زاد الاردن الاخباري -
يبدو أن ناديي الفيصلي والوحدات على وجه التحديد، عقدا العزم على الدخول بقوة إلى الموسم الكروي الجديد 2011-2012، وربما في غياب نجوم المنتخب الوطني عن بطولة الدرع اعتبارا من 1 تموز (يوليو) المقبل، ما قد يؤجل ظهور الملامح الحقيقية لأي من الفريقين قبل الدخول في منافسات دوري المحترفين اعتبارا من 5 آب (اغسطس) المقبل، وإن كان الوحدات سيخوض قبل ذلك بيومين مواجهة كأس الكؤوس مع المنشية.
وفي الوقت الذي أنهى فيه الوحدات موسما ناجحا بكل المقاييس، وفيه حصل على ألقاب كل البطولات المحلية، وبلغ دور الثمانية من كأس الاتحاد الآسيوي، فإن الصورة كانت مختلفة تماما بالنسبة للفيصلي الذي اكتفى بوصافة الدوري وكأس الكؤوس وخرج مبكرا من الدرع وكأس الأردن، وودع مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي من دور الستة عشر.
وإذا كان أنصار الوحدات قد هتفوا مرارا في الموسم الماضي "الشعب يريد منافسا للوحدات"، فإن جماهير الفيصلي هتفت مطالبة إدارة ناديها بتصويب أوضاع الفريق، لا سيما وأن السنوات الخمس الماضية كانت "سنوات عجافا" لم يحقق فيها الفيصلي سوى 4 ألقاب محلية، في حين ذهبت "حصة الأسد" من الألقاب لصالح "المنافس التقليدي" الوحدات.
"سباق التسلح" ظهر واضحا من قبل الناديين في الأسبوعين الماضيين، وسيمتد الأمر طوال فترة القيد والتحرير التي تبدأ في 12 حزيران (يونيو) الحالي، ولعل تعيين مدير فني كان هاجسا لكلا الفريقين، فالفيصلي الذي استبدل "جلده التدريبي" كثيرا في السنوات الأخيرة، استقر قبل يومين على المدرب العراقي ثائر جسام، الذي سبق وأن أشرف على تدريب الفيصلي وأندية أخرى على رأسها الوحدات، في حين ينتظر أن يبت الوحدات اليوم، في الكم الوافر من "السير الذاتية" المقدمة من عدة مدربين، بهدف تعيين مدرب أوروبي خلفا للكرواتي دراغان، الذي رحل وسط شلال من الدموع وتحت علامات استفهام متعددة.
بيد أن "سباق التسلح" لا يتوقف على المدربين فقط، وإنما يمتد أساسا إلى اللاعبين، فالفيصلي نجح مؤخرا في الحصول على توقيع لاعب الوسط مهند محارمة الذي ترك شباب الأردن، وما تزال المفاوضات جارية مع المهاجم أحمد هايل ولاعب الوسط رائد النواطير.
ومع عودة "الطيور المهاجرة" التي تشكل عنصر الخبرة والمتمثلة بحسونة الشيخ وحاتم عقل، وفي حال انتهاء إشكالية المهاجم مؤيد أبو كشك مع النصر الكويتي والتجديد المتوقع للمدافع محمد منير ولاعب الوسط أنس حجة، ونضوج أداء اللاعب الشاب خليل بني عطية، فإن جماهير الفيصلي تبدو مستبشرة بإمكانية أن يستعيد الفريق هيبته ويفرض حضوره في ساحة المنافسة المحلية، في انتظار المشاركة الآسيوية ربيع العام المقبل.
لكن مشكلة الفيصلي ستبقى قائمة إذا ما بقي التعاطي مع قضايا اللاعبين بالعقلية ذاتها، ويفترض بالفريق أن يدخل الموسم وقد أنجز العقود كافة مع لاعبيه وعمل تسوية لمقدمات العقود والرواتب، ومنح الجهاز الفني فرصة العمل بعد تحديد الأهداف، اذا كانت تنافسية بحتة أم أنها قد تمزج بين البناء مجددا والمنافسة.
وعلى الطرف الآخر، فإن الوحدات الذي استعاد المحترفين عامر ذيب وحسن عبدالفتاح وربما لاحقا الحارس عامر شفيع اذا ما حصل على عفو من قبل اتحاد اللعبة، يبدو هو الآخر محاولا استقطاب أفضل اللاعبين ضمن سعيه للمنافسة المحلية وإبقاء هيبته وسطوته على ألقابها، وكذلك محاولة الحصول على إنجاز بكأس الاتحاد الآسيوي يفتح له نافذة المشاركة في دوري أبطال آسيا في العام المقبل، لأن وصوله إلى المباراة النهائية بكأس الاتحاد الآسيوي يعني مشاركته في دوري أبطال آسيا في ربيع العام المقبل.
واستعاد الوحدات "طيره المهاجر" عبدالله ذيب، ويسعى للحصول على خدمات المهاجم الكونغولي كبالينجو ولاعبين آخرين، لكنه قد يفقد "عقله المفكر" رأفت علي في حال احترف الأخير في الكويت، كما سيفتقد لـ"صاروخيات" أحمد عبدالحليم المصاب، وتبدو جماهيره متخوفة من عدم إتمام عقود لاعبين آخرين.
هذه الصورة تؤكد أن المنافسة على لقب دوري المحترفين المقبل ستكون ثنائية، ما لم تفعل فرق قوية مثل شباب الأردن والبقعة والرمثا ما يغير من هذه المعادلة التنافسية، والأمر مرهون بالوقت، حيث ستكشف الفرق صورتها الحقيقية في أمسيات رمضانية، بعد أن تكون بطولة الدرع بمثابة "بالون اختبار" للجميع.
الغد