مرة أخرى .... رجعت الحكومة لعادتها القديمة !!
الأستاذ الدكتور :يوســـــف الجعافرة / نائب رئيــــس جامعة الإسراء
أصل المثل رجعت حليمة لعادتها القديمة !!! وحليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم ,كما اشتهرت هي بالبخل , ولكي يعلمها زوجها الكرم فقد اخبرها أن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في الطبخ , زاد الله بعمرها يوماً, وهكذا تعودت يدها على السخاء, حتى صار طعامها طيباً, ولكن شاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد, حتى تمنت الموت, وأخذت تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت . ينطبق المثل على قرارات بعض الوزراء في الحكومتين الأولى والثانية لدولة الدكتور معروف البخيت فيما يخص موضوع الاختيار لشغل مناصب الوظائف العليا في الدولة من خلال اللجنة الوزارية التي يعلن عنها بعيد تشكيل كل حكومة حيث تتعالى أصوات الحكومة دفاعا" عن حقوق الأردنيين وتكافؤ الفرص والعدالة والشفافية والنزاهة و ...و....... الخ.
لقد تشرفت بالخدمة في سلاح الجو الملكي الأردني بمعية العقيد آنذاك ( دولة الدكتور معروف البخيت ) قبل ثلاثة عقود من الزمن، وكان مثالا للضابط الأردني في الإخلاص والأخلاق وكنا نردد معا شعارا" واحدا" وهو ( الله الوطن الملك ) ولا زلنا ، كما تزاملت مع دولته عندما كنا ندرس الدكتوراه في بريطانيا ( كل في اختصاصه)، كذلك تشرفت بالخدمة في جامعة مؤتة بمعية الجنرال الباشا آنذاك ( دولة الدكتور معروف البخيت ) قبل عقدين من الزمن، عندما عمل نائبا" لرئيس الجامعة للشؤون العسكرية، وكنت اعمل حينها عميدا" لكلية الهندسة ، واستمر التواصل مع دولته لتاريخه بكل صدق ومحبة ومودة واحترام. وخلاصة القول بان الرجل أردني حتى النخاع بكل ما تعني الكلمة. شهادة أسال عنها أمام الله عز وجل يوم الموقف العظيم، حيث لا ينفع مال ولا بنون.
أدرك تماما" ثقل المسئولية والأعباء الملقاة على كاهل دولته في هذه الظروف الاستثنائية ( وللحقيقة إنني تفاجئت حول صحة دولته الشخصية قبل شهرين عندما شرفنا بزيارة لتقديم واجب اجتماعي، وحين الاستفسار ، أجابني شخصيا" بان السبب هو قلة النوم و الطعام). للأسباب أعلاه فأنني لا أريد فتح أبواب أضافية في الوقت الحاضر وأتمنى أن يجنبه بعض وزرائه، كثير من ألاستفسارات ( ولا أقول المساءلات ) فيما يتعلق بإحدى التعيينات الأخيرة، رغم أن دولة رئيس الوزراء يشدد على ضرورة أن تتم عملية التعيين في وظائف الدرجة العليا وفق أعلى معايير الدقة والموضوعية بعيدا عن الاعتبارات الشخصية، ولكن قرارات بعض الوزراء تشير بوضوح (للضرب عرض الحائط ) بمعايير انتقاء الموظفين لشغل الدرجة العليا. فهل رجعت حليمة لعادتها القديمة !!! كما قال العرب في القدم, أو رجعت ريما لعادتها القديمة، كما يقول الإخوة المصريون، أو ماذا يمكن أن يقول ألأردنيين !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.