنوب محافظة مأرب“.
وأضاف: ”استدرجت قوات الجيش مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثيين إلى كمين محكم جنوب مأرب، ليسفر ذلك عن مصرع أكثر من 17 عنصرًا، واستعادة أسلحة متوسطة وخفيفة“.
وتمكنت القوات الحكومية من كسر هجوم شنته ميليشيات الحوثيين ضد جبهة صرواح غرب محافظة مأرب يوم الأربعاء، ونجم عن ذلك مصرع وإصابة العشرات من عناصرها، إضافة إلى أنه تم تدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها.
يشار إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران، يواصلون منذ فبراير الماضي، هجماتهم على محافظة مأرب الغنية بالنفط، على الرغم من كافة الدعوات الأممية والدولية المحذرة من المخاطر التي تهدد أمن وسلامة آلاف النازحين من أطفال ونساء، وفي مقابل ذلك تتصدى القوات الحكومية اليمنية وأبناء القبائل والمقاومة لتلك الهجمات، بإسناد من طيران التحالف العربي.
نازحون في العراء
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول يمني السبت، أن آلاف الأسر النازحة حديثا بمحافظة مأرب تعيش في العراء دون إيواء وسط ظروف بالغة الصعوبة.
جاء ذلك على لسان وكيل محافظة مأرب عبدربه مفتاح خلال توزيع مساعدات إيوائية للنازحين بمأرب، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وذكرت الوكالة أن "المشروع الذي جاء بدعم سعودي، ويستهدف 1000 أسرة نازحة من المهجرين حديثا من مديريات مأرب الجنوبية، ويشمل توزيع 1000 خيمة و 1400 حقيبة إيوائية متنوعة".
وقال مفتاح إن "هناك الآلاف من الأسر ممن هجرتها المليشيات الحوثية مؤخرا من مديريات مأرب الجنوبية، لا تزال تعيش في العراء وتفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة".
ودعا مفتاح "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (سعودي حكومي) وكل شركاء العمل الإنساني إلى تقديم مزيد من الدعم وتوسيع تدخلاتهم العاجلة في مجالات الإيواء والغذاء والمياه والصحة".
وشدد على "ضرورة استهداف كل الأسر التي أجبرتها المليشيات الانقلابية على التشرد والنزوح مؤخراً جراء استمرار تصعيدها العسكري في مناطقهم وتكثيف قصفها المتواصل على قراهم ومنازلهم".
والثلاثاء، أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، أن التصعيد العسكري في محافظة مأرب أدى لنزوح أكثر من 93 ألف شخص؛ خلال شهري سبتمبر /أيلول وأكتوبر /تشرين الأول 2021 .
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/ آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
دعوة للسعودية
على صعيد اخر، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في بيان السبت، أن رئيسه عيدروس الزبُيدي تلقى دعوة من السعودية لزيارة الرياض.
ورحب بيان المجلس بهذه الدعوة مؤكدا "تعاطيه الإيجابي معها"، ومثمنًا "حرص الأشقاء في المملكة على توحيد الجهود"
وأعرب البيان "عن تقدير المجلس لكافة الجهود الرامية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب المحررة".
وجدد "التزام المجلس بكل ما من شأنه توحيد الجبهة الداخلية للتصدي للتمدد الإيراني وأذرعه المليشياوية في المنطقة".
وأكد، "موقف المجلس الثابت من الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في التحالف العربي"، منوهًا إلى أن "العلاقة مع الأشقاء في دول التحالف العربي ستظل إستراتيجية راسخة تحكمها القواسم المشتركة والمصير الواحد".
ووقع المجلس الانتقالي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في الرياض اتفاقًا مع الحكومة اليمنية الشرعية برعاية سعودية ودعم أممي، بهدف حل الخلافات بين الطرفين.
ورغم تشكل حكومة مناصفة في 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلا أنه لم يتم إحراز تقدم ملحوظ في مسألة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، خصوصا دمج كافة القوات تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، أعقبها تدهورًا كبيرًا ومريعًا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين في المحافظات الجنوبية المحررة.
ولا يزال "الانتقالي" مسيطرا عسكريا وأمنيا على عدن ومناطق أخرى جنوبي البلاد.
وبجانب الصراع بين الحكومة والمجلس الانتقالي، يعاني اليمن، منذ نحو 7 سنوات، حربا مستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين، المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ سبتمبر/ أيلول 2014