حراك المتقاعدين ....لابد أن يستقيم أن أراد النتائج
القربة المخزوقه لا تستجيب للنفخ ,والإذن أن اعتراها الصمم لا تعرف للسمع طريقا ,هذا حالنا مع حكومتين متعاقبتين ومثلهم الكثير ممن سبق, كنا قد جندنا أنفسنا كمتقاعدين نلتمس طريقا للعدالة لزملاء لنا غابت أناتهم عن مسمع ومرا الحكومة من قبل وهاهي تغيب مرة أخرى رغم علو الصوت .
تدعى الحكومة أنها وجدت من اجل المواطن وما هي بذلك لان المتقاعدين هم مواطنين قابضي على جمرها قديما وحديثا فأشعلت عود ثقابها لتكويهم لتزيدهم حرقا فوق ذاك الحرق الذي هم يصطلون فيه ,لأنها أوجدت لهم جمر الغضى هذه الشجرة والتي ما أن تدب النار فيها حتى تتحول لجمر شديد الاحمرار ينصبب عرقا من حولها ولو في أيام الشتاء القارصة البرد .
كنا في لجنة إنصاف المتقاعدين قد نذرنا أنفسنا لهذا الهم وشاركتنا لجان عديدة منهم من سبقنا ومنهم من زامننا ومنهم من أتى بعد دونما تنسيق بينا وان بحثنا عنه ,الكل لم يدخر ذرة جهد ألا وبذلها في هذا المجال ,طرقنا الأبواب كافة فكلها أوصدت ,ومن فتح قليل من كوة الباب خدرك بالكلام المعسول والنصائح التي لاتسمن ولا تغني من جوع وكلاهما في الهم شرق ,وطور الأمر لتلويح بالاعتصام لنشارك إخوة لنا سبقونا ,وحضضنا الماء فأنتجت ماء كنا نبحث عن الحليب لنخضه لنجد اللبن والزبد فما ظفرنا بذلك .
كانت ابر التخدير تتوالى علينا وكنا نقاومها ,وكان أخرها هيكله الرواتب فراقبناها عل لنا منها نزر يسير لنقول للغير أننا أنجزنا فنشكر منهم , ونشكر الحكومة فما كان هذا ولا ذاك ,لا بل حتى هذه عنت كل الموظفين متقاعدين وعاملين ألا المتقاعدين العسكريين والذين كتب عليهم عنوة أن يسلكوا مفازات ليست للوطن حين تدفعهم الحكومة لذلك وهم يرفضون ويبقون قابضين على جمر حب الوطن لكن الصبر هذا له حدود وقد ينفذ ,وإلا ماذا يعني أن تولي الحكومة كافة القطاعات وتترك المتقاعدين على قارعة الطريق ,فلتعرهم الاهتمام قليلا ولو على سبيل جبر الخواطر,لكن المتقاعدين يعلمون علم اليقين , أن أروا عطشهم يكن من لدن صاحب الجلالة لان ما دونه لا يورقهم هم الوطن ومواطنيه لان لهم هموم عنايتهم بها أولى ,لهذا فهم يأملون أن تكن الحصة التي تليق بهم ستكون في يوم عيدهم .
أن التسويف والمماطلة حيل لن تنطلي على المتقاعدين العسكريين ,وان اختراعات المسولين للمشاريع لن تثنيهم عن طلب العدالة ,وان الاسترضاء ت هنا وهناك لن تفت عضدهم ,قد تعاق المسيرة لكنها ستأتي أكثر قوة وعزيمة ,وأخشى ما أخشاه أن تصدق نبوءة زميلنا المتقاعد نايف النوافعة بان الحكومة بحاجة لبوعزيزي للمتقاعدين حتى تستجيب لمطالبهم العادلة , أن بقى الحال كما هو سنجد ذلك وستقول الحكومة كلمتها ألان فهمتكم يا ليتني أصغيت لكم من قبل و أتمنى من كل قلبي أن لا نصل لمثل ذلك اليوم .
وأمام هذا كله ولكوني كنت مشاركا في هذا الحراك منذ بداياته وكنت ناطق لأحد اللجان وهي لجنة إنصاف المتقاعدين وتحت وطأة هذا التسويف والمماطلة وعند هذا التشتت في الحراك وغياب الأغلب من المتقاعدين عنه لأسباب عديدة لأنف الحكومة في بعضها شان ,فأنني أعلن إنني قد توقفت عن الانخراط في هذا الحراك حتى يستقيم أمره ,واستقامة أمره يعرفها القاصي والداني ويحجم الكثير عن الخوض فيها ,لكنني سأضع الأصبع على الجرح وان كان لا يروق للغير ,الجرح هو الشتات الذي يقوض كل خطوات المتقاعدين ,لان الغاية ليست واحدة وان كان الأبرز هو المساواة والعدالة من أي لجنة كانت ,لكن ما يلمس على ارض الواقع أن الحال غير الحال , لجان كثيرة تبحث عن مسماها وتود أن تظفر بالكعكة لوحدها ويكون الصيت لها والكعكة والحالة هذه لن تأتي ,والبعض ينخر في عباب الجميع ليهد جهد بدا يبنى , ولجان أوجدتها الحكومة لتفرض ما تود قوله بشان المتقاعدين ويكن متناغما مع ما ترسمه وتوحي للرأي العام أن هذا ما يريده المتقاعدين العسكريين وهم منه ببراءة وان ما يقال من غيرهم لا معنى له ,فهي تقلب الحقائق حين تجعل الشرعي لا علاقة له بالشرعية وابن العتمة الدامسة ونتاج جنح الظلام جعلته شرعيا, ولها سبق في ذلك في مجالسنا النيابية , وهناك من يدعمك بالقول ويبتعد عن الفعل واقله شد أزرك ,وهناك من يقف موقف المتفرج يتمنى النتائج ولا يشارك في مسبباتها ,وهناك من لا يعنيه الأمر بشيء لان الدنيا فتحت له من أوسع أبوابها
حراك المتقاعدين تشوبه شواب عديدة ولابد وحتى تستقيم الأمور ,أن تطوى كل الصفحات القديمة وان ينبري مجموعة لتكوين قاعدة عريضة لحراك المتقاعدين وان تماسس وحتى يشتد عودها وتملك القاعدة التي تنطلق منها تعلن في تلك اللحظة عن مطالبها التي ستكن تملك الثقل الذي يجعل الحكومة تذعن لمطالبها هذا هو الحل لأغيره ,.
الحكومة لو وجدت الحراك الحقيقي واعني به من كافة المتقاعدين للبت النداء ولوجدت الحلول وهي كثيرة ولفتحت باب الحوار للوصول لنتائج أو أطرافها ,أن بقي الحال هكذا بين شد وجزر وعند ساعة الحقيقة تجد القليل يشاركك الهم ستبقى الحكومة عازفة عن الإجابة .
يؤلمني أن أقول وأقرر مثل ذلك ,لكنني قد أجد فيه مدعاة لوضع السرج على خيل السبق لتظفر بالرهان ,هو الرهان أن تتوحد الجهود الحقيقية وان تكن الغاية واحدة هي إنصاف المتقاعدين ما قبل حزيران وما بعده ,كلي أمل أن تجد كلمتي هذه أذن صاغية من المتقاعدين قبل الحكومة لان استجابتهم هي الطريق لاستجابة الحكومة ,عندها سأكون على أتم الاستعداد للمشاركة بنفس النفس الذي بدأت بها وسنجد النتائج بأذن واحد احد .
حمى الله بلدنا من كل مكروه يضمره كل عدو بتجهمه ,وحمى الله قيادته التي لم تدخر شيء في سبيل إعلاء شانه ومواطنيه ...انه سميع وبالإجابة قدير ....أمين
العقيد المتقاعد علي دعسان الهقيش