زاد الاردن الاخباري -
فرقت قوات الشرطة السودانية مظاهرات خرجت في العاصمة الخرطوم الجمعة، للتنديد بمقتل محتجين بالرصاص خلال احتجاجات الاربعاء، وللمطالبة بعودة الحكم المدني.
وخرجت التظاهرات عقب صلاة الجمعة، من مسجد الهجرة بأم درمان، ومسجد كافوري، وعدد من مساجد الخرطوم، بعد أن أقاموا صلاة الغائب على قتلى تظاهرات الأربعاء.
وشيع مئات من المحتجين في مدينة بحري، قتلى تظاهرات الأربعاء الدامي، الذين يبلغ عددهم 11 شخصا (من ضمن 15 ضحية) وفقا للجنة أطباء السودان المركزية.
ورفع المحتجون شعارات رافضة لقرارات البرهان، وانتقدوا استخدام الرصاص الحي ضدهم، مطالبين بالقصاص.
وقال شهود إن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقة "الديم" وسط الخرطوم.
وذكر الشهود أن قوات الشرطة تحاول إزالة المتاريس التي وضعها المحتجون في شارع رئيسي بالمنطقة.
في السياق، أظهرت مشاهد مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مع عمليات كر وفر بين قوات الشرطة والمحتجين داخل أحياء بالعاصمة.
ووضع المحتجون متاريس للحيلولة دون مطاردة قوات الشرطة لهم في بعض الأحياء، كما أشعلوا إطارات السيارات في شارع رئيسي بالمنطقة.
وقالت لجان المقاومة بولاية الخرطوم، وتجمع المهنيين السودانيين إن الاحتجاجات ستتواصل خلال الأيام المقبلة.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، قد أعلنت ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات الأربعاء إلى 15 قتيلا، بعد أن أطلقت الشرطة الرصاص الحي على المتظاهرين
ونفت الشرطة السودانية، أن تكون قد استخدمت الرصاص الحي، في مواجهة المتظاهرين.
وسبق أن نزل عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع مرتين في 30 أكتوبر وفي 13 نوفمبر احتجاجا على الانقلاب.
وكان القمع بدأ منذ اليوم الأول للاحتجاجات إلا انه بلغ مستوى جديدا الأربعاء.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات شعبية مستمرة وانتقادات دولية واسعة تطالب بعودة الحكومة الانتقالية.
وقبل إعلان قرارات الجيش، كان السودان يعيش منذ أغسطس/ آب 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام، عام 2020.
تنديد دولي
والخميس، ندد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بمقتل المتظاهرين السلميين، وحضّ العسكريين على السماح بتظاهرات سلمية.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في أبوجا، ضمن جولته في بعض البلدان الأفريقية إن "على الجيش احترام حقوق المدنيين بالتجمع سلميا والتعبير عن آرائهم" مضيفا أنه "قلق جدا" إزاء أعمال العنف التي وقعت الأربعاء.
وأضاف قوله "نواصل دعم مطلب الشعب السوداني بإعادة السلطة الانتقالية التي يقودها مدنيون" بما يشمل إعادة رئيس الوزراء بعد الله حمدوك الى منصبه.
من جانبها، دانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، الخميس، استخدام قوات الأمن السودانية، الذخيرة الحية، في وجه المتظاهرين السلميين.
وقالت باشليه في بيان إن "استخدام الذخيرة الحية مجددا أمس ضد المتظاهرين أمر معيب تماما".
ورغم العنف الحاصل، عبر مسؤولون أميركيون عن أمل حذر بشأن إيجاد مخرج للأزمة.
وقامت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي فيي، خلال الأيام الأخيرة بجولات مكوكية في السودان بين ممثلي القوى المدنية، بينهم حمدوك الذي أقاله الجيش ووضعه قيد الإقامة الجبرية، والعسكريين، في محاولة للتوصل لتسوية تتيح العودة إلى المرحلة الانتقالية المفترض أن تقود إلى سلطة منتخبة ديمقراطيا في العام 2023.
وقد علقت الولايات المتحدة مساعدة للسودان بقيمة 700 مليون دولار بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الذي أعاق العملية الانتقالية.