حكومــة اليكترونية أم حكومة كرتونية ,,

خاص بموقع - زاد الأردن

حكومة اليكترونية أم حكومة كـــرتونية ؟؟

كل العالم المتحضر يسعى الى التحول الى حكومات اليكترونية في استخدام الوسائل الحديثة التي تخدم المواطن وتسهل عليه الكثير من الاجراءات في المعاملات التي يستخدمها حتى تختصر عليه الوقت والجهد والمال ,
هذا الأمل يراود الجميع في أن يجلس في بيته ويقوم بفتح موقع الحكومة ومن ثم القيام بزيارة موقع الجهة التي يرعب بالولوج اليها واستصدار الوثيقة اللازمة التي قد تكون بضغطة زر ان تخرج له دون معاناة في استخدام وسائل النقل والتنقل بين المكاتب او الاصطفاف على ادوار تبلغ عشرات الأمتار هذا اذا كانت تساعده أرجله في الوقوف عليها لفترات طويلة ,
نحن نجري لنكون مثل الغرب أما قضية أن نسبقه فحتما هذا لن يحصل في الوقت الحالي لأن الفرق واضح (( بالعقليات )) وان ظن البعض بأن من يحكمونا من الوزراء لديهم عقليات منفتحة تتلائم والظروف العصرية بل أنهم لا يؤمنون لا بالحداثة ولا بالتغيير وتبقى سلوكياتهم تنعكس على أداء مؤسساتهم فتكون النتائج عكسية وحالة من حكم المؤسسات يعتمد على (( الفهلوة )) ولا يعتمد على المأسسة او عملية التحول بطريقة تمكن تلك الوزارة او الدائرة من الانخراط في (( حكومة اليكرتونية )) بينما نجد أن معظم شعبنا او الغالبية العظمى لا نجد في بيته (( الانترنت)) او لا يستطيع أن يمكلها في يوم ما لأن لدينا اجيالا لا نستطيع ان نقوم بتبديلها ,, وان البنية التحتية قد لا تتلائم مع ما نطمح اليه .

عمليات التسويق للمشاريع الحكومية الناجحة التي تخدم الوطن والمواطنين نحن معها اذا ما كانت تلك الخدمة تصيب كل شرائح المجتمع وتصل اليهم في كل الأرياف والبوادي قبل المدن والكل يعي هذه الخدمة وانعكاسها على حياته مع توفر كل الوسائل التي تخدم أما اذا اردنا حكومة اليكترونية وأن معظم الشعب او النسبة الغاليية منه لا تملك (( الانترنت )) او لا تصل اليه او لا يقدر على امتلاكها بسبب ظروفه الاقتصادية فما نفع ذلك ,

في ظل غياب التنسيق المؤسساتي الممنهج والاعتماد على أكثر من جهة في بعض المعاملات سنجد صعوبة في تحقيق هذا الأمل وأهم من ذلك هو عدم راحة موظفينا وعطاءهم في عملهم بسبب ظروف العمل الغير مريحة بالاضافة الى (( الرواتب المتدنية )) رغم عمليات الهيكلة التي تشعر الموظف بأن راتبه لا يتلائم مع طبيعة عمله ولهذا نجد أن عنصر (( التراخي )) لديه قد يكون سببا ونحن رغم ذلك نقول بأن المسؤولية أمانة ولا بد من القيام به مهما بلغ الأجر ,


الحكومة عندما لا تكون متناغمة مع بعضها بل أن معظم اعضائها يختلفون في الأفكار ولا يحملون رؤيا ممنهجة وواضحة نجد بأن الحكومة اصبحت حكومة هشة بل كرتونية لا تستطيع القيام بكل ما تريد القيام به او ترغب به فيصبح همها عنصر المحاباة لمختلف شرائح المجتمع لغياب العدالة الاجتماعية والبرامج التنسيقية الواضحة التي تخدم مختلف تلك الشرائح فتكثر اخطائها ومطباتها وزلاتها فيكون من السهل نقــدها لأن مشروعها ليس واضح المعالم وهي آيلة الى السقوط لعدم انسجامها مع الواقع الشعبي ومعاناة المواطنين فتشبعنا تنظيرات في برامج لا يمكن تحقيقها . لقد اصبحت حكومتنا (( كرتونية )) قابلة للتعليم عليها من قبل الجميع بل ان طيرانها كطيارة ورقية تتلاعب بها الرياح اصبح قاب قوسين أو ادنى من تمزقها ورحيلها ,لأنها لم يعد يتحملها المواطن .