الوصول لرقم (4549) بعدد حالات كورونا المسجلة يوم أمس، وعدد الوفيات (26)، ليست أرقاما يمكن المرور عنها بشكل طبيعي، فهي أرقام تؤشّر لأزمة حقيقية في التعامل مع جائحة كورونا، وتهاون واضح من الجميع باتباع إجراءات السلامة العامة، الأمر الذي يجعلنا جميعا نبحث عن دروب سلامة تعيدنا لواقع الحال ما قبل أشهر في انخفاض عدد الإصابات.
واقع الحال اليوم فيما يخص جائحة كورونا ليس سهلا، إنما يصنّف بالحساس، وللأسف أن مواجهة كل هذه الزيادة يواجه بسؤال بات مستهلكا بشكل كبير وهو «في اغلاقات؟!!»، ما نحن به لا يحلّ بالاغلاقات أو العودة لموضوع ساعات الحظر، ما يحل يكون بالالتزام باجراءات السلامة العامة وذلك يبدأ بضرورة اخذ اللقاح، ذلك أن ما نسبته (82 %) ممن يدخل إلى المستشفيات هم من غير المطعمين، وما نسبته (87 %) من المتوفين بكورونا رحمهم الله هم من غير المطعمين وفق احصائيات كشف عنها أمس المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات، وبذلك حسم لأي جدل يثار بشأن التعامل مع كورونا.
ما وصلنا اليه اليوم من أرقام مخيفة حول عدد اصابات كورونا، لم يعد يقبل أي جدل، أو أسئلة تأخذ الأزمة لمكان غير مكانها الصحيح، فالحل ليس بالاغلاقات، إنما بأخذ واقع الحال على محمل الجد والمسؤولية وذلك بضرورة الحصول على اللقاح المقاوم لفيروس كورونا، والالتزام بارتداء الكمامة، والابتعاد عن التجمعات وعدم التسبب بها، والالتزام بالتباعد، فلم تعد هذه الإجراءات تخفى على أحد، والالتزام بها أيضا لم يعد يخفى على أحد، أنه ضرورة، دون ذلك سنبقى ندور جميعا في دائرة تبدأ حيث تنتهي من البحث عن حلول تخرجنا من أزمة زيادة اعداد المصابين بكورونا.
«في اغلاقات؟» سؤال بات في غير مكانه، بالمطلق، ونحن نرى حجم الاستهتار وعدم الالتزام باجراءات السلامة العامة، ليس هذا فحسب، إنما أيضا بعدد عدم الحاصلين على اللقاح، وعدم الحاصلين من الملقحين على الجرعة الثانية، في هذه الأرقام حقيقة واحدة أن هذا هو السبب وراء ما وصلنا اليه امن أزمة حقيقية في زيادة عدد مصابي كورونا، وعدد الوفيات رحمهم الله، في هذه الأرقام تتلخص مشكلتنا والتي يضاف اليها عزوف أعداد كبيرة من اللاجئين والمقيمين من الحصول على اللقاح، ومن يقوم باصدار شهادات تطعيم غير صحيحة.
كلها ظواهر تؤشّر على واقع الاشكالية والأزمة التي نمر بها، الأمور لا تحل باجراءات مبنية على مبدأ «الفزعة»، ولا مبنية على قرارات فردية ممن لا يقتنعون حتى اللحظة بأهمية اللقاح لأن ضررهم يلحق بمجتمع وليس بهم وحدهم، أو أن كورونا مؤامرة، في هذا الحديث تضليل وتغييب للمسؤولية، والضرب بعرض الحائط خطورة ما يواجهنا جميعا، وعلاج ذلك لا يعيدنا لدائرة ذات الأسئلة المستهكلة والتي هرمت أهميتها حول الاغلاقات والتعليم الوجاهي من عدمه والدوام بنسب (50 %)، هذه ليست حلولا، كما أنها لن تقدّم أي وصفات تخرجنا من واقع وصلنا اليه بسبب الاستهتار، وعدم الاكتراث بشروط السلامة العامة والتهاون بهذا الجانب، اضافة لعدم التزام الجميع بالحصول على لقاح كورونا، فكل هذه أسباب للمشكلة، وفي تكرار سؤال «في اغلاقات» نبتعد عمليا عن جوهر الأزمة وطريقة التعامل معها، والوصول لحلول عملية.